بيروت / 14أكتوبر/ رويترز :اندلع قتال عنيف أمس الثلاثاء بين الجيش اللبناني وجماعة فتح الإسلام عند مخيم "نهر البارد" تحول إلى ساحة لأعنف اقتتال داخلي بلبنان منذ الحرب الأهلية .وقال شهود عيان إن أعنف قصف للجيش كان عند المدخل الشمالي للمخيم المطل على الساحل واشتعلت حرائق داخل المخيم بينما أطلق مقاتلو جماعة "فتح الإسلام" الصواريخ على مواقع الجيش على تل مجاور.وقال مواطن فلسطيني منفعل من داخل المخيم لرويترز "القصف عشوائي على المدنيين. ابنة عمي هذه هي ميتة أمام عيني لا استطيع ان ارفعها لا استطيع ان انقلها."وأضاف "هناك مدنيون هناك أطفال يقصفون عليهم. لم اترك المخيم لان إلى أين سأذهب.. أقيم في الشوارع.. نحن لا نسمح لهم (المتشددين) ان يدخلوا شوارعنا. نحن أقفلنا طرقنا."ووصف مصدر عسكري القتال بأنه اشد من المعتاد في مخيم نهر البارد حيث يخوض الجيش معارك للأسبوع الرابع على التوالي مع جماعة فتح الإسلام.وقال المصدر "كان هناك اشتباكات عنيفة والجيش نجح في الاستيلاء على مواقع للمسلحين مما أجبرهم على الفرار."وكانت الاشتباكات قد تجددت في مخيم نهر البارد شمال لبنان أمس بين الجيش اللبناني ومسلحين من فتح الإسلام وأفادت الأنباء أن الجيش اللبناني يشن قصفا عنيفا على مواقع يقول إن مسلحين من جماعة فتح الإسلام يتحصنون فيها.جاء ذلك بعد مقتل جنديين لبنانيين في مواجهات عند المدخل الشمالي للمخيم بعد أيام قليلة من بدء الجيش في التقدم ببطء داخل المخيم، وخوض مواجهات برية مع المسلحين فيه.وبذلك يرتفع عدد الجنود اللبنانيين الذين لقوا حتفهم في المواجهات الدائرة منذ نحو ثلاثة أسابيع إلى قرابة 60 جنديا.وفي المقابل تمكن الجيش من اقتحام منزل أمير تنظيم فتح الإسلام شاكر العبسي الذي يبعد 400 متر عن تخوم المخيم، واستولى على "مستندات ووثائق مهمة" قبل تفجيره.كما قتل أول من أمس الاثنين مسعفان من الصليب الأحمر اللبناني وجرح ثالث بانفجار قذيفة استهدفت مستشفى ميدانيا. ورجح ناطق باسم الصليب الأحمر أن يكون ذلك تم بواسطة قذيفة.واتهمت "الوطنية" للأنباء، وهي الوكالة الرسمية، جماعة فتح الإسلام "بتوسيع دائرة" استهدافهم وتوجيه نيرانهم صوب المسعفين.من ناحية ثانية أصيب عضو رابطة علماء فلسطين محمد الحاج -الذي يقوم بمهمة الوساطة مع فتح الإسلام- خلال زيارته للمخيم برصاصة في ساقه.ورفض رئيس الرابطة الشيخ مصطفى داود تحميل أي جهة مسؤولية إطلاق النار على الحاج، ولكن أمين سر حركة التحرير الفلسطيني (فتح) في لبنان سلطان أبو العينين أكد أن مسلحا فلسطينيا غاضبا أطلق النار على سيارة إسعاف تابعة لجمعية إسلامية كانت تقل الحاج بعدما رفض إجلاء اثنين من اللاجئين مصابين بجروح.يأتي ذلك فيما لا تزال الوساطة التي تقوم بها رابطة علماء فلسطين منذ أسبوعين مستمرة، دون أن تسفر عن نتائج محددة حتى الآن.وقال الشيخ داود إن الرابطة تواصل لقاءاتها حاليا مع قيادات فلسطينية ولبنانية، بعدما كان وفد منها التقى قائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير المخابرات العميد الركن جورج خوري ومسؤولين آخرين بهدف التوافق على المبادرة التي أطلقها اتحاد علماء فلسطين.وأشار رئيس رابطة العلماء إلى أن المبادرة تتركز حول ضرورة الوصول إلى حل سياسي للأزمة، ووقف إطلاق النار من أجل تجنيب المدنيين في المخيم الأذى. في حين تصر فتح الإسلام على رفض تسليم أي من عناصرها.