يقف الرئيس علي عبدالله صالح في ذكرى مرور (32) عاماً على صعوده إلى كرسي الرئاسة وحكم اليمن في 17 يوليو 78م باختيار وإجماع مجلس الشعب التأسيسي آنذاك - أمام مشوار مليء بالإنجازات الضخمة التي حفلت بها سنوات حكمه الـ(32)، ويرى أكثر المحللين والمراقبين والمهتمين تفرده بصفات القيادة أو الزعامة والحكمة والصبر والمرونة عند المآزق فضلاً عن شجاعته وسماحته مع ألد خصومه. فعرف عنه العفو عند المقدرة ويشهد له الجميع بإنقاذه اليمن من مشارف الدمار والانهيار منذ اللحظات الأولى لتوليه الرئاسة بعد مصرع ثلاثة من الرؤساء في غضون أشهر فيما أكد أعضاء مجلس الشعب التأسيسي حينها اعتذار عدد من القيادات عن عدم تولي الحكم نظراً لتفاقم الاضطرابات الخطيرة في ذلك الوقت.الثابت أن الرئيس صالح - الذي حمل مشروعه الوطني الكبير الذي كان حلم وهاجس كل اليمنيين وهو استعادة الوحدة اليمنية التي تعد أسمى أهداف الثورة اليمنية الخالدة - استطاع أن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ومعه كثير من شرفاء اليمن بعد أن توج نضالات الشعب اليمني بتحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو 90م وفي ظلها تنفس الإنسان اليمني الصعداء بالانفراج السياسي والديمقراطي والتحولات الخدمية والتطورات التحديثية التي شهدها اليمن الموحد رغم المحطات الخطيرة التي مرت بها اليمن منذ التوحد قبل 20 عاماً وأبرزها الحرب الدموية عام 94م. لكن تلاحم الشعب واصطفافه وقفا ضد مشروع الانفصال وأسقطاه في مهده.إن الرئيس علي عبدالله صالح - الذي يتكئ على رصيد وطني عظيم من المكاسب التاريخية العملاقة حصدها بكل إخلاصه وجهده وفكره وصدقه لوطنه وأمته - يجد نفسه اليوم وبعد هذا المجد الكبير أمام أزمة تتصاعد بشكل ينذر بالانفجار .ويؤكد المهتمون بالشأن السياسي الراهن أن الأوضاع في المحافظات الجنوبية بفعل فتن (الحراك) وعناصر (القاعدة) الإرهابيين التي تزيد يوماً بعد يوم وجماعات الحوثي المتمردة تتطلب وقفة جادة. وأصدقاء اليمن في الخارج يكرسون مؤتمرات للوقوف أمام أوضاع اليمن.لكن على الأرجح أن المرحلة الحالية تتطلب تدخل كل العقول الوطنية الشريفة. وحكمة الرئيس من خلال تجاربه في تخطي المآزق والمحن والأزمات لابد أن تبرز في هذا الوقت بالذات. وأن يدعو فخامة الرئيس إلى حوار وطني شامل لا يستثني أحداً من الأطراف السياسية في الساحة ويرعاه بشكل مباشر. وأظن أن الحوار هو المخرج ونجاة اليمن في المشهد القائم.. لكن هذا الحوار الذي طال كثيراً لا يقبل بعد الآن التأخير حتى يستطيع فخامة الرئيس أن يكمل مشوار الإنجازات الذي بلغ 32 عاماً واليمن سليم ومعافى ومستقر.
أخبار متعلقة