تقدم دراسة جديدة خاصة بتصوير الجهاز العصبي أقوى الأدلة حتى الآن على أن الخجل غير العادي لدى الأطفال يمكن أن يحدث بسبب تغييرات في أدمغتهم. فقد استخدم باحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لفحص عدد من البالغين الذين كانوا معروفين بالخجل في أثناء طفولتهم. وحين تم عرض صور لوجوه غير مألوفة على هؤلاء الأشخاص، ظهر نشاط في (لوزة المخيخ) لديهم أكبر بكثير من نظرائهم الذين كانت طفولتهم تتميز بالنشاطات الاجتماعية. وتتمثل وظيفة (لوزة المخيخ) في اليقظة والخوف. وفي السابق كان يعتقد أن الخجل الشديد الذي يظهر في أثناء الطفولة ويستمر في كثير من الأحيان في أثناء البلوغ يعود لأسباب تتعلق بتطور الدماغ.ولكن هذه الفكرة لم تتعرض للدراسة والبحث، لأنه كان من الصعب إجراء تصوير لدماغ الأطفال الصغار. وخلصت الدراسة إلى نتيجة أكثر جرأة، وهي أن التغييرات الدماغية التي تسبب الخجل للأطفال يمكن تصويرها بوساطة الرنين المغناطيسي ورؤيتها بعد عقدين من الزمن على نمو هؤلاء الأطفال. حيث يقترب بعض الأطفال من الناس الذين لا يعرفونهم بشكل جريء، وكذلك بالنسبة لموقفهم من الأشياء والمواقف التي لم يعتادوها، بينما يبدو آخرون خجلين حين يواجهون شيئًا غير مألوف. ويصف علماء النفس الفئة الأولى بأنها ذات حساسية مثبطة، بينما الفئة الأخرى لا توجد لديها مثل هذه الحساسية. ويسود اعتقاد واسع أن هذه الحساسيات تولد مع الشخص وتحمل في ثناياها بعض الأخطار. فالأطفال غير المصابين بحساسية التثبيط، يمكن أن يتحولوا مستقبلاً إلى أشخاص عدوانيين وغير اجتماعيين، بينما يصبح الأطفال الخجولون عرضة لاضطرابات القلق، وقد يتطور لدى بعضهم إلى ما يسمى »الخوف الاجتماعي« وهي حالة تؤدي إلى العجز من الناحية الاجتماعية. ومن جانب أخر أوضح الخبراء أن اثنين فقط من بين كل تسعة في الدراسة الجيدة ممن كانوا مصابين بالخجل أصيبوا بالقلق والكآبة في أوقات لاحقة من حياتهم. ويأمل الباحث بإجراء مزيد من البحث والدراسة لكشف العوامل البيئية التي تؤدي بالأطفال الخجولين إلى القلق والخوف عند البلوغ.
الخجل .. سببه تغيرات في الدماغ!!
أخبار متعلقة