صباح الخير
قرار رئيس الجمهورية بعدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقرر لها أن تتم في شهر سبتمبر القادم اثار جدلاً واسعاً واصراره على التمسك بهذا القرار بالرغم من تزايد المطالبات والدعوات له بالعدول عنه زاد من حدة هذا الجدل.وفي هذا الخصوص هناك ثمة مايجدر بي قوله. فمبدأ التداول السلمي للسلطة في مفهومه البسيط يعني حسب علمي تداول السلطة بدون ان يكون هناك أي استخدام للقوة.أي بطرق سلمية وديمقراطية حرة ونزيهة تتجسد فيها حرية الشعب في الاختيار وتتحقق ارادته, ومتى حصل هذا أي آلت السلطة عبر انتخابات سارت في اجواء ديمقراطية توفرت فيها ضمانات وعوامل النزاهة والحرية في الاختيار أو حتى عن طريق الاستفتاء او التزكية إلى من اختاره الشعب واراده ان يكون هو الممسك بزمام السلطة ومقاليدها فهنا يتحقق ويتجسد مبدأ التداول السلمي للسطة حتى وان كان ذلك هو الرئيس في مرحلة ماقبل الانتخابات فذلك لايخل بهذا المبدأ ولاينقص من مستوى تجسده وتحققه.فالمهم في الأمر هو ان تتوفر الحرية والنزاهة وتتحقق ارادة الشعب واستدل على صحة قولي هذا بما حصل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة الامريكية راعية الديمقراطية في العالم واخلص من هذا القول إلى أن تحقيق وتجسيد مبدأ التداول السلمي للسلطة في بلادنا لايقتضي بالضرورة عدم ترشيح الرئيس نفسه في الانتخابات الرئاسية المرتقبة كما يدعي ويزعم نفر قليل.هذا أمر والأمر الثاني الذي اود لفت الانتباه اليه هو أن الساحة في بلادنا لازالت خالية ممن يمكن ان يكون بديلاً للأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي لايعتبر فقط رئيساً للبلاد وانما هو ايضاً صمام الأمان فيها, فلا يوجد حتى الان على الأقل شخص غيره يستطيع ان يمسك العصا من الوسط ويحفظ التوازن في البلاد ويبقي الأمن والاستقرار والتماسك السياسي والاجتماعي الحاصل. وهذا يقودني للقول بأن الوقت لم يحن بعد للقيام بهذه الخطوة الديمقراطية وان الظروف و الاوضاع لازالت غير سانحة ولامواتية لنا في اليمن لذلك اذ لاتوجد ضمانات كافية متوفرة بعدم حدوث مالاتحمده عواقبه في مرحلة مابعد الانتخابات إذا حدث واصر الرئيس على قراره وموقفه وآتى الى السلطة شخص أخر. فليس مستبعداً حينها أن يعود الوضع عندنا كما كان عليه أثناء الفترة الانتقالية وربما قبله. لهذا أقول أننا في اليمن لازلنا على الأقل في المرحلة الراهنة بحاجة لبقاء علي عبدالله صالح رئيساً واستمراره قائداً للبلاد. فكما كان هو الوحيد الذي هب ساعة المحن والشدائد (الساعة التي خلت فيها الساحة) وحمل كفنه بيديه لقيادة البلاد وقادها بحكمة وحنكة واقتدار الى أن اخرجها من دائرة الخطر الى بر الأمان وكان الوحيد الذي استطاع لمّ شمل الأمة وتوحيد الأرض والكلمة وابدال الصراع والاقتتال والتناحر السياسي والاضطراب والتشاحن الاجتماعي إلى استقرار سياسي وديمقراطية وتعددية سياسية وحرية في التعبير والقول وسلم ووئام اجتماعي ونجح في تدوير عجلة التنمية والتطوير والتحديث في بلادنا والنهوض بها ارضاً وانساناً فلايزال هو ايضاً الوحيد القادر على اكمال ومواصلة مسيرة التنمية والتحديث لتحقيق التقدم الاقتصادي و الاجتماعي المنشود. إن الرئيس علي عبدالله صالح احد اولئك القلة من القادة والزعماء الذين امتلكوا نوايا طيبة وخيرة وضمائر حية وحملوا في حنايا صدورهم قلوباً عامرة بالحب الصادق والاخلاص لأوطانهم وشعوبهم فوهبوا انفسهم وكرسوا حياتهم لخدمة اوطانهم و إسعاد شعوبهم وأثروا ذلك على راحتهم وسعادتهم تدل على ذلك افعاله واقواله ومواقفه وانجازاته والتاريخ سيذكر انه أحد اولئك الرجال الذين سعدت بهم أوطانهم وأممهم. هذا رأيي ورجائي أن يعدل الرئيس عن قراره ويترك الأمر للشعب ليقول كلمته.