أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية
[c1]تنمّى المشاركة السياسية للمرأة قوى العطاء وفعالية الإنتاج وتعزّز مكانتها ومهاراتها في تربية أجيال فاعلة وواعية [/c]صنعاء / متابعة : ذكرى النقيب:يحتلُ موضوع مشاركة المرأة في الانتخابات أهمية خاصة في ظل النظام العالمي الجديد وتزايد الدعوات للإصلاح والدمقرطة وبالذات في بلدان العالم الثالث، فالانتخابات هنا ليست هدفاً بحد ذاته بل هي وسيلة لتمكين المرأة من تبوء مكانتها في مؤسسات صنع القرار على اعتبار أنّها تشكل نصف المجتمع وهي حق أساسي من حقوق الإنسان يجب أن تتمتع المرأة به كما أنّ الانتخابات الوسيلة لتحقيق الديمقراطية في أي مجتمع بما يضمن إطلاق طاقات أبنائه رجالاً ونساءً وتحقيق التنمية والمساواة العادلة.عن أهمية مشاركة المرأة في الحياة السياسية رصدنا لكم هذه الآراء في سياق هذه المتابعة.[c1]تجاوز المستوى الصوري[/c] ترى الأستاذة/ حورية مشهور نائب رئيس اللجنة الوطنية للمرأة بضرورة وأهمية تواجد المرأة في جميع مواقع صنع القرار وتجاوز المستوى الصوري والرمزي للتمثيل وتوسيعه بصورة لائقة تتفق والوزن العددي والنوعي للمرأة التي تحقق مستويات علمية وعملية متميزة واستمرار الارتباط بالنساء وتبني قضاياهن وقضايا المجتمع عامة ورفع مستوى تمثيل الآليات المؤسسية الحكومية المعنية بالنهوض بالمرأة إلى مستوى وزارات وتمكينها من المساهمة الفاعلة في إدماج احتياجات النساء.وتؤكد على أهمية دعم النساء المرشحات لانتخابات المجالس المحلية ومنحهن المساندة والثقة.. باعتبار أنّه كان في عضوات المجالس المحلية السابقة أسوةً حسنة ونماذج مشرفة وضعن تطلعاتهن في تحسين وتطوير مجتمعاتهن في سلم اهتمامهن، كما كن أمهات وأخوات وبنات حقيقيات لكل ناخب منحهن ثقته وقدمن مصالح الجماعة على كل المصالح واعتبرنها مسؤولية وأمانة جليلة تبرأت منها الجبال وحملنها بشرف وإخلاص ووفقاً للإمكانيات التي أُتيحت ومع التوجه نحو تعزيز اللامركزية وتحسين وتطوير إمكانيات المجالس المحلية القادمة بدأ يرتقي أدائهن مع تحسن شروط وظروف العمل، في سبيل الوصول إلى رؤىً داعمة ومشجعة لإدماج المرأة اليمنية في الحياة العامة سعياً نحو تنمية مستدامة يصنعها ويقطف ثمارها أفراد المجتمع جميعهم رجالاً ونساءً.فمشاركة المرأة في الحياة السياسية من أهم عناصر العملية الديمقراطية في أي مجتمع، وهي تعكس إلى حدٍ كبير طبيعة النظام السياسي الاجتماعي للدولة، كما تعتبر النساء من أهم الرابحات في حالة التزام مؤسسات الدولة بالمنهج الديمقراطي القائم على مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة، وممارسة العمل السياسي تعنى المشاركة في إدارة الشأن العام وهذا يعني ممارسة حقوق وواجبات المواطنة مشاركة كاملة وحقيقية، وما لهذا المفهوم من ارتباط بالمساواة بين أفراد المجتمع بغض النظر عن مذاهبهم وأديانهم وجنسهم وأنّ التمييز ضد المرأة في هذا الشأن يعتبر أحد المؤشرات الرئيسة بين التقدم والتخلف لذلك تحتوي الأنظمة الديمقراطية على قيم ومفاهيم ومبادئ تحررية مهمة تستحق أن تحظى باهتمام المرأة ومناصري قضية المرأة.اما الدكتورة بلقيس أبو أصبع - أستاذ العلوم السياسية - جامعة صنعاء ترجح أهمية المشاركة السياسية للمرأة بقولها إنّ التنمية في تعريفها هي كشف عن الإمكانيات المدخرة في المجتمع وباعتبار أنّ المرأة هي نصف المجتمع، فإنّ الاهتمام بمشاركتها في الحياة السياسية وفي المجالات الأخرى هو كشف عن إمكان مدخر يضاعف من حجم القدرات لدى المجتمع ويدفع بالتالي بمعدلات نموه إلى مستويات أعلى، كما أنّ مشاركة المرأة في الحياة السياسية سوف يرسخ لديها مضمون المواطنة الذي يعنى - ضمن ما يعنيه أن تمنح ولاءها لفكرة الدولة فقط وهذا بدوره يقود إلى دعم الاستقرار السياسي والاجتماعي للدولة.وستساعد مشاركتها في منحها حصانة ثقافية وفكرية تحول دون اختراقها بتوجيهات من الخارج تستهدف زعزعة ثوابتها الدينية ومن ثم الثوابت الدينية لأفراد أسرتها.بالإضافة إلى توسيع قاعدة التمثيل في الهيئات البرلمانية الأمر الذي يزيد من قوة وعمق تمثيلها للمجتمع، مما يعمق مفاهيم الانتماء الوطني والاعتزاز القومي وينمي قوى العطاء وفعالية الإنتاج ويعزز مكانتها في المجتمع وتطوير مهاراتها في تربية أجيال فاعلة وواعية بالإضافة إلى تعزيز وتوظيف طاقات الأمة جميعها في سبيل تحقيق التنمية الشاملة.كما أنّ الديمقراطية والتنمية لن تتعزز دون مشاركة المرأة في الحياة السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن تضع في أجندتها دعم المرشحات والمرأة عموماً واتخاذ قرارات حاسمة من شأنها تمكين المرأة من الوصول إلى مراكز صنع القرار، بالإضافة إلى أنّ تطور النظام الديمقراطي مرهون بمستوى سياسات الدولة تجاه المرأة وبمدى توفير المُناخات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وهي مسؤولية مشتركة للدولة والمجتمع والنساء جزء من هذا المجتمع.