صديقي محرر صفحة بريد القراء أكتب لك اليوم لأبوح لك بسر دفين يحرقني بل ويكاد يقتلني كتمانه فأنا لم ولن أبوح به لأحد سواك لأنها مصيبة، ولأنني شديد الغضب والخجل والحيرة بسبب تلك المصيبة التي أنا فيها ولا أجد فكاكاً منها، ولولا أنني لا أعرفك وأنت لا تعرفني، ما كنت اظن أنني أبو بالسر الدفين .أنا ياسيدي مصاب بالشدود الجنسي! بدأت القصة بأنني أحببت زميلاً لي منذ كنت في المرحلة الإعدادية كان هوكل شيء بالنسبة لي، كنا أكثر من أخوين، نخرج ونلعب ونستذكر دروسنا معاً، لم يكن يمر يوم علينا دون أن نتقابل. أستمرت علاقتنا لسنوات طويلة وما كان من سبيل أبدا لفصم هذه العلاقة التي اخذت تتوطد مع الأيام حتى صار كسرها مستحيلاً. ونظراً لأننا الآن في سن المراهقة ونظراً لأننا تعرفنا على مجموعة من أصدقاء السوء، فلقد رأينا وتعلمنا معاً الكثير من الموبقات التي نجست حياتنا، وصار الخلاص منها يبدو مستحيلاً. لكن كل الامور في كفة، وهذا الأمر في كفة أخرى! لقد تحدثنا مرة في اجتماع للشلة في امر كهذا، وكان أحد الموجودين يتحدث عن أن أمراً كهذا إنما يمثل تنفيساً طبيعياً للضغوط الإقتصادية والإجتماعية التي نحيا فيها نحن كشباب في هذه الأيام، فضلاً عن أنه أكثر أمنا ولا يمكن ملاحظته من جهة المجتمع الذي نعيش فيه.أثق أنك تفهمني جيداً !! لم يكن الدرس الذي تعلمناه وقتها من هذه المناقشة العرضية بغرض تشجيعنا على هذه الممارسة الحقيرة، إنما كان مجرد كلام من الأحاديث التي يملأ بها الشباب وقتهم، لكننا في ساعة شيطان كما يقولون لم نكذب خبراً أنا وصديقي هذا ودون اتفاق منا إذا بنا نندفع دون وعي لأمر كهذا. بدأ الأمر بيننا كنوع من التهريج ثم إذا بنا دون أن ندري خطورة ما نعمله، وجدنا أنفسنا نستمتع به ونتمادى فيه! نعم لقد بدأنا نشعر بالأحتقار الشديد لذواتنا واحدنا للأخر بعدها وكم بكينا معاً وقررنا أن نتوقف عن مثل هذا السلوك المشين بل وقررنا أن نبتعد لفترة حتى يمكننا أن نتوقف عن هذا الأمر الفظيع، لكننا سرعان ماكنا نكسر عهودنا ووعودنا ونعود من جديد الى هذا الفعل .كأننا مأسورين أو مغيبين عن الوعي! أنا كنت متديناً لحد ما وأعرف الله ولو سطحياً وكانت اخلاقي جيدة لأن أهلي لم يقصروا في تربيتي، أما الآن فأنا أكره نفسي بل واحتقرها جداً، والعن اليوم الذي فيه تعلمت مثل هذه الأشياء البشعة، وقد استطعت اخيراً أن أقطع علاقتي بهذه الجماعة (الشلة) التي كانت سبباً في إفسادي واسترحت لحد ما لكن المشكلة تظل قائمة ! أنا لا أنام وأخشى من عقاب الله لي في المستقبل هنا في الدنيا ثم في جهنم. أخشى على نفسي وعلى صديقي الذي أسأت إليه وأساء إلي لقد تغيرت كثيراً للأسوأ وفقدت ثقتي بنفسي وبدأت طريق الفشل دراسياً ولست أعلم ماذا افعل أرجوك أرحمني من هذا العذاب وقل لي ماذا أعمل؟!الرد/ أخي العزيز: لا تيأس من رحمة الله أنا أشكر الله لأنك استوعبت الدرس جيداً وادركت خطورة الطريق الذي تسير فيه.وأنت أخطأت منذ البداية بانضمامك لمثل هذه الجماعة. ولو كنا نلتفت جيداً إلى تعاليم ديننا الحنيف لكنا نجنب أنفسنا الكثير من مخاطر الطريق. أنا لا أكتب هذا الآن كي أؤنبك لكن لكي يرى كل أصدقائنا القراء الأعزاء ايضاً خطورة ما وصلت أنت إليه، فيتعلموا ويتعضوا وهذا هو أحد أهداف بابنا هذا.صديقي دعني لا أخفيك سراً، ليس الخلاص من أمر كهذا سهلاً، وأنا أعلم أنك تعرف ذلك، لكني أقول ايضاً إنه لا يعد مستحيلاً إن أيمانك بالله وقوة إرادتك يستطيعان أن ينقداك مما أنت فيه لذلك فمبتدأ حديثي معك في البداية انه لابد أن لك أن تقبل بالقرآن الكريم مخلصاً لك في حياتك فأكثر القراءة منه.إن امراً كهذا سيحدث في حياتك ببساطة إن أنت اعترفت بذنبك وطلبت من الله بقلب تائب وصادق أن يغفره لك وأن يمحوه تماماً من حياتك، وإن عاهدته الا تعود إليه ثانية ابداً، وإن قررت أن تحيا من الآن فصاعداً بقية أيام عمرك في الإطلاع والتعليم والتعرف على أصدقاء صالحين جيدين، إن عملت هذا فلابد أن الله سيستجيب لك وسيعطيك القوة والقدرة على التغيير ..لن يكون بمقدور الإنسان، أي إنسان، أن يخلص نفسه من خطاياه ولا من سلطانها عليه ولا من نتائجها بنفسه، إنما الله وحده هو القادر أن يعيننا في حياتنا .والآن صديقي تقرب إلى الله من كل قلبك وادعه بأن يغفر لك وأن يعطيك القوة للإقلاع عن المعاصي لا أمانع الانعزال بينكما في المرحلة الأولى. إن الأمر يحتاج أن تنسى ـ بتصميم صادق واردة ثابتة ـ كل ما فات وتعقد النية والعزم على أن تتوقف عن الذنب مهما كلفك الأمر.إن لكل سلوك اعتيادي ما يطلق عليه المتخصصون (أعراض الانسحاب) وهو ألم نفسي وطبيعي مثلما يحدث للمدمنين، هو في بدايته صعب، لكن لابد منه حتى يكون بمقدورك النصر اخيراً. كذلك أشجعك ايضاً على أن تشغل وقتك بما هو مفيد، فمثلاً تنمي المهارات الموجودة عندك، تعرف على أصدقاء جدد كما قلنا سابقاً يعرفون الله وأستبدلهم بشلتك القديمة، هذه نصيحتي لك وأتمنى لك التوفيق.* فوزية جابر
مشكلتك لها حل !
أخبار متعلقة