قيس بن الملوح أو مجنون ليلى ارتبط بليلى بنت سعد بن مهدي بن ربيعة .. يقال ان اعشقهما كان بايناً لارتباط ذلكم العشق بحياتهما منذ الصغر حتى كانا يرعيان الغنم في جبل اسمه التوباد ، وهذا الجبل مذكور في شعر قيس .. ولان عشق قيس لليلى قد ذاع بين الناس فمن الطبيعي وفق أعراف القبائل حينها ان يحرم منها لما شكل هيامه فيها من محرج لافراد قبيلتها وهو الأمر الذي جعل العاشق يصاب بداء العشق يذوي جسمه وتقتل صحته ويكدر صفو عيشه ومع ذلك لايرى في أفق حياته حلاً لنكبته مما ادى في نهاية المطاف إلى لوثة غفلة بلغت ماساته ، أوجها حين تزوجت ليلى من رود بن محمد الثقفي ويقال انه هام على وجه بل ذهب إلى جبل التوباد موضع لهوه وصباه مع محبوبته في الايام الخوالي .واجهشت للتوباد حين رايته وكبر للرحمن حين رآني أم بعد ذلك فقد زاد هيامه وتشرده على غير هدى حتى وجد ميتاً في احدى الاودية المحاذية التوباد .عاشق مثلت قصة حبه تعاطفاً مع شباب الحي بدليل ان عدداً منهم حضر جنازته بما في ذلك فتيات الحي .. وهو ما يعبر عن قدر المشاعر الانسانية المتعاطفة مع من يعيشون مثل هذه النكبات الحياتية خصوصاً المرتبطة بفرط العشق والمحبة والاخلاص للمحبوب .أما الجانب الطريف عن مجنون ليلى .. فما جاء على لسان رجل من بني عامر وتقول الحكاية:ان الرجل أي قيس لم يكن مجنوناُ بل كانت به لوثه إذ يقال ان مطراً هطل على ديار بني عامر في الربيع لثلاثة أيام متوالية فخرج الناس في اليوم الرابع عشر على حافة الوادي في حين مازالت المياه تتدفق فرأو رجلاً جالساً وحده قرب الوادي فقصدوه فاذا هو قيس بن الملوح يبكي فوعظه رجلاً منهم وحدثه بما ينفعه وهو صامت مطرق صوب الارض ثم اخذ ينشد صوت حزين :جرى الدمع فاستبكاني السيل اذا جرىوماذا الاحين ايقنت إنهيكون اجاجاً دونكم فإذا انتهىأظل غريب الدار في الارض عامروان الكثيب الفرد من ايمن الحمىفلاخير في الدنيا اذا أنت لم تزر أما ما قيل عن ليلى فإنها كانت على نحو من الجمال بل من اجمل نساء عهدها واظرفهن وافضلهن ومن الطبيعي ان ينقل الرواة عنها مثل هذا الوصف لارتباط حكياتها بشاعر .. بث شجون شعره في وصفها :فؤادي بين أضلاعي غريباحاط به البلاء فكل يوملقد جلب البلاء على قلبيفإن تكن القلوب مثل قلبي أما حين نأخذ جوانب التشكيك في شعر قيس وقصته من منظور القول ان شعر كثير في العصر الاموي قد نسب إلى قيس ولم يكن الامر كذلك الا ان النقاد يجزمون بأن ماهو منسوب من شعر لقيس هو له أذ لامجال للتشكيك فيه من منظور ان العهد الأموي قد عرف المجاهرة في قول الشعر ذلك مايدحض القول بأن فتاً أموياً احب امرأة من قومه ولم يريد المجاهرة بها وهو ما حزى به لاتخاذ المجنون رمزاً لقصته .. طرح لاتدعمه أي حقائق بقدر ماهو جزء من أحاديث متضاربة عن شعر قيس وما ارتبط بقصة من قول.ومما شجاني انها يوم ودعتوكيف أعزي النفس بعد فراقهافوالله والله العزيز مكانهخليلي مرا بعد موتي بتربتيوفاضت له من قفلتي غروبيكون بوادي انت فيه قريباليكم تلقى طيبكم فيطيبالا كل مهجور هناك غريبالي وان لم انه لحبيبحبيباً ولم يطرب اليك حبيب ينادي من يحب فلا يجيبتقارعه الصبابة والنحيبفقلبي منذ علمت له جلوبفلا كانت اذا تلك القلوب تقول استودع الله من ادريوقد ضاق بالكتمان من حبها صدريلقد كاد روحي ان يزول بلا أمريوقولا لليلى ذا قتيل من الهجر إعداد /عبدالقوي الأشول
|
ثقافة
مجنون ليلى
أخبار متعلقة