أحمد منصور الصلويعند اشتداد المقاومة اليمنية ضد الوجود الاستعماري في اليمن من قبل الثوار وسقوط الارياف في أيدي مناضلي جيش التحرير ووصولهم مشارف المناطق المحاذية لمركز القاعدة البريطانية في عدن لم يكن من مفر أمام المستعمر إلا الاعتراف، بالأمر الواقع للمستجدات حيث أرسلت هيئة الأمم المتحدة لجنة لتقصي الحقائق لتعرف من خلالها الأوضاع على حقيقتها من الواقع المعاش.وبمجرد أن وصلت هذه اللجنة عدن قامت المظاهرات الحاشدة في كل أرجاء مدن عدن وكافة أنحاء الجنوب اليمني سابقاً تخللتها الكثير من العمليات العسكرية الفدائية الجريئة والنوعية على قوات الاستعمار البريطاني في جميع مدن عدن، ما أعطى انطباعاً خاصاً لدى هذه اللجنة أن الشعب الثائر الجنوب اليمني قد صمم على نيل استقلاله التاريخي والسريع ولقوة واشتداد هذه الهجمات الفدائية اصيبت هذه اللجنة بالذعر والفزع مما اجبرها سريعاً على الرحيل من عدن لتعرض تقريرها الموجز على المنظمة الدولية عن الأوضاع الخطيرة المشتعلة في اليمن وانه لا مفر من الاعتراف بالأمر الواقع والعمل السريع على اعطاء مستعمرة عدن حق تقريرها مصيرها وأعطائها الاستقلال في ضوء المعطيات والمستجدات على الساحة .. فما كان من الاستعمار إلا الاعتراف بالأمر الواقع وإجراء المفاوضات السريعة مع الثوار والرحيل من اليمن، لأن قوة الثورة والمد الثوري وزحف الثوار وتحرير الأرياف والمدن هي التي اجبرته على الرحيل السريع، ولم يكن لديه أي خيار آخر غير الرحيل من أرض اليمن، لم يوجد لديه ما يسيطر عليه وما يحكمه طالما وقد سقطت كل انحاء البلاد وربوعها بيد ثوار الجبهة القومية ومدينة عدن نفسها سقطت في 20 يوليو 1967م، وزاد الطين بلة ان قوات الجيش والشرطة العربية التي كانت تخضع للإدارة الاستعمارية، أعلنت تأييدها للثوار وانضمت إليهم، فما كان منه إلا الرضوخ للأمر الواقع فتحاور مع الثوار في جنيف، وأعلن من هناك منح الجنوب اليمني الاستقلال في 30 نوفمبر1967م وكانت فرحة كبرى ما بعدها فرحة للشعب اليمني الذي دفع الكثير من الشهداء قرباناً لهذا الاستقلال ولهذه الحرية.فعلى الجميع أن يحافظوا على هذه المكاسب الوطنية وان يحترموا تلك التضحيات الجسيمة من ابناء الشعب اليمني الواحد ان لايتطاول أحد بخرق أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، ومن حاول ذلك فمصيره لعنة أرواح هؤلاء الشهداء والمناضلين الشرفاء، ومن يحاول المتاجرة والمزايدة على هاتين الثورتين فمصيره أيضاً مزبلة التاريخ.
لا تطاول ولا متاجرة بأهداف الثورة اليمنية!!
أخبار متعلقة