(14 أكتوبر) تنقل ذكريات ومواقف المناضلين وبسالتهم في تحرير الوطن من الاحتلال البريطاني
[c1]* « المناضلون وأسر الشهداء يناشدون فخامة رئيس الجمهورية إيلاءهم مزيداً من الرعاية والاهتمام » [/c]لقاءات/ محبوب عبدالعزيز تـ/ عبدالواحد سيفمائة وتسعة وعشرون عاماً هي الفترة التي رزح فيها الوطن أرضاً وإنساناً فيما كان يعرف آنذاك بجنوب اليمن تحت وطأة الاحتلال البريطاني ذاق خلالها كل عذابات القهر والاستبداد والقمع إلا أن الحلم اليماني لم يغب يوماً عن آمال المخلصين والشرفاء الذين خاضوا ضد قوات المستعمر الانجليزي معاركاً بطولية ضربوا خلالها أروع صور التضحية والعزة والإباء وسقط خلال هذه المواجهات عدد من أبرز رموز الكفاح الوطني المسلح من مختلف الانتماءات والتنظيمات وشارك في صناعة المجد كل فئات وقطاعات الشعب حتى تحقق الاستقلال المجيد في الثلاثين من نوفمبر 1967م.. ونحن نحتفل اليوم بذكرى النصر العظيم نسلط الضوء على تلك المرحلة من خلال اللقاءات التي تشرفنا بها مع عدد من المناضلين الذين تحدثوا عن أدوارهم ومشاركتهم الفاعلة مع رفاقهم الشهداء في شتى صنوف النضال التحرري.[c1]إعانة 4800 حالة:-[/c]وكانت البداية هي لقاءنا بالأخ المناضل احمد قاسم عبدالله مدير عام هيئة رعاية اسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية في محافظة عدن والذي استهل الحديث بالقول:تطل علينا الذكرى التاسعة والثلاثون للاستقلال الوطني وشعبنا اليمني خرج للتو منتصراً في العشرين من سبتمبر 2006م من استحقاق ديمقراطي وهو الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء مجسداً بذلك الوعي السياسي والديمقراطي الذي وصل إليه هذا الشعب الذي قال في صبيحة 20 سبتمبر 2006م نعم للديمقراطية نعم للأمن والاستقرار نعم للتنمية بمفهومها الواسع.. نعم لرمز الأمة وصانع وحدة الوطن المناضل علي عبدالله صالح رئيساً للجمهورية كونه الذي حقق مع رفاقه الاحلام التي ناضل من أجلها الرعيل الأول من مناضلي الثورة اليمنية بعد أن خرج المستعمر البريطاني من جنوب الوطن في الثلاثين من نوفمبر 67م وقبلها قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.إن هذه المناسبة التاريخية تذكرنا بعظمة شعبنا اليمني الذي تحدى الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس عبر مختلف أشكال النضال السياسي والعسكري والمادي.على مدى 129 عاماً قدم خلال تلك العقود من الزمن خيرة وأنبل أبنائه حتى تحقيق الاستقلال الوطني في الثلاثين من نوفمبر 67م وبذلك تحقق هدف من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.لقد واجهت الثورة اليمنية الكثير من المؤامرات في مختلف مناحي الحياة حتى لا تتحقق الأهداف النبيلة التي كان يتوخاها شعبنا اليمني، وفي طليعته مناضلوا الثورة اليمنية وجعلوا من استمرارية التشطير أقصر الطرق ليبقى شعبنا اليمني ممزقاً متخلفاً ومتمترساً بحدود وهمية وبعناوين كثيرة ليست بخافية علينا جميعاً انفق خلالها المال والوقت والجهد للتآمر على الآخر حتى لا يتوحد الوطن.وفي 22 مايو 90م تحقق الحلم الأكبر للشعب اليمني وفي مقدمته مناضلي الثورة اليمنية وأصبح رقماً صعباً بين الأوطان ووظف كل إمكانياته البشرية والمادية والجغرافية للتنمية، فالمدرسة ابتداءً من مراحلها الأولى حتى الجامعات والمستشفيات والطرق والاتصالات والكهرباء والمياه والمعاهد التخصصية أصبحت في متناول الجميع وفسح العهد الوحدوي الذي يرعاه رمز الأمة علي عبدالله صالح - حماه الله- للرأي والرأي الآخر وحرية الصحافة والسماح بممارسة العمل الحزبي بكل الوانه وإجراء الانتخابات بكل حرية الرئاسية والنيابية والمحلية وأنشأت منظمات المجتمع المدني. وهو ما جعل من الصعوبة بمكان لأي كان العودة إلى الماضي الأسود، وبذلك فقد حقق أبن الوطن علي عبدالله صالح في ظل عهده الميمون أهداف الثورة اليمنية الستة، وأعطى ومايزال يعطي الاهتمام الكبير لأسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية من خلال تحسين مستوى معيشتهم وفقاً لما نص عليه القانون رقم (5) لعام 93م الذي سيصدر في الفترة المقبلة إن شاء الله بعد إقرار لائحته التنظيمية.وواصل المناضل احمد قاسم عبدالله الحديث قائلاً:إن فرع الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية في عدن يتقدم بالشكر والتقدير لفخامة الأخ المناضل علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظه الله- لإيلاءه الاهتمام بهذه الشريحة من أبناء شعبنا كونهم السباقون قبل غيرهم في صنع فجر الثورة.ونجدها فرصة لنهنئه بهذه المناسبات الوطنية مع تمنياتنا له بموفور الصحة والسعادة لمواصلة قيادة الوطن للعقود القادمة.ونود القول هنا إن المشمولين بالقانون رقم (5) لعام 93م من أسر الشهداء والمناضلين في م/ عدن يبلغ 4800 حالة بين شهيد ومناضل وقد حصلت الكثير من هذه الحالات على الزيادة المقررة لها من الديوان العام وفقاً لتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية بعد استكمال إجراءات التوثيق ونطالب الإخوة المناضلين وأسر الشهداء المشمولين بالقانون وبالذات ممن لم يستكملوا إجراءات التوثيق الإسراع في احضار الوثائق المطلوبة من انحصار الورثة واثبات الاستشهاد أو الوفاة وإجراء المقابلات الشخصية واثبات الدور النضالي كي تشملهم الزيادة المقررة حتى يحصلوا على المعاش المنصوص عليه في القانون.وختاماً نتقدم بالشكر والتقدير لصحيفة 14 أكتوبر ولقيادتها وللقائمين عليها التي فتحت صدر صفحاتها للمناضلين وأسر الشهداء للحديث عن تاريخ الثورة اليمنية لمعرفة الحقيقة.فكيف لا وهي الصحيفة التي تحمل اسم 14 أكتوبر الذي يرتبط بالثورة والمناضلين والشهداء مع تمنياتنا لها بالتوفيق والنجاح لمواصلة مهمتها النضالية كما عهدناها[c1]الأهداف المشتركة:-[/c]وتحدثنا مع الوالد المناضل علي محمد الفاطمي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة مناضلي الثورة اليمنية البالغ من العمر سبعين عاماً الذي همس في أذاننا قائلاً:يستحق المناضلون أن يحظوا برعاية أفضل مما هي عليه حالياً لانهم قدموا أرواحهم فداءً للوطن، ومن واجب الجميع أن يبادلوهم الوفاء بالوفاء وأن يرفعوا من مقامهم ويوفروا لهم الحياة الكريمة.وواصل يقول..ستظل ذكرى الـ 30 من نوفمبر خالدة في حياة شعبنا اليمني انها يوم الاستقلال الكامل في الجنوب اليمني الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني، ويمثل الـ 30 من نوفمبر يوم تاريخي في حياة الشعب اليمني ففيه طرد آخر جندي بريطاني، حيث تم قهر أعتى قوة في العالم يومها، وأصبح الشعب في جنوب الوطن في ذلك اليوم موحداً بعد أن مزقته السلطنات والدويلات ولم يأت هذا اليوم التاريخي هكذا.. ولكن بتضحيات الشعب.. فقد قدم الشهداء وتضحيات خاضها الشعب ضد الاستعمار البريطاني، وكانت هناك مقدمات لهذا اليوم التاريخي، فقد بدأ الوعي الوطني ينمو في صفوف الشعب والحركة الوطنية والعمالية التي لعبت دوراً على مستوى الساحة وذلك عندما كان الشعب اليمني في الجنوب تحت نير الاستعمار وفي شمال الوطن تحت الحكم الإمامي المستبد.حينها بدأت الحركة الوطنية في تحديد الهدف الأساسي وهو طرد الاستعمار وتوحيد صفوفها على مستوى الحركة العمالية والحركة الوطنية وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر 62م التي فتحت الباب على مصراعيه لقيام الثورة في الجنوب وانطلقت الثورة المسلحة بقيادة الجبهة القومية في 14 أكتوبر 1963م واستمر الكفاح المسلح حتى طرد آخر جندي بريطاني في الـ 30 من نوفمبر 1967م وبعد ذلك تحققت في دولة الوحدة العديد من الانجازات على مستوى الساحة اليمنية.. من أهمها بناء جيش وطني وإنجازات في مجال التنمية وفي المجال الديمقراطي حيث التعددية السياسية وحرية الرأي والانتخابات الديمقراطية.. وأضاف قائلاً:اتذكر في الخمسينيات عندما بدأت الحركة الوطنية والعمالية باتجاه توضيح الأهداف المستقبلية والتخلص من الاستعمار حيث بدأت بالوعي الوطني خاصة بعد قيام ثورة 23 يوليو في مصر وأول مرة اسمع كلمة الاستعمار من خطاب عبدالناصر بعد قيام ثورة مصر.بالنسبة لـ 30 نوفمبر وفي ذلك اليوم لازال البندق والكفاح المسلح مستمراً ضد المستعمر مما يؤكد انه استقلال ناجز وبالقوة.في هذا اليوم التاريخي ذهبنا إلى المطار في الصباح لاستقبال الوفد المفاوض للاستقلال برئاسة المناضل قحطان الشعبي ثم ذهبنا في موكب من المطار إلى مدينة الشعب حيث تم إعلان الاستقلال وشكلت الحكومة برئاسة المناضل الكبير قحطان الشعبي رحمه الله حيث تلا البيانات يومها المناضل عبدالفتاح إسماعيل وحضر هذا اليوم التاريخي عدد من قيادات الثورة وجماهير الشعب والحركات الوطنية والعمالية.[c1]لا مبنى .. ولا ميزانية:-[/c]وكان لنا لقاء آخر بالأخ سالم عبدالله ياسين الأمين العام المساعد لمنظمة مناضلي الثورة والدفاع عن الوحدة.. حيث قال:تشكلت المنظمة في أكتوبر 1992م في المؤتمر التأسيسي بالعاصمة صنعاء التي جاءت كولادة حتمية في أوج الحماس عند تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وعقد لقاء جمع العديد من مناضلي الثورة اليمنية تحت إشراف فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اوكلت إلى المنظمة مسؤولية الإعداد والتوجيه والتنظيم لمناضلي الثورة اليمنية المشاركين في ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتسعى المنظمة جاهدة وتبذل كل ما في وسعها من أجل متابعة قضايا المناضلين وأسر الشهداء بهدف حصولهم على الحقوق المشروعة المقرة في الأنظمة والقوانين التي نحن في أمس الحاجة إلى تجسيدها على أرض الواقع العملي والممارسة الفعلية على اعتبار أن المشاركين في الثورة قطاعات عديدة.. ليس كما يعتقد البعض أن العمل النضالي منحصر في القطاع العسكري أو الفدائي بل هناك قطاعات متعددة منها العمالي والطلابي والنسائي وقطاع التجار وعلماء وفقهاء الدين وهذه القطاعات كلها تنضوي تحت إطار منظمة مناضلي الثورة والدفاع عن الوحدة.ونحن ساعون بالتنسيق مع هيئة رعاية أسر الشهداء لإنصاف مختلف هذه القطاعات وبحسب المسؤوليات والاختصاصات لكل منا والمحددة في النظام الداخلي الأساسي الذي يوضح المهام والواجبات المنوطة بالمنظمة وكذا بالهيئة.والحقيقة اننا في أمس الحاجة وفقاً لتوجيهات فخامة الرئيس بالحصول على مقر للمنظمة نمارس فيه نشاطنا بما يلبي احتياجات جميع مناضلي الثورة، نحن كان لدينا مقر، ولكن أثناء أحداث 1994م المؤسفة تم سحبه منا والاستيلاء عليه بكل محتوياته، وننتهز هذه الفرصة لنناشد فخامة رئيس الجمهورية الذي لا يألو جهداً في سبيل الوفاء بالالتزامات تجاه المناضلين ونطالبه وإلى جانبه الأخ محافظ محافظة عدن لتوفير مبنى للمنظمة حتى نستطيع أن نقوم بالمهام الملقاة على عاتقنا، ومنها محو الأمية والتثقيف السياسي والتوثيق التاريخي لمسار الثورة وتسجيل المناضلين والمنظمة تتشكل من سبع دوائر لكل دائرة منها اختصاص معين موضح في النظام الأساسي المقر من المؤتمر، ويبلغ عدد المسجلين في المنظمة من المحافظات الجنوبية والشرقية 7500 مناضل وهؤلاء يمثلون مختلف التيارات الوطنية.[c1]نشاط نقابي وشعبي:-[/c]والتقينا الوالد المناضل احمد أمجعلي سعيد صالح الشهير بـ (التيس).. وقد سرد لنا ذكرياته ومشاركته في الكفاح الوطني المسلح بقوله:بداية بدئنا في الحركة العمالية في البريقة، وقد اشتركت في عام 1962م في حزب الشعب، وحصل انشقاق في النقابات الست، وكانت الجبهة القومية تتزعم بعض من النقابات، وحدثت خلافات وأصرت الجبهة القومية على الكفاح المسلح ضد الانجليز وخرجوا منهم مجموعة واصرينا نحن مجموعة من أعضاء الحزب وأنا واحد منهم وقلنا لابد من الكفاح المسلح رغم أن البعض منهم يريد الحوار وكانت الكفة الأرجح إلى جانب الكفاح المسلح وقرروا عليّ أنا ومعي خمسة عشر شخصاً الذهاب إلى القاهرة للتدريب ورحنا إلى مصر وأخذونا إلى كلية انشاص في القاهرة ودرسنا ثمانية أشهر وعدنا إلى هنا في أواخر سنة 1963م وبقينا على هذا العمل إلى سنة 1966م، واعتقلت من قبل الانجليز وجلست شهرين في رأس مربط ولم يثبتوا أي شيء ضدي وخرجت من السجن، كذلك قررت القيادة تفريغي من العمل لكوني اشتغل في المصافي في قسم المطافئ وكان عندي سكن لي ولعيالي وأخذوا قرار القيادة بتفريغي للنضال المسلح، كذلك لبينا الطلب وكنا ملتزمين، وما أذكر أن أي إنسان أعطاء لي معاش أو التزم لي بأي شيء، إنما نقوم بهذا العمل بروح وطنية بدون مقابل إلى سنة 1967م.. قبل الاستقلال بسنة أي نهاية 1966م تعرضت لإصابة في ظهري في جولة ما تسمى اليوم مصنع الغزل والنسيج وبعد ذلك أخذوني وأسعفوني إلى مصر العربية، وهناك التقيت بالأخ محمد علي هيثم والأخ علي شيخ عمر وجلسنا إلى شهر 6/1967م ونزلت إلى عدن وتواصل العمل حتى يوم الاستقلال، ثم غادرت إلى مدينة تعز حيث وقع حصار السبعين في صنعاء وشاركنا ومعنا حوالي 500 شخص وقتل منا خمسة وأربعين شخصاً في نقيل يسلح ومنهم سالم يسلم ونصر بن سيف وهاشم عمر ونصر الطهبوش وبعد ذلك رجعنا إلى مدينة تعز وفوجئنا بوصول أبناء عمي من عدن ومعهم رسالة من محمد علي هيثم ومن عبدالله علي ميسري يطلبان منا العودة وأنه لا يوجد علينا أي شيء.. ونحن واثقون من أنفسنا بأننا كنا ضد الاستعمار البريطاني ولم نكن عملاء له ولا ملتزمين لأي شخص إلا الله والوطن، وعدنا بنية طيبة، وعندما وصلنا أتصلنا بالأخ محمد علي هيثم وقال أذهبوا إلى قريتكم واستقبلونا في القرية استقبالاً كبيراً، وجلسنا حوالي خمسة أيام، وقالوا لازم تزوروا القيادة في مودية وزرنا القيادة هناك، واستقبلونا في القيادة وشعرت إلا وقدهم يتشاوروا بما فيهم الأخ عبدالله محمد الهيثمي وهو أحد القياديين الذين استقبلونا وقلنا لهم مالكم تتبارزوا.. وقال عبدالله محمد الهيثمي نشتيك تتأخر يا أخ احمد امجعلي يومين لانها جاءتنا أوامر من فوق. وقلت مافيش مانع وتأخرت، وجيت إلا وقدهم جابوا لي حوالي عشرين شخصاً من مدينة امقليته ومن قريتي جابوا أبن كريمتي صالح حسن محمد وبقينا شهرين في سجن مودية، ثم حولونا إلى جعار وبقينا في سجن جعار لمدة شهر، وكان سالم ربيع مسؤول عن منطقة زنجبار وجعار، واتصلوا به اخواني وقالوا له احمد مسجون عندكم في سجن جعار وزعل سالمين، وقال مش معقول وأخذهم في السيارة وحضروا إلى السجن إلى عندي، ونادوا لي من داخل السجن وخرجوني إلى غرفة أخرى وشاهدت أمامي سالم ربيع وأخواني عبدالله وناصر امجعلي وسلمت عليهم، وقال لي سالم ربيع الله يرحمه السجن مش لك، نحن هدفنا واحد وعملنا واحد والسجن لا يقبلك، واعطيني فرصة لمدة ثلاثة ايام سوف أبلغ الدولة في وزارة الداخلية أما يعيدوك إلى مودية أو يرحلوك إلى عدن وإلا أنا سوف أطلق سراحك، ثم صدق في كلامه حيث جاءت في اليوم الثالث سيارة وأخذتنا إلى عدن، وجلسنا في السجن إلى شهر 6/1968م وخرجنا وجلسنا شهر وحدثت الحرب على أرض العوالق وسجنوني من جديد وجلست شهرين في السجن في مودية وأخذوني إلى زاره وجلست ثلاثة أشهر ثم أخذوني إلى سجن الصولبان في عدن ثم أخذوني من الصولبان إلى رأس مربط وجلست فيه أربعة أشهر وخرجت منه في شهر خمسة عام 1969م، وكان محمد علي هيثم في تلك الايام رئيساً للوزراء، وقلت له أنا خلاص أما أعيش معك في البيت أو أعطيني ورقة أعيش في السجن أو أخرج من البلاد لانهم سوف يعملوا لي أي مشكلة، وأنا أريد سلامتي وسلامة أسرتي أريد أتجنب المشاكل، ووقف معي المرحوم علي عبدالله ميسري وسمحوا لي بالخروج إلى المحافظات الشمالية وأرسلوا بعدي مخابرات وقاموا بنشر دعايات بان احمد امجعلي خرج مكلّف باغتيالات بعض الزعماء المنشقين ولم أشعر إلا والناس هناك قد شنوا عليّ حمله ثم أعتقلت في مدينة تعز ومعي حسين جاوي وهاشم جاوي وحسين باوزير وعلي علوان ملهي ثم جلسنا حوالي عشرين يوماً في السجن في عهد عبدالرحمن الارياني ثم خرجنا وبعد فترة جلسنا مع الإخوة وحاولنا بكل الطريق أن نصلح الأمور معهم وأن نتفاهم معهم، لكننا عجزنا ولم يفهمونا، واجتمعنا نحن وزملاءنا وقلنا لهم لا فائدة من التفاهم وما علينا إلا الخروج من المحافظات الشمالية وأتجهنا أنا والأخ هاشم جاوي إلى ميناء المخا ولا نملك من المال إلا مائتين ريال ومسدس نص، ووجدنا واحد مصري في المخا يشتري لحم للباخرة، وقلنا له بدل ما تأخذ بالكيلو أخذنا له رأس بقر لكون هاشم يعرف هذا العمل واستجمل هذا المصري، وقال سوف أشغلكم معي بحارة عند صاحب الباخرة، وهي جريك، ثم دخلنا معه والتقينا بكابتن الباخرة، وسألنا الكابتن هل تجيدون السباحة؟ هاشم طبعاً يعرف يسبح أما أنا فلا، بعد ذلك قبلنا وسافرنا إلى السودان وبعنا المسدس في السودان وبعد أسبوع توجهنا إلى باكستان وتوجهنا من باكستان إلى الكويت ونزلنا في الكويت تهريب هربنا على صاحب الباخرة، وكان الأخ عبده علي يشتغل في الكويت فذهبنا إليه.. الباخرة حجزت خمسة أيام وهم يبحثون عنا ثم غادرت، ونحن خرجنا بعد ستة أيام وكنا نحاول أن نخرج إلى دبي أو ابوظبي ثم امسكونا واوصلوننا إلى الشرطة في شهر 9/1969م وأخذونا من الشرطة إلى المطار وقال فين تريدون العراق- سوريا- عدن، وقد اخترنا سوريا ونزلنا فيها وكانت معنا سبعمائة دولار كل ما نملك ولاحظنا أن المبلغ سوف ينتهي ونحن في سوريا.. واتصلنا بمكتب جبهة التحرير وكان المسؤول عنه عبدالهادي باعوضة، وقال لا اقدر أن اعمل لكم أي شيء.[c1]تشرد وملاحقة:-[/c]ويواصل امجعلي ذكرياته قائلاً:وعشنا حتى جاء اليوم الذي كنا نناضل من أجله يوم الوحدة ولا حصلنا من هذا العمل على أي شيء ولا أي فائدة سوى التعب والعذاب والمعاناة والسجون والتشريد ولم نحصل على أي مكافأة، وأنا أقسم بالله العظيم أن كل ما في هذه المذكرات صحيح ولا فيه أي كلمة كذب والله خير الشاهدين وكل زميل وعزيز يطلع على هذا وهذه هي النتيجة أصبحنا مهملين والأمل في فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لرد الاعتبار إلينا.[c1]تعطيل الدراسة:-[/c]أما المناضل احمد بلغيث عثمان علي من مواليد عام 1952م فقد قال:بدأت ممارسة العمل النضالي عن طريق التحاقي في القطاع الطلابي ما بين عامي 1964/1965م والمشاركة في مختلف أنشطة هذا القطاع بعد ذلك التحقت بالقطاع الشعبي وممارسة النشاط الميداني والدعوة إلى الكفاح ضد الاحتلال الغاشم ونشر الملصقات الداعية إلى المقاومة والمشاركة في المسيرات والتظاهرات الجماهيرية ومع اشتداد الأزمة بين حركات التحرر الوطني والاستعمار البريطاني البغيض أصبحت الدراسة في أواخر عام 1966م/1967م شبه معطلة نتيجة لكثرة المظاهرات الشعبية التي كان يشارك فيها الطلاب وحينها وصلت لجنة تقصي الحقائق وتقرير المصير في جنوب اليمن المحتل آنذاك وهي لجنة تابعة لهيئة الأمم المتحدة، وقد حاول الانجليز تشويه وتضليل الحقائق وابعاد اللجنة عن أماكن حدوث التوترات والمصادمات، ومع ذلك ارتفعت وتيرة العمليات الفدائية وتم ضرب معسكر الانجليز في خورمكسر الذي نزلت بجانبه بعثة الأمم المتحدة، ورغم صدور قرار فرض حالة التجول ما بعد السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً إلا أننا استطعنا تنسيق العمليات عبر المجموعات وحلقات التواصل في إطار منطقة كريتر وكانت ابرز الرموز المشاركة في العمل النضالي حينها فاروق رفعت وفريد صحبي وعبدالحكيم وعبدالقوي اليافعي، وفي العشرين من يونيو 1967م سيطرت الجبهة القومية على مدينة كريتر وظلت تحت سيطرتها لنحو 14 يوماً قبل أن يفك الانجليز هذه السيطرة ويدخل المدينة، وأتذكر في ليلتها اننا أخذنا سيارة المناضل علي سالم ربيع "سالمين" بدون علمه ونزلنا بها إلى منطقة شعب العيدروس لتوزيع وتعليق الملصقات التحريضية وحينها القت علينا بعض العناصر المتعاونة مع الانجليز قنبلة يدوية وقنبلة مسيلة للدموع ولم نكن مجهزين بالسلاح اللازم للرد، واستطعنا الافلات منهم وإعادة تجميع الصفوف والاتصال بالقيادة وتحديداً المناضل علي مقبل عضو القيادة العامة لمعالجة الموقف والخروج من المصيدة، وقالوا تصرفوا، وبالفعل نجحنا في الانسحاب بسلامة مع الفجر وجاء سالمين يبحث عن سيارته وكان حينها احد أبرز القادة العسكريين الفدائيين فلم يجد السيارة وعندما سأل عنها أخبروه أن مجموعة من القطاع الطلابي أخذوها فطلب مقابلتنا واستدعانا لمعرفة ما حدث وأخبرناه بالقصة وفوجئنا حينها أن في سيارته كانت توجد اسلحة وقذائف صاروخية، ونحن لا نعلم بها، وبعد ذلك طلب منا سالمين التحرك إلى مجموعة أخرى والاستعلام عن الوضع في المديان وجس النبض ونفذنا المهمة الموكلة إلينا وكان وقتها الاحتلال يقوم بهجوم عنيف لدخول منطقة كريتر للسيطرة عليها ثم كُلفنا بالذهاب إلى احد المباني السكنية في حي سالم علي عبده واعطيت لنا كلمة السر لاستلام حراسة مجموعة محتجزة هناك ومتهمة بقتل المناضل الشهيد عبدالنبي مدرم وتولينا الحراسة حتى الصباح جاءت مجموعة أخرى وبالتنسيق مع القيادة العامة وأخذت الاشخاص المحتجزين إلى مكان آخر واخراجهم من كريتر التي سقطت بعد مقاومة عنيفة في يد الاحتلال واتذكر احد المواقف الحرجة في تلك الأيام عندما حاصرت الدبابات البريطانية زميلي المناضل عبدالحكيم في سيارة فكس ويجن وقاموا بتفتيش السيارة فوجدوا فيها قنبلة يدوية وهو لم يعلم بوجودها وانهال عليه الجنود بالضرب واعتقلوه وعند ابلاغ الزملاء بالحادثة تم تدارس الموقف واستطعنا ان نضع خطة وحيلة محكمة لإخراجه من السجن وبالفعل نجحنا في ذلك.[c1]واجب وطني مقدس:-[/c]وشاركنا الحديث الوالد المناضل احمد عبدالله سعيد الملقب بالنهدي وهو من مواليد محافظة لحج عام 1932م وله عشرة من الأبناء أربعة ذكور وست إناث.. حيث قال:عشت في شبابي فترة سوداء كانت تسود فيها الاحقاد والتعسفات ويمارس الظلم على الناس من قبل السلاطين واعوان الانجليز وكرهنا البقاء تحت هذه الحالة السيئة فعملنا على تحريض المزارعين ضد الاستعمار البريطاني وتوجيههم نحو العمل النضالي الشريف الذي نعتبره وسام على صدورنا، وشاركنا في نشر ثقافة الكفاح والتحرير في صفوف المزارعين وبثينا فيهم الروح النضالية لتخليص الوطن من الاستعمار الانجليزي واذنابه واعوانه في السلطنات وكان لنا شرف المشاركة في عدد من المواجهات والمواقف الشجاعة والبطولات من خلال الانخراط في صفوف الجبهة القومية بشقيها العسكريي والسياسي وابرز من كانت لهم بصمات الكفاح ضد الاحتلال آنذاك ابوبكر شفيق ونور الدين قاسم ومحمد سعيد مصعبين وعبدالله حسين مساوى وعبدالله حسن الملقب عبدالسلام وصالح حيدره الباني وكثيرون لا تسعفني الذاكرة باسمائهم الآن.[c1]فكر قومي عربي:-[/c]والتقينا الأخ المناضل عمر محمد امعبد من مواليد عام 1942م مديرية لودر محافظة ابين وقد تحدثت إلينا قائلاً:كنا في الحركة الوطنية التي بدأت بعد ثورة 23 يوليو عام 1952م في مصر وتكونت بعدها الحركات السياسية والنقابية في عدن خلال الفترة التي سبقت قيام الثورة اليمنية المباركة والنضال والكفاح المسلح، وقد عشنا خلال هذه المرحلة نقرأ ونتابع مسار الثورة العربية المصرية بكل ما واجهتها من أحداث ومشاكل نتيجة العدوان الثلاثي على مصر وكل هذه المقومات حركت الروح الوطنية للشعب اليمني واتسعت رقعة ممارسة النشاط الطلابي والنقابي والشعبي إلى أن وصلت الحركة النقابية في عدن إلى أن تصبح عضواً في الحركة النقابية العالمية أي بمعنى أن قضية احتلال الجنوب كانت تطرح على المحافل الدولية قبل اندلاع الثورة وتفجر الشرارة الأولى لها وبعد ذلك توالت الأحداث وارتفعت وثيرة العمل النضالي الذي كانت أولى ثماره انبثاق ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م في شمال الوطن سابقاً، التي كانت منعطفاً مهماً ونقطة تحول تاريخي للشعب اليمني.وكانت مهمتي ضمن القطاع الفدائي في منطقة البريقة ـ الشيخ عثمان وشاركنا مع رموز من عمالقة الكفاح الوطني المسلح من ابرزهم احمد صالح الشاعر ومحمد حسين الذروي رحمهما الله ومنهم من لايزال على قيد الحياة مثل عبدالله مطلق صالح الذي كان من الرموز المؤسسة للحركة الوطنية وبعدها انحصر العمل العسكري على شخصيات معينة على راسهم يوسف علي بن علي وعلي عوض احمد واحمد علي العلواني وفضل عبدالله الأسود وعلوي حسين فرحان وعباس.. وتعتبر منطقة البريقة هي البؤرة التي أوجدت ابرز المناضلين سواءً في التنظيم العسكري أو السياسي وكانت لها وقائع كثيرة في العمل التحرري لا داعي لسردها لان المهم هو شعورنا بأن كل واحد قد قام بواجبه واخلص في تأدية الدور والمهمة المنوطة به حسب ما يستطيع ومن حقنا أن نشعر بالفخر والاعتزاز.. اننا استطعنا ان نحقق أكبر إنجاز تاريخي وهو خروج المحتلين الذين كانت تشكل لهم عدن أكبر قاعدة عسكرية وكان الاستقلال صرخة مدوية هزت العالم وعززت الثورة العربية المصرية وكان بالفعل يوم الثلاثين من نوفمبر يوماً عظيماً ورغم ما تعرض له بعض رموز النضال من مضايقات ومؤامرات إلا أن تماسك القوى الوطنية ظل راسخاً حتى عادت الأرض اليمنية موحدة، والتي تعتبر رد اعتبار ومكسب تاريخي لكل شهيد وكل من تشرد واضطهد.[c1]إصابة في الساق:-[/c]من جانبه تحدث الأخ المناضل رشاد عبدالقوي زين بن عطية من مواليد 1946م مديرية يافع فقال:أعمل حالياً في القطاع الخاص واعول تسعة من الأبناء وكنت في بداية شبابي احد الأعضاء في خلية كريتر، التي كانت قيادتها المركزية في شارع الشيخ عبدالله وعملت مع مجموعة من الزملاء في توزيع المنشورات وبعدها مباشرة التحقت بالكفاح المسلح عام 1964م وفي احد الأيام ونحن نقوم بمسيرة جماهيرية اطقلت قوات الاحتلال البريطاني الرصاص علينا فاصبت في ساقي مع اننا كنا نحاول قدر الاستطاعة ان نعمل بسرية وحذر، وكلما اقتربت الثورة زاد التشديد على الناس من قبل المحتلين، الذين يمتلكون اسلحة متطورة مقارنة بما عند الثوار، وكان كل تجمع أو مظاهرة شعبية تواجه بالقمع واستخدام القوة لتفريق المتظاهرين، لهذا كان لابد أن نتفادى الاصطدام المباشر معهم وسقوط ضحايا واتذكر بعض الأسماء التي كانت معنا في المجموعة مثل سالم عبدالله ياسين وصالح حكومة، أما بخصوص أصعب موقف واجهته في تلك الفترة فكان القاء القبض عليّ واعتقالي عام 1966م عندما شاركت في احدى المسيرات وتم التحقيق معنا واستخدام التعذيب والضرب لانتزاع معلومات عن خلايا المناضلين واسماء الثوار ولكني كنت أقول لهم انني لست عضواً في أي تنظيم تحرري أو حركة وطنية وأتذكر ايضاً واقعة استشهاد المناضل مدرم الذي قتل في الميدان أمام عيوني، والحقيقة اننا حتى الآن لم نجد الانصاف والتكريم للأسف.[c1]ذكريات خالدة:-[/c]مسك الختام كان مع المناضل فيصل علي بحصو من مواليد 1944م وقد تحدث قائلاً:إن يوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال الوطني محفور في ذاكرة كثير من المناضلين الشرفاء الذين وهبوا حياتهم نذراً لهذا الوطن الغالي.. المناضل الشريف والحقيقي هو الذي ناضل دون أن يقول أو يتفوه بكلمة أويتظاهر أمام الناس بانه مناضل وقد عمل وترك وفعل... المناضل هو الذي يترك غيره يقول ويتحدث عن بطولاته وسيرته أثناء الكفاح المسلح.. فأنا ان كنت مناضلاً فواحد من آلاف المناضلين الذين نذروا حياتهم وأرواحهم فداءً لهذا الوطن فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر فلهم التحية والاجلال والوفاء لكل الشهداء الأبرار لثورتي سبتمبر وأكتوبر، ولا أريد هنا أن استعرض ما قمت به اثناء الكفاح المسلح وليس هذا تهرباً أو خوفاً أو خجلاً لانني لا أريد أن أمن على هذا الوطن المعطاء فيكفينا ذكريات نضال الشهداء والأحياء من المناضلين يكفيهم ذكرياتهم الحلوة والصادقة وما عاشوه من صراعات سياسية استفاد منها الوصوليون، حيث كان شعارهم الدائم حينها هذا ثورة مضادة وذاك دخيل على الثورة. هذه الألفاظ لا نريد أن نسمعها أو نتذكرها خاصة انها قد محيت من شريط الذكريات بعد الوحدة المباركة، طبعاً أنا متأكد أن من يقرأ هذه الأسطر ويتطلع إلى حديثي هذا يريد مني أن أسرد ولو الشيء البسيط من ذكريات الاستقلال الوطني الثلاثين من نوفمبر 1967م، فهذا اليوم هو يوم محفور في الذاكرة ابتهجت فيه كافة الجماهير في الوطن أطفالاً ونساءً ورجالاً.. كنت حينها في ذلك الوقت رئيساً لمركز المنصورة الاجتماعي، وقد أوكلت لنا من قبل قيادة مديرية الشعب وهم الأستاذ المناضل ياسين احمد صالح والأستاذ المناضل احمد علي سكيره وغيرهم مهمة توزيع الألبان الجافة التي استلمت من منظمة الهلال الأحمر للأسر الفقيرة والمحتاجة، وكذا أسر الشهداء وقد سارعنا أنا وزملائي في المركز إلى حشد الجماهير في المنصورة ونظمنا كرنفالاً واسعاً شاركت فيه القيادات السياسية وكذا المناضلين وكل شرائح المجتمع باسم مديرية الشعب وانطلقت هذه المسيرة الكرنفالية متجهة إلى منطقة خورمكسر بجانب المطار، وقد انضمت إلى هذه المسيرة أفواجاً أخرى من مختلف المناطق لاستقبال الرئيس الجديد للجمهورية الفتية قحطان محمد الشعبي الذي كان على رأس الوفد المفاوض في جنيف.. وقد طافت هذه الجماهير بكرنفالاتها المتعددة وأهازيجها وهتافات مختلفة مناطق عدن المختلفة.. وفي ظل هذا الخضم القوي من الحماس الجماهيري تأجل وصول الوفد القادم من القاهرة إلى اليوم التالي وبقيت الجماهير حتى صباح اليوم التالي ولم تنم، وبقيت أفراح الشعب عدة أيام متتالية لا تنسى.[c1]عمليات سرية:-[/c]إلى جانبه تحدث المناضل صالح جذارة قائلاً:التحقت بجيش محمية عدن سابقاً قبل الاستقلال في عام 1955م وتدربت على جميع أنواع الأسلحة العسكرية أهمها مدافع الهاون حيث خدمت حتى اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م وبعدها التحقت بتنظيم الجبهة القومية عام 1964م ضمن القطاع الفدائي حتى فجر الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م.وبخصوص أبرز المهام التي كلفت بها في مرحلة الكفاح المسلح فهي تنفيذ عمليات تو هنش موتر عيار اثنين هنش في ضرب شيباء كمب باثني عشر قذيفة، وهو معسكر تابع للقوات البريطانية بالإضافة إلى عملية ضرب جبل الساعة الذي كان برج المراقبة.كما قمت بتنفيذ عملية ضرب قيادة الشرق الأوسط التي كانت موقعاً هاماً في جبل باصهيب بـ 15 قذيفة هاون الساعة العاشرة والنصف صباحاً، بعدها تم طلبي إلى مدينة المعلا من أجل القيام بتنفيذ عملية ضرب وقصف دار الهمداني بحضور لجنة تقصي الحقائق.وحدث قصف عمارة القناعة في المعلا حيث أصبت برجلي ثم انسحبت بسلام إلى منطقة الشيخ اسحاق ثم حضر الأخ مصطفى عبدالرب الذي نقلني إلى منزله وأحضروا لي الدكتور عبدالحميد عبدالمجيد كليب.