أمين عبدالله إبراهيمتشكل قضايا التنمية في العصر الحديث اتجاهاً مهماً، وقد أخذت أهميتها بالتزايد عبر الفترات السابقة،في مختلف الأنشطة. وبدأ واضحاً أن علاقة السكان بالتنمية إنما هي علاقة متبادلة، قائمة على التأثر المتبادل، ما بين المتغيرات السكانية والتنموية وبذلك فإن التنمية هي العامل المحدد والكاشف للواقع السكاني.ويبدو الارتباط القائم بين علم السكان وقضايا التنمية المختلفة من خلال الفهم الواضح للمتغيرات الديموغرافية والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة وما يتصل بها من دوافع سياسية وثقافية، الأمر الذي يؤكد أن التفاعل بين تلك المتغيرات سوف يؤدي إلى تأكيد التداخل والتلازم فيما بينها، إذ أن المسائل السكانية تبدو في هذه الحالة كحلقات متصلة مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية ولذلك لابد من تحليل الترابط بين علم السكان وقضايا التنمية المختلفة سواء بالتخطيط الشامل والتخطيط قصير أو طويل الأجل.وعندما يتم تحليل تفاعل المتغيرات السكانية مع عناصر التنمية سيتضح أن لعلم السكان تأثيراً ودوراً أكبر،حيث أن السياسات التنموية الناجحة هي التي تلبي احتياجات السكان وبالتالي تكون التنمية قابلة للإدامة من مرحلة تنموية لأخرى بهدف تحسين نوعية حياة السكان،وعليه فإن التنمية هي التي تلبي احتياجات الحاضر،دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها.ومن هنا فإن علاقة السكان بقضايا التنمية تكشف عن قابلية التنمية للإدامة أي التنمية المتوازنة التي تتطلب قدراً من الاهتمام بخفض التكاليف البيئية للتنمية وتتطلب توزيعاً أكثر عدلاً لثمار التنمية. كما تعني نمواً سكانياً أبطأ،ومجاميع إجمالية للسكان أقل،وتوزيعاً للسكان أكثر توازناً. وهذا هو مبدأ العدالة بين الأجيال.وفي الواقع أن معرفتنا عن العلاقة المتبادلة بين علم السكان وقضايا التنمية توضح أن المعرفة الديموغرافية من جهة،والعمليات التنموية المختلفة من جهة أخرى،ستغضيان على إيجاد سياسة سكانية ضمن مجموعة مترابطة الأهداف،وإلا فإن من شأن النمو السكاني السريع ليس أن ينذر بعرقلة عملية التنمية فقط،بل سيحد من أي سلوك نحو بناء اقتصاد أي دولة أو أي مجتمع،ولذلك فإن الاستثمار الديموغرافي،أي الاستثمار وتنفيذ المشروعات لمواجهة الزيادة السكانية والإبقاء على مستوى المعيشة،سيقلل ما يمكن استغلاله في الاستثمار الاقتصادي لتنشيط عملية التنمية.ومن ذلك كله يمكن القول إنه إذا كان السكان أحد العوامل المؤثرة على التنمية فإن من الضروري أن يؤخذ في الحسبان تأثير التزايد السكاني.
علم السكان وقضايا التنمية
أخبار متعلقة