انتحارية تقتل عشرة والقاعدة تتشبث بالموصل مع تراجع العنف
بغداد/14 أكتوبر/رويترز: كشفت السلطات العراقية عن خط ساخن جديد لحماية الصحفيين لكن المراسلين في الدولة التي تشكل أكبر خطر عليهم مازالوا يخشون على حياتهم. وذكرت الشرطة العراقية أنها أحبطت محاولتي اغتيال لصحفيين خلال أسبوعين منذ إنشاء الخط الساخن مع جماعة مدافعة عن حقوق الصحفيين. وكان أحد المستهدفين سعد قصي مراسل تلفزيون (الحرة) الذي تموله الولايات المتحدة في مدينة البصرة بجنوب العراق. وقالت وزارة الداخلية العراقية أنها اعتقلت عضوا في ميليشيا هدد بقتله. وامتدح قصي العملية التي وفرت له أيضا قوة حراسة دائمة قرب منزله لكنه يقول انه مازال يعيش في خوف. وقال قصي (25 عاما) انه لا يستطيع أن يخفي انه خائف وانه خائف أيضا على أسرته لان السلطات اعتقلت فردا واحدا أما باقي الخلية فهي مطلقة السراح. وأضاف أن قوات الأمن في البصرة نصحته بمغادرة العراق بعض الوقت. وتقول لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها أن 135 صحفيا بالإضافة إلى 53 آخرين من العاملين في الإعلام قتلوا في العراق منذ عام 2003 وان العراق أصبح بذلك أخطر الدول على الصحفيين. وهناك إحصاءات أخرى ترفع عدد القتلى أكثر من ذلك. وأنشئ الخط الساخن بالتعاون مع مرصد الحريات الصحفية وهو منظمة عراقية غير حكومية تدافع عن المراسلين. ويتصل الصحفيون الذين يشعرون بتهديد على حياتهم بالمرصد الذي يحيل قضيتهم على الفور إلى فرقة الشرطة الخاصة التي تشكلت لحمايتهم. وقال زياد العجيلي مدير المرصد إن المبادرة الجديدة دليل على أن السلطات أدركت أهمية حماية وسائل الإعلام. وقال العجيلي في مؤتمر صحفي كشف فيه عن المشروع إن هذا نجاح على كل المستويات وانه اتفاق ابرم بين منظمات إعلامية لحماية الصحفيين. وصرح اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية بأنه خلال أسبوعين فقط أحبط الخط الساخن محاولة لقتل قصي ومراسل تلفزيوني آخر في البصرة. وذكر إن السلطات ألقت القبض على مشتبه بهم في مدينة الموصل الشمالية اتهموا بخطف وقتل ثلاثة صحفيين من قناة الشرقية. وقال خلف أن وزارة الداخلية العراقية سجلت مقتل 276 صحفيا منذ عام 2003 . في سياق آخر قالت الشرطة العراقية إن مهاجمة انتحارية ترتدي سترة ناسفة قتلت عشرة أشخاص وأصابت 21 آخرين أمس الأربعاء في بعقوبة عاصمة محافظة ديالى المضطربة شمالي بغداد. وقال مسئول بالشرطة إن المهاجمة فجرت نفسها عند مجمع الإدارة المحلية أثناء دخول رئيس بلدية الخالص للمبنى. ولم يصب رئيس البلدية عدي الخضران في الهجوم. وقال مصدر آخر إن سجناء من تنظيم القاعدة كانوا يحاكمون داخل قاعة المحكمة وقت وقوع الهجوم. وقالت مصادر الشرطة إن خمسة جنود عراقيين وشرطي وأربعة مدنيين قتلوا في الهجوم. وقال إبراهيم الباجيلان رئيس مجلس محافظة ديالى إن من بين المصابين رجلاً كان سينفذ هجوما انتحاريا وأصيب خلال الهجوم وهو الآن مقبوض عليه لدى قوات الأمن، وأضاف إنه حينما فجرت المرأة نفسها أصيب الرجل في التفجير وحينما وصلت الشرطة لموقع الهجوم تبين أنه يرتدي سترة ناسفة. إلى ذلك قال القائد الأمريكي في شمال العراق إن القاعدة جعلت من مدينة الموصل الشمالية مسرحا لمواجهتها الأخيرة بعد تراجع العنف في أنحاء أخرى من العراق. وصرح الميجر جنرال مارك هرتلينج في مقابلة الثلاثاء أن عمليات القصف وإطلاق النار تحدث يوميا تقريبا في الموصل على بعد 390 كيلومترا شمالي بغداد. لكن الوضع الاستراتيجي للمدينة ذو جبال نائية وتضاريس صحراوية وجعل تأمينها صعبا. وقال هرتلينج «شهدنا تراجعا حقيقيا في الهجمات على قوات التحالف وقوات الأمن العراقية، «الموصل قصة مختلفة. القاعدة تحاول بشكل خاص البقاء في العراق والموصل هو المكان الذي اختاروه لذلك.» وتقول القوات الأمريكية والعراقية إن الجماعة السنية التي أضعفت تحاول إعادة تنظيم صفوفها في شمال العراق بعد طردها من محافظة الانبار الغربية ومن معاقلها في بغداد وحولها. وصرح بأن العنف في محافظات العراق الشمالية الأربع انخفض بنسبة 56 في المائة في شهر سبتمبر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بعد سلسلة من الحملات الأمريكية والعراقية في المنطقة. وتشمل المناطق الواقعة تحت مسؤولية هرتلينج في الشمال محافظة ديالى حيث قتل مهاجم انتحاري يرتدي سترة ناسفة سبعة أشخاص وأصاب 20 آخرين أمس الأربعاء في بعقوبة عاصمة المحافظة. وتعارضت تصريحات هرتلينج مع تصريحات أدلى بها في يوليو قال فيها إن تصاعد العنف في الموصل ومحافظة نينوى المحيطة هو مجرد هزة قصيرة وان القاعدة تفشل في تجنيد أعداد كافية من المقاتلين الأجانب. وذكر هرتلينج أن القاعدة تستغل التصدعات في المدينة التي يعيش فيها 1.8 مليون نسمة من طوائف وأعراق عدة.