واشنطن / 14 أكتوبر / رويترزقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى حثوا روسيا أمس الاثنين على الموافقة على وقف إطلاق النار على الفور مع جورجيا واحترام سلامة أراضيها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الوزراء ناقشوا الوضع في جورجيا ومنطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية في مؤتمر هاتفي امس الاثنين وعبروا عن تأييدهم لجهود الوساطة التي يقودها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ووزير الخارجية الهولندي ألكسندر ستاب. وقال المتحدث إن وزراء مجموعة الدول السبع “دعوا روسيا لقبول الوقف الفوري لإطلاق النار. وعبروا عن بالغ قلقهم بخصوص الإصابات في صفوف المدنيين والهجمات المستمرة على المواقع المدنية.” وأضاف المتحدث الذي لم تذكر وزارة الخارجية اسمه “لقد أكدوا دعمهم لسلامة أراضي جورجيا وسيادتها عليها ودعوا روسيا لاحترام ذلك.” واتهم الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي الحليف القوي للولايات المتحدة موسكو بمحاولة الإطاحة بحكومته فيما توغلت القوات الروسية في منطقتين انفصاليتين عن جورجيا ولكن روسيا قالت إنها لا تملك نية شن غزو. وتتألف مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى من إيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا. وقد دعا البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية أمس الاثنين لحل سريع للصراع في اوسيتيا الجنوبية وقال انه سيواصل العمل على دعم القطاع المصرفي في جورجيا. وقال بنك تنمية شرق أوروبا في بيان “البنك سيواصل الوقوف إلى جانب شركائه من البنوك في الأوقات الصعبة والعمل على المشروعات النشطة في القطاع المالي في جورجيا.” واستثمر البنك نحو 150 مليون دولار في القطاع المصرفي في البلاد في الأعوام الأربعة الماضية. ودعا البنك جميع الأطراف إلى التوصل لحل للصراع بشأن إقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي. وتأسس البنك عام 1991 لمساعدة دول الاتحاد السوفيتي السابق على التحول إلى اقتصاديات سوق أساساً عن طريق استثمارات القطاع الخاص ويحول تركيزه بعيدا عن وسط أوروبا باتجاه الجنوب والشرق. وقال شاهد عيان من رويترز إن ما لا يقل عن ست طائرات هليكوبتر هجومية جورجية قصفت أهدافاً في المنطقة المحيطة بمدينة تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية. ويناقض القصف فيما يبدو اعلان جورجيا انتهاء العمليات العسكرية بشأن المنطقة الانفصالية. وقال مراسل رويترز إن الطائرات الهليكوبتر قدمت من داخل جورجيا وهاجمت أهدافاً تقع عبر الحدود القائمة بحكم الواقع مع أوسيتيا الجنوبية وأدى القصف إلى تصاعد سحب من الدخان الأسود. واتهمت روسيا جورجيا في وقت سابق بقصف القوات الروسية التي طردت القوات الجورجية من تسخينفالي هذا الأسبوع. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت أمس الاثنين إن الولايات المتحدة أرسلت مبعوثاً خاصة للمساعدة في الجهود الدولية الرامية لإنهاء الأزمة بين جورجيا وروسيا. وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن من المتوقع وصول مات بريزا مساعد نائب وزيرة الخارجية للشؤون الأوروبية والأوروآسيوية إلى المنطقة اليوم. وأضاف وود في حديثه للصحفيين “إنه في طريقه للمنطقة. ولا أعلم ما إذا كانت طائرته قد هبطت أم لا.. وسيكون جزءا من جهود الوساطة.” مشيرا إلى أنه لا يعرف تفاصيل خط سير بريزا ولكنه يعتقد أنه غادر ليل الأحد. ويأتي تباطؤ النشاط عقب انفجار غير متصل بتلك الأحداث وقع الأسبوع الماضي في خط أنابيب النفط باكو-تبليسي-جيهان وتسبب في انخفاض إمدادات الخام الاذربيجاني إلى الأسواق العالمية. وسوبسا وباتومي من موانئ تصدير النفط الأذريجاني أيضاً. وقال المصدر “بدأ سوبسا العمل ويقوم حاليا بتجميع شحنات لبضع ناقلات لكنه لم يستقبل أي ناقلات حتى الآن. “باتومي يعمل جزئيا برصيف واحد فقط للشحنات السائبة والعامة فحسب. الناقلات لا تزال بعيدة عن الميناء ولم يدخلوا أي ناقلة.” وقالت جورجيا إن قاذفات روسية ألحقت أضرارا جسيمة بميناء بوتي الذي قال المصدر الملاحي إنه خارج الخدمة. واضاف “بوتي لا يعمل على الإطلاق. إنه جاهز من الناحية الفنية لبدء العمل لكن شركات التحميل والتفريغ لا تشعر بأمان كاف.” وقالت شركة بي.بي وهي مساهم في خط الأنابيب باكو-تفليس-جيهان إنه يجري نقل الخام الأذربيجاني إلى سوبسا عبر خط أنابيب وإلى باتومي عن طريق السكك الحديدية لكنها لم تعلق بشأن ما إذا كان الشحن عبر الناقلات من الميناءين قد تأثر. وذكرت مصادر صناعية أن نحو 200 ألف برميل من النفط والمنتجات النفطية المكررة تنقل يوميا من وعبر أذربيجان إلى أوروبا من خلال باتومي و100 ألف برميل يوميا إلى بوتي.
طواقم الدبابات استعداد للحرب في اوسيتيا
الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي قال أمس الاثنين انه يؤيد خطة اقترحت في محادثات مع مبعوث أوروبي تدعو للعودة إلى أوضاع ما قبل الصراع في اوسيتيا الجنوبية وتشكيل قوة مشتركة لحفظ السلام وقيام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة الوضع. وقال ساكاشفيلي للصحفيين بعد محادثات مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر “وقعنا خطة تقر بالعودة إلى الوضع الذي كان قائما” قبل الأحداث الأخيرة. وأضاف أن الخطة تقضي بان تراقب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الوضع على أن تنتشر قوة مختلطة لحفظ السلام مع الاتفاق على عدم استئناف استخدام القوة ووضع نهاية للعمليات العسكرية. وتابع “وكل هذه أمور نتفق معها تماما.” وقال الكرملين في وقت سابق إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يقترح إرسال بعثة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى اوسيتيا الجنوبية. وكان سفير روسيا لدى حلف الأطلسي قد قال أمس الاثنين إن بلاده تسعى لعقد اجتماع طارئ مع حلف الأطلسي لمناقشة الأزمة في منطقة أوسيتيا الجنوبية. وقال ديمتري روجوزين في تصريح صحفي “هذا الصباح قررت بعثة روسيا لدى حلف الأطلسي تقديم اقتراح لقادة حلف الأطلسي من أجل عقد اجتماع غير عادي لمجلس روسيا وحلف الأطلسي.” مضيفا أن روسيا تريد اجتماعاً على مستوى السفراء اليوم الثلاثاء. وفي وقت سابق اتهم ياب دي هوب الأمين العام لحلف الأطلسي روسيا باستخدام قوة مفرطة وانتهاك أراضي جورجيا بعد توسع العملية العسكرية الروسية خارج أوسيتيا الجنوبية. وكالة الإعلام الروسي للأنباء قالت إن وزيري الخارجية الفرنسي برنار كوشنر والفنلندي الكسندر ستاب وصلا أمس الاثنين إلى مدينة بلاد القوقاز الواقعة في جنوب روسيا قرب منطقة أوسيتيا الجنوبية المتنازع عليها في جورجيا. وكان كوشنر وستاب في تفليس منذ مساء الأول الأحد سعياً للوساطة في تسوية سلمية للصراع بين جورجيا وروسيا حول منطقة أوسيتيا الجنوبية.وقد خفضت روسيا أمس الاثنين العدد المقدر للضحايا الذين قتلوا في منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية إلى 1600 مدني في حين عبرت جماعات لحقوق الإنسان عن القلق بسبب نقص البيانات عن الضحايا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية بوريس مالاخوف إنه بالإضافة إلى 1600 مدني لاقوا حتفهم في القتال فقد قتل 15 من جنود حفظ السلام الروس وأصيب 70 . وقدرت تقارير روسية منفصلة عدد القتلى بأكثر من 2000 . وأضاف مالاخوف في مؤتمر صحفي “الأرقام معتمدة على احدث التقارير.” ولدى سؤاله عن سبب أن الأرقام أقل الآن عن بعض التقديرات السابقة رد قائلاً : “لدينا الآن تعامل أوضح مع تلك التقديرات.” ومن جانبها قالت جماعة هيومان رايتس ووتش إنها قلقة من “التقارير المتباينة بصورة مثيرة عن عدد القتلى والجرحى من المدنيين وأيضاً عدد المشردين.” وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في مؤتمر عبر الهاتف أمس الاثنين إن 90 في المائة من الخسائر البشرية الجورجية في الصراع مع روسيا من المدنيين. وكانت جورجيا قالت في السابق أن العسكريين يمثلون 80 في المائة من الخسائر البشرية. وقال مصدر في الحكومة الجورجية أمس الأول الأحد إن 130 فردا من المدنيين الجورجيين والعسكريين قتلوا وان 1165 اصيبوا وارجع كثيرا من الخسائر البشرية إلى القصف الروسي داخل جورجيا. ونفت روسيا استهداف المدنيين. وقد دعت المفوضية الأوروبية روسيا أمس الاثنين لوقف النشاط العسكري في الأراضي الجورجية واتهم قائد حلف شمال الاطلسي ياب دي هوب شيفر روسيا أمس الاثنين بالاستخدام المفرط للقوة. وقالت كريجتينا ناجي المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية “ندعو روسيا للوقف الفوري لجميع الأنشطة العسكرية في الأراضي الجورجية.” مضيفة أن المفوضية تريد الوقف الفوري للاقتتال والعودة بسرعة إلى المفاوضات. وتابعت “ندعو جميع الأطراف لإظهار ضبط النفس. ونعتبر أن آخر التطورات مثل عبور القوات الروسية للحدود الجورجية تغيير لأبعاد الصراع.” وقالت كارمن روميرو المتحدثة باسم حلف الأطلسي وقائد الحلف دي هوب “ انه قلق جدا من الاستخدام المفرط للقوة من جانب الروس وعدم احترام وحدة أراضي جورجيا.” وأضافت “إن العمليات العسكرية.. بما في ذلك الهجمات الجوية والصاروخية لا علاقة لها بعملية حفظ السلام التي تقوم بها دول الكومنولث المستقلة (روسيا) وتخرقها.” وقال سفير روسيا لدى حلف الأطلسي اليوم إن بلاده تسعى لعقد اجتماع طارئ مع حلف الأطلسي غدا لمناقشة الأزمة في منطقة أوسيتيا الجنوبية. ومن المقرر أن تجتمع وزيرة الخارجية الجورجية إيكاترين تكيشيلاشفيلي مع مجلس شمال الأطلسي المنوط به صنع القرار داخل الحلف. وقال روميرو إن من السابق لأوانه كثيرا تحديد ما إذا كان اجتماع آخر سيعقد مع الروس. وأضاف إن حلف الأطلسي يدعم الوساطة الدولية استنادا على التأكيد على سلامة الأراضي الجورجية ولكنه لا يملك صلاحيات يلعب من خلالها دورا مباشرا في الصراعات في القوقاز. وسيجري وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئا يوم الأربعاء وسيستمعون لتقرير من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الذي يزور جورجيا في ضوء رئاسة فرنسا الحالية للاتحاد الأوروبي. واقترح كوشنر وقفا فوريا لإطلاق النار وانسحاب القوات إلى الحدود التي كانت تسيطر عليها قبل السادس من أغسطس آب بحضور دولي واحترام سلامة أراضي جورجيا. وأدانت بولندا ودول البلطيق بشدة روسيا بسبب ما وصفته بأنه عدوان على جورجيا. وتساور هذه الدول مخاوف من أن تستخدم روسيا عضلاتها في السيطرة على جيرانها. وستمارس هذه الدول ضغطا من أجل تحرك قوي من جانب الاتحاد الأوروبي وستدعم وجود قوة لحفظ السلام من الاتحاد الأوروبي. وندد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي غادر متوجها لجورجيا اليوم بشدة العمل الروسي ووصفه بأنه عدوان “لا يتواءم مع القانون الدولي”. ولكن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قال لصحفيفة لاستامبا إن بلاده تتبنى موقف روسيا. ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني حليف قوي لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وقال فراتيني “لا يمكننا إنشاء تحالف معاد لروسيا في أوروبا.. وفي هذه النقطة نحن قريبون من موقف بوتين.. هذه الحرب دفعت جورجيا بعيدا عن أوروبا.” ويسعى رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا للحصول على مزيد من التفاصيل بشأن الدور الذي يمكن للمنظمة القيام به في صراع أوسيتيا الجنوبية عندما يزور موسكو قريبا. وقال بيان للكرملين في وقت سابق أمس الاثنين إن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يحبذ إرسال بعثة من المنظمة إلى المنطقة التي تفجر فيها القتال يوم الخميس الماضي. وقال المتحدث باسم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مارتن نسيركي إن الرئيس الحالي للمنظمة وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستاب سيزور موسكو قريباً وسيسعى للحصول من المسؤولين الروس على مزيدٍ من التفاصيل بخصوص اقتراح الرئيس ميدفيديف. وقال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أمس الاثنين إنه يرحب بوجود قوة مختلطة لحفظ السلام تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ولبعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في جورجيا مكتب ميداني في تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية منذ ما يزيد على عشر سنوات لكنه لا يعمل منذ تفجر القتال الأسبوع الماضي. وللمنظمة مراقبون عسكريون غير مسلحين في أوسيتيا الجنوبية وحولها منذ عدة سنوات. وتراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من دولارين أمس الاثنين وسط مخاوف بشأن تباطؤ الطلب وتحسن الدولار مما أنزل سعر الخام عن مستواه المرتفع الذي بلغه في وقت سابق من المعاملات عندما عطل القتال بين روسيا وجورجيا صادرات من منطقة قزوين. وبحلول الساعة 1605 بتوقيت جرينتش تراجع سعر الخام تسليم سبتمبر أيلول في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.13 دولار أي ما يعادل 1.85 في المائة ليصل إلى 113.07 دولاراً أمريكياً للبرميل بعد تداوله في نطاق 112.83 إلى 116.90 دولاراً أمريكياً.