مقديشو / 14 أكتوبر / رويترز:تعقبت سفن حربية أمريكية قاربا على متنه مسلحون يحتجزون قبطانا أمريكيا رهينة قبالة ساحل الصومال وحلقت طائرات هليكوبتر عسكرية فوق منطقة يستخدمها القراصنة بميناء هاراديري. وبهذا الشأن قال مسؤولون أمريكيون إن المسلحين يركبون قارب نجاة نفد وقوده وأنهم يقتربون من الساحل. وأوضحوا أن القراصنة ربما يحاولون الفرار برهينتهم إذا وصل القارب إلى الشاطئ. وكان مسلحون هاجموا سفينة الحاويات التي ترفع العلم الأمريكي مايرسك الاباما على مسافة بعيدة في المحيط الهندي يوم الأربعاء الماضي لكن طاقمها الأمريكي المؤلف من 20 فردا تصدوا فيما يبدو للخاطفين واستعادوا السيطرة على السفينة. وقال أقارب فيليبس البالغ من العمر 53 عاما إنه تطوع لركوب قارب النجاة مع القراصنة مقابل سلامة سفينته وطاقمها. ويريد القراصنة الأربعة الذين يحتجزونه فدية مليوني دولار من اجل إطلاق سراحه بالإضافة إلى عودة آمنة لهم للساحل. وزادت الواقعة من الاهتمام الدولي بالمشكلة المتنامية للقرصنة في الممرات البحرية المزدحمة في خليج عدن والمحيط الهندي. وفيليبس واحد من حوالي 270 رهينة يحتجزهم الآن القراصنة الصوماليون الذين يستهدفون سفنا ابتداء من ناقلات النفط إلى اليخوت الفاخرة. وتوجد ثلاث سفن حربية أمريكية بينها المدمرة بينبريدج في المنطقة حول قارب النجاة. وقال مسؤولون عسكريون إن القراصنة أطلقوا النار على مركب صغير انطلق من المدمرة بينبريدج واقترب منهم أمس الأول السبت. ولم يصب احد بسوء وعاد المركب إدراجه. وحلقت طائرتان هليكوبتر يوم أمس الأحد فوق منطقة ساحلية يستخدمها القراصنة قاعدة لهم. وقال سكان إنهم تمكنوا من مشاهدة جنود بيض داخل إحدى طائرتي الهليكوبتر اللتين حلقتا لنحو نصف الساعة في منطقة ميناء هاراديري الصومالي على المحيط الهندي. وأضافوا أنهم يعتقدون أن طائرتي الهليكوبتر جاءتا من سفن حربية أمريكية قريبة أو سفن أجنبية أخرى. وهبطت إحدى الطائرتين لفترة وجيزة. وقال أحمد حاج عبدي وهو مواطن آخر إن السكان شعروا بالخوف من احتمال قصفهم. ومضى يقول “كنا نعتقد أنه ستكون هناك غارات جوية هذا الصباح. هاراديري مليئة بالقراصنة.” وأردف مشيرا لطائرتي الهليكوبتر “ربما تكونا أمريكيتين. لقد غادرتا المكان الآن.” وللقراصنة العديد من القواعد حول هاراديري وهم يحتجزون بعض القوارب المخطوفة في المنطقة. ووصلت مايرسك الاباما التي تحمل آلاف الأطنان من المعونات الغذائية للصومال وأوغندا وكينيا إلى ميناء مومباسا الكيني بسلام أمس الأول السبت. وصاح أحد أفراد طاقم السفينة التي تبلغ حمولتها 17 ألف طن أثناء رسوها “القبطان بطل... لقد أنقذ حياتنا من خلال تسليم نفسه.” وذكرت (رويترز) أنّ المواجهة أجبرت الرئيس الأمريكي باراك اوباما على التركيز على مكان يرغب معظم الأمريكيين نسيانه. وكان التدخل الأمريكي في الصومال في أوائل تسعينات القرن الماضي بمثابة كارثة وشهد معركة “سقوط البلاك هوك” عام 1993 التي قتل فيها 18 جنديا أمريكيا وأوحت بتأليف كتاب وتحولت إلى فيلم سينمائي. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن مساعدي اوباما أبقوه على اطلاع على التطورات بشأن الوضع أمس الأول السبت. وفي السياق نفسه قال جون رينهارت المدير التنفيذي ورئيس شركة مايرسك في نورفولك بولاية فرجينيا إن مكتب التحقيقات الاتحادي يحقق في جريمة الخطف في كينيا. وقال للصحفيين “بسبب هجوم القراصنة ابلغنا مكتب التحقيقات الاتحادي بان هذه السفينة تعد مسرح جريمة.” وأرسل زعماء قبائل صوماليون وسيطا أمس الأول السبت على أمل إنهاء المواجهة بين البحرية الأمريكية والقراصنة الأربعة الذين يحتجزون فيليبس. وقال أندرو موانجورا وهو منسق برنامج مساعدة ملاحي شرق إفريقيا التي تراقب أعمال القرصنة “يسعون فقط للترتيب لعودة آمنة للقراصنة دون حصولهم على فدية.” وانطلق الوسيط وهو رجل صومالي إلى البحر على متن قارب ولكن لم يتضح كيف يخطط للوصول إلى قارب القراصنة. واستولى القراصنة أمس الأول السبت على زورق قطر يرفع العلم الايطالي ويقطر مركبي بضائع وعلى متنه طاقم مكون من 16 فردا بينهم عشرة ايطاليين في خليج عدن. ويحتجز القراصنة نحو 17 سفينة على الساحل الشرقي للصومال بينهم ست سفن خطفت الأسبوع الماضي فقط. وقال وزير خارجية الصومال في الحكومة الوليدة انه لا سبيل لوقف القرصنة إلا بالاستقرار والأمن في البر لا بواسطة البحريات الأجنبية التي تسير دوريات في البحر. وقال وزير الخارجية محمد عبد الله عمر (لرويترز) إن بوسع الحكومة بالتأكيد حل مشكلة القرصنة بالاشتراك مع المجتمع الدولي.وأوضح أن الأولوية هي إعادة ترسيخ حكم القانون. وأضاف انه من اجل ذلك فقد طلبت الحكومة المساعدة من المجتمع الخارجي لبناء قوات الأمن الصومالية.
أخبار متعلقة