د.فهد محمود الصبري الأمومة الآمنة هي رعاية شاملة تتركز في خدمات دعم وتحسين الصحة ( تغذية وبيئة صحية واجتماعية مناسبة ) والخدمات الوقائية والعلاجية للأمهات. وتهدف بدرجة أساسية إلى أن تمر الأم خلال فترة الحمل والولادة وما بعدها بدون مشاكل أو مخاطر صحية لها أو لوليدها، أي التركيز على مجال رعاية الحمل والولادة والنفاس ورعاية الوليد( حديث الولادة) كحق من حقوق المرأة والوليد الصحية ، ومن اجل تقليل وفيات وامراض الأمومة والطفولة يتطلب أيضا العناية بالمرأة من مراحل الصغر ثم ما قبل الزواج حتى تكون قادرة جسمانيا وصحيا ونفسيا على تحمل متاعب الحمل.إن الحمل والولادة هو حالة طبيعية في حياة الكائنات الحية وخاصة البشر، ولكنها بالنسبة للإنسان تعتبر حدثاً خاصاً لها أثرها ودورها في حياة الأسرة والمجتمع. ورغم هذا يجب التأكيد على أن كل حمل قد يتسم بحالات خطورة على الصحة، وكل حامل تحتاج إلى تعامل خاص لمنع هذا الخطر أو التقليل منه أو من آثاره.ولأن هذا الحديث يهم الأسرة والمجتمع فيجب أن يعرفوا ماهي الأخطار وعلاماتها التي قد تبرز أو تظهر خلال فترة الحمل والمخاض والولادة وبعد الولادة سواء للأم أو الجنين أو المولود . وهذه المعارف ستسهم في أن يكون للحامل مكانة مميزة وأن ينظر إليها من الموقع المناسب الذي يراعي وضعها وحاجتها فهي محتاجة لممارسة السلوك الصحي الذي يفيدها مثل التغذية الجيدة، والوقاية من أمراض سوء التغذية وخاصة فقر الدم ووقف التدخين إذا كانت تدخن، والنظافة الجيدة والراحة البدنية والحصول على خدمة رعاية الحامل فمثل هذا سيحسن صحتها ويجنبها ويجنب وليدها الكثير من المضاعفات والتي قد تكون خطيرة ويصعب السيطرة عليها.إن المعارف والمعلومات عن الحمل والولادة للنساء وأفراد الأسرة أمر هام فقد يكونون مصدر إنقاذ إذا لم تتح لهم فرصة الوصول إلى مرفق صحي . فغالبا الأسرة هي من تقرر أين وكيف تتم الولادة وخاصة الزوج، وهم إما لا يرون أن ذلك خطرا أو أنهم يعرفون وقد لا يعون أولا يكترثون لما يجب أن يقوموا به .إن المعلومات والمعارف التي تقدم لأفراد المجتمع من رجال ونساء خلال التوعية الصحية في المواقع المختلفة هي التي ستساعد المرأة والآسرة والزوج على اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة عند الضرورة. [c1]* خبير في العلوم السكانية[/c]