الموارد المائية
نعمان الحكيم كلما اطلت أزمة المياه بمشاكلها علينا زادت معاناتنا .. وزاد همنا ونحن نسمع عن عام المياه وعام الترشيد ، الذي لم يرشد شيئاً ، لأن الموضوع أصلاً مرشد ومقنن للغاية ويكاد يعصف بنا الجفاف الذي سببه إهدار الثروة بنسبة 40 لصالح الري والزراعة التي لم تستفد من تجارب دول عربية نجحت في ذلك مثل ( تونس) التي تمتلك تجربة عمرها (20 سنة ) اثبتت جدارتها في تنظيم الموارد المائية يليها ( الاردن ) و ( مصر) و ( الإمارات) و ( السعودية) ودول غيرها ، بدأت تستخدم تقنيات علمية في تنمية الموارد المائية لصالح بقاء الثروة وتناميها . .كما ان الواقع يشير إلى ان مياهنا ، خاصة في المدن الساحلية ، تكاد تنضب وقد اظهرت عوامل الملوحة أكسدة مخيفة أصابت الاواني المنزلية ، واصابت الانسان في مقتل ، فالفشل الكلوي وامراض المسالك البولية سببها ملوحة الماء ، والملوحة تعني النضوب حتماً والاخطار محدقة ، ولا من مهر ب إلا الاعتراف بالأزمة ، وفشل كل المحاولات لمعالجة الوضع الذي قد تم الحديث عنه منذ سنتين ، ربما (5 ـ 7 ) سنوات ولكن التردي مايزال ماثلاً ، وهو ما نبه وينبه اليه المختصون والكتاب ورجالات البيئة .. لعل وعسى ان ينصلح الحال .. ولكن ...؟!ان وضع المياه يتفاقم ، والحلول ماتزال عبارة عن مسكنات أو هي ترقيع .. سرعان ما يبلى ويعود الوضع إلى أسوأ مما كان عليه وافظع ذلك لان المعالجات قد بدأت بشكل خاطىء ، وبأقصر الطرق وهي أعباء على الناس لايمكن الصمود معها كثيراً .. فالتكلفة لقيمة استهلاك المياه قد تضاعفت ، مثلها مثل مضاعفة قيمة الكهرباء والهاتف والمواد الغذائية ، وربما يصعق المرء لو عرف ان هذه الأيام ، صارت فاتورة الماء اكثر من الكهرباء ، والجو مايزال جميلاً ولايحتاج لمياه مثل (شهر الصيف ) الحار جداً جداً ؟!دعونا نتساءل اية اعوام للمياه سوف تكون معلنة ومجدية فعلاً من منطلق الواقع المخيف الذي يؤكد نضوب المياه كلما مرت الحياة سراعاً، وكلما زاد العشوائيون في السيطرة على مياه الشرب .. وانظروا إلى الحلول التي ناقشتها عدة جهات معنية بالمياه حول ايجاد آلية تنظم فيها نشاط ناقلات مياه الشرب في أمانة العاصمة هذا بعيداً عما يحدث في مدينة تعز التي يباع الماء فيها في حارة السقائين ، في حين صارت ( حارةالسقائين ) اسماً فقط ولم تعد هناك حارة ، فالكل يبيع المياه ولامجال لحصر ذلك ابداً ؟!ان وضعاً مأسوياً كهذا يجعلنا نرفع الايدي مبتهلين إلى الله ان يرفع عنا الغمة وأن ينعم علينا بمياه وفيرة ، وان يجنبنا تجار وتجارة المياه التي بدأت تناقش رسمياً في أمانة العاصمة ، لان عدداً من الناس يملكون آباراً لبيع مياه الشرب ، ويا للهول ويا لفداحة الموقف .. اذ كيف يسمح لهؤلاء وتحت أي مبرر ان يتاجروا بالمياه ، وهي مهمة الدولة منذ عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وإلى اليوم .. كيف يسمح بوضع النار بجانب البنزين ؟! نحن نشدد على تناغم عمل هيئة المياه ثم الموارد المائية ، وكل الجهات التي لها علاقة بمصير قطرة الماء العذب ، حتى يكون عملهم محموداً وله نتائج طيبة على الوطنان شاء الله.