اختلال النوم بسبب تفاوت المناطق الزمنية أثناء السفر الجوي:
ظاهرة «جيت لاغ» تصيب المسافرين جواً
لندن/ متابعات: ظاهرة «جيت لاغ» تطلق على حالة اختلال النوم بسبب تفاوت المناطق الزمنية أثناء السفر الجوي البعيد، وغالباً ما يتبع المسافرون عادات متباينة من أجل تجاوز هذه المشكلة خلال الأيام الأولى من وصولهم لبلد جديد بعيد عن بلدهم الأصلي.وبعد دراسة بريطانية موسعة أجريت على ركاب الطائرات، نصح الباحثون الركاب بارتداء نظارات شمسية أثناء المراحل الأخيرة من التحليق على متن طائرة وذلك في رحلات الطيران الليلية الطويلة، وألا يقتصر وضعهم للنظارة في مقصورة الطائرة وحسب، بل أن يواصلوا ارتداءها لساعتين من الزمن بعد هبوطهم على الأرض.وعندما تناول البحث حالات الركاب الذين تستمر رحلتهم ثلاثة أيام حتى يصلوا إلى هدفهم، تبين أن النساء يعانين بعد انتهاء الرحلة من مشاكل في النوم أكثر من الرجال، إلا أنهن يشتكين بنسبة أقل من الضجيج في مقصورة الطائرة مقارنة بالرجال أثناء الرحلة الجوية.وبما أن فكر الإنسان لا يتغلب على المادة في حالة التكيف مع الزمن الجديد فإن أسلوب تغيير عقارب الساعة الذي يتبعه بعض المسافرين عند وصولهم إلى وجهتهم، لن يفيدهم كثيراً في التأقلم مع التوقيت الجديد وذلك لأن الجسم والعقل البشريين حساسان للضوء،ولم يصمما للعمل طيلة ساعات اليوم المتواصلة، هذا بالإضافة إلى أن الساعة البيولوجية للإنسان لا تتكيف مباشرة مع تغير المناطق الزمنية. فمثلاً أن المسافر من لندن إلى نيويورك الذي اعتاد في حياته الطبيعية على أخذ قسط وافر من النوم والاستيقاظ صباحاً في الساعة السابعة من كل يوم, يفضل أن يتعرض للضوء بين التاسعة والحادية عشرة والنصف مساءً، وأن يتفادى الضوء تماماً بين الحادية عشرة والنصف مساءً وبين الثانية فجراً.كما يمكن لشركات الطيران نفسها أن تساعد المسافر في عملية التأقلم مع التوقيت الجديد وذلك بتغيير مستوى الإضاءة داخل الطائرة لمساعدة الركاب على تكييف الساعة البيولوجية لأجسامهم لدى عبورهم مختلف المناطق الزمنية للأرض فمثلاً يمكن ملء المقصورة بضياء أزرق في منتصف زمن رحلة ليلية بين لندن ونيويورك وبالتالي فإن الساعة البيولوجية في جسم الإنسان ستتفاعل مع هذا الضوء وهي حساسة لهذا اللون الذي يماثل لون السماء.