خطر الهاتف المحمول على الأطفال
إعداد / أماني ألعسيري لا يستطيع احد أن ينكر مدى فائدة الهاتف المحمول حيث لا يمكن الاستغناء عنه فقد كان الحل الأمثل لتطوير العلاقات الاجتماعية واختصار المسافات الزمنية والمكانية ، وتسهيل الكثير من الأعمال وانجازها في أسرع وقت . وقد انتشرت ظاهرة استخدام الهاتف المحمول بين الأطفال بصورة كبيرة، وتغافل عنها المجتمع عموما والآباء والأمهات خصوصا، وقد يكون ذلك بحجة التواصل وتحقيق رغبة الطفل وتكوين شخصيته المستقلة، لتصبح بذلك ظاهرة طبيعية يتقبلها الآباء والأمهات في كثير من مجتمعاتنا ، غير عالمين بما قد يمكن أن يسببه لهم من مشكلات صحية، مثل الإصابة بأورام سرطانية وغيرها من الأمراض، مع ما قد يسببه من انحراف أخلاقي بسبب سوء الاستخدام لهذه الوسيلة الاتصالية الشائعة . وقد أشارت دراسات طبية إلى خطر استخدام الأطفال للهاتف المحمول، فهناك دراسة أجراها مجموعة من العلماء البريطانيين ونشرتها صحيفة( ديللي تليجراف )، تقول إن استخدام المحمول مدة تزيد على عشر سنوات يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الدماغ. وقد حذرت الدراسة من خطورة اقتناء الأطفال له، لأن الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف النقالة فترة طويلة تتزايد لديهم مخاطر الإصابة بورم في العصب الذي يربط الأذن بالدماغ بنسبة 200 %.وهناك بعض السلوكيات الخاطئة التي جعلت من هذا الجهاز المهم مصدر توتر للأسر ومصدر ضياع للوقت فهذا الجهاز الصغير أصبح بيد الأطفال يلعبون به فتجد طفل السنة والسنتين في منتهى الاستمتاع وهو يتفحص هذا الجهاز ويستمتع بأنغامه . بالإضافة إلى ما يمكن للأطفال رؤيته عبر تلقي هواتفهم صورا ورسائل قد تدفعهم إلى بعض الممارسات الخاطئة، وتراودهم أفكار تسبق سنهم، ما يؤثر على تكوينهم الأخلاقي ، يقول د/سعيد طعيمة، أستاذ التربية بجامعة عين شمس: إن استخدام الأطفال للمحمول يعد كارثة أخلاقية، فهو من الناحية الاجتماعية يوسع شبكة علاقات الطفل بصورة مبكرة، والمفروض أن الطفل في هذه السن محكوم بأسرته، وبالتالي امتداده خارج الأسرة يؤدي إلى دخول مؤثرات جديدة في تنشئته قد تضره وتؤثر فيه بالسلب كأن يتلقى عبر الهاتف صورًا ورسائل قد تدفعه إلى بعض الممارسات الخاطئة، وتراوده أفكار تسبق سنه، ما يؤثر في تكوينه الأخلاقي . لذا من الضروري جدا أن نحاول جميعا بقدر الإمكان مراقبة أجهزة أطفالنا المحمولة وان يكون هناك وعي من قبل الآباء بأهمية تقديم الشروحات لأطفالهم وتعليمهم كيفية استخدام مثل هذه الأجهزة حتى يتجنبوا الوقوع في التصرفات الخاطئة وكذا الحفاظ عليهم من الأمراض التي تسببها هذه الأجهزة و حمايتهم من الانحراف الأخلاقي .و في آخر الأخبار الخاصة بهذا الموضوع فقد حصلت شركة “ ابل “ الأمريكية على براءة اختراع يسمح للآباء بمنع أطفالهم من إرسال أو استقبال رسائل نصية ذات محتوى جنسي صريح.حصلت “أبل” على براءة الاختراع تلك من جانب المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، والتي تسمح للآباء ومستخدمي الهواتف النقالة بتحديد النصوص المحظورة. ويمكن أن تتم مراقبة أو إلغاء الرسائل المشتملة على كلمات بذيئة قبل أن تصل إلى المستقبل.ويستطيع الآباء أن يتلقوا تحذيراً متى تم استخدام رسالة تشتمل على كلمات محظورة. ويمكن استخدام هذا الاختراع كأداة تعليمية أيضاً، بحيث يستطيع الآباء التحكم في لغة إرسال النصوص وهجائها.وبموجب هذا الاختراع يمكن التحكم في الرسالة من خلال خيارات تحكم في المحتوى بناء على معايير يتم تحديدها من خلال تطبيق مخصص لذلك.