ليفني تتحدث في القدس
القدس المحتلة/14أكتوبر/ رويترز: اقتربت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني من أن تصبح ثاني رئيسة وزراء في تاريخ إسرائيل دون أن يتعين عليها خوض انتخابات وطنية.إلا أن إخفاق زعيمة حزب كديما في تشكيل ائتلاف في مفاوضات مع حزب شاس اليميني المتطرف الذي عادة ما يكون عنصرا في تشكيل حكومات ائتلافية أو يكون سببا في انهيارها يعني أن الطريق إلى رئاسة الوزراء سيمر عبر صناديق الاقتراع.عندما تخلت ليفني عن المحادثات واصفة مطالب شاس بزيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية «ابتزازا» فإنها بذلك تكون قد اختارت الطريق الصعب في السياسة الإسرائيلية التي هزتها مؤخرا مزاعم فساد أجبرت رئيس الوزراء ايهود أولمرت على الاستقالة.وقالت ليفني أمس الأحد بعد أن أوقفت المباحثات مع شاس «أنا مقتنعة تماما بأنني فعلت ما هو صواب وصدقوني ما من شيء يماثل هذا الإحساس.. أن اختار طريقا ما وأفوز.»وتوقع معلقون سياسيون إجراء انتخابات في منتصف فبراير القادم قبل أكثر من عام من الموعد المقرر. وتوقعت استطلاعات الرأي فوز حزب ليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.وكتب المعلق السياسي الوف بن في صحيفة (هاارتس) يقول «في حين ستبدأ ليفني حملتها بتأييد شعبي فأنها ستفعل ذلك من منطلق ضعف سياسي.. إخفاقها في تشكيل حكومة.»وأضاف «ولن يتوفر لديها أي من مميزات صاحب المنصب. سيظل ايهود أولمرت رئيسا للوزراء لعدة أشهر أخرى وسيتمتع بكل لحظة. سوف يحدد الميزانية.. سوف يجري المفاوضات الدبلوماسية.»وما زال أولمرت الذي نفى ارتكاب أي مخالفات في سلسلة من تحقيقات الفساد رئيسا مؤقتا للوزراء إلى حين تشكيل حكومة جديدة.وقادت ليفني (50 عاما) باعتبارها وزيرة للخارجية محادثات السلام مع الفلسطينيين وهي المفاوضات التي ترعاها واشنطن ولم تسفر حتى الآن عن اتفاق كانت واشنطن تأمل في إبرامه قبل نهاية العام الحالي.ومن شأن اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل القضاء على الاحتمالات التي كانت ضئيلة أصلا في التوصل إلى اتفاق قبل أن تنتهي فترة ولاية الرئيس الأمريكي جورج بوش في يناير كانون الثاني.وخاضت ليفني غمار السياسة قبل أكثر من عشر سنوات بعد أن كانت ضابطة في المخابرات الإسرائيلية (الموساد) عندما كانت طالبة في باريس ثم عملت محامية شركات.ووصف أحد كتاب الصحف الإسرائيلية ليفني بأنها «السيدة نزيهة». ولديها ابنان وهي تحدد سياساتها بشكل وقور وتعتمد على العبارات الرنانة.ووصف معلقون اخرون ليفني بأنها نتاج الآلة السياسية جيدة التجهيز التي يقوم بتشغيلها شركاء زوجها رجل الاعمال نفتالي شبيتسر ويشككون فيما اذا كانت قادرة على إحداث أي تغيير يذكر.كان والدها ايتان يقود منظمة سرية مسلحة في الأربعينات كانت تحارب من أجل سيطرة اليهود على كل فلسطين بدلا من تقسيمها مع العرب.وعلى الرغم من انتماء ليفني إلى عائلة قومية متشددة فان الكثير من الإسرائيليين يتساءلون ما إذا كانت قادرة على تحمل الكثير من الأعباء الأمنية في بلد أصبح فيه قادة عسكريون سابقون زعماء سياسيين كبارا وكان يطلق على رئيسة الوزراء الوحيدة في إسرائيل إلى الان جولدا مئير الرجل الوحيد في مجلس الوزراء.