- تقول وزارة الداخلية إنها وجهت في الفترة الأخيرة ستين ضربة إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، ونعرف أن أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة تشددت مع الإرهابيين، لكن لا نعرف تفاصيل عن نتائج هذا التوجه، وما نعرفه أن الإرهابيين لا يزالون معتدين بأنفسهم ويعلنون أن الدولة والمجتمع والناس في هذا البلد عرضة لهجمات إرهابية قادمة، وبالفعل يستطيع الإرهابيون اختيار أهداف والتخطيط لمهاجمتها في أوقات متباعدة خاصة عندما يشعرون أنهم محاصرون ويحتاجون إلى الوقت الكافي والمكان الآمن والتواصل الحذر.أفضل إستراتيجية اتخذتها أجهزة الأمن في الفترة الأخيرة هي أنها قررت الذهاب إلى الإرهابيين وإلى الأماكن التي يتواجدون فيها ويأمنون فيها وهم يخططون لتنفيذ شرورهم.. هذه الإستراتيجية أثارت حفيظة شيوخ السلفية الوهابية المنظرين الفكريين لتنظيم القاعدة إذ يقولون لماذا على وزارة الداخلية أن «تؤذي أعضاء القاعدة وهم في بيوتهم قاعدون»؟! فهم يعارضون ذلك ويسمونه أذى لمن في «بيوتهم قاعدين».. تصوروا.- ليت أكبر كبراء شيوخ السلفية يجتمعون على إقناع إرهابي واحد بكف «الأذية» عن الدولة والمجتمع والأفراد.. إنهم لا يستطيعون ذلك، ولا نقول لا يريدون ذلك.. ومع ذلك يقول أحدهم: أعضاء القاعدة في بيوتهم قاعدون.. وهو الذي يعلم أن هؤلاء قد هجروا بيوتهم وذهبوا إلى الصحارى والمخابئ ليس فراراً.. بل لإعداد خطط وتدريب وتفخيخ وصناعة أحزمة ناسفة لضرب مصالح عامة وقتل أبرياء.. لو كان الإرهابيون فارين وخائفين فبيوت السلفيين آمنة وبيتي وبيت أي مواطن آمنة وقبل ذلك أجهزة الحكومة آمنة إذا أرادوا الشفاعة والتوبة.. لكن القوم مصرون على الأذية والقتل والتخريب.. لأن لديهم مشروعاً من الاستحالة القبول به على الأرض ولأنهم يدركون ذلك استبدلوه بالانتقام بشتى صوره.. انتقام من جميع الرافضين لمشروعهم غير القابل للتحقيق في المجتمع.- بقي أن نقول لوزير الداخلية: ينبغي فهم إستراتيجية العنف لدى تنظيم القاعدة الإرهابي.. لا تختار الأهداف السهلة إلا إذا صعب عليها تحقيق الأهداف العسيرة.. مثلاً تجند إرهابياً وترسله إلى مكان عام ليفجر نفسه بحزام ناسف في ميدان مكتظ بالناس أو في سوق أو مطعم.. يحدث ذلك عندما تعجز عن استهداف وزير أو محافظ أو أي موقع أو هدف كبير.. لذلك ينبغي على وزارة الداخلية أن تضع في اعتبارها ليس فقط الأهداف الكبرى للإرهاب بل أيضاً ما دون ذلك.. وهذا بالطبع مكلف للغاية لكنه ضروري للغاية.. يعرف وزير الداخلية ذلك الرجل النحيل بأنه أشجع وزير وأكثرهم مغامرة وقوة في مواجهة الإرهابيين، ومن أجل هذا نحن معك ابن المصري حتى النهاية، وندعو الجميع إلى أن يكونوا معك في سبيل الحق والأمن والعدل والتصدي للأشرار.
أخبار متعلقة