صباح الخير
ازدادت حملات التوعية بأهمية النظافة وتجميل المدينة، وخاصة في محافظة عدن بعد صدور قانون النظافة.. ويقود الاخ/ احمد الكحلاني/ محافظ محافظة عدن، حملاتٍ موسعةً غير عادية على مختلف الاصعدة ومع مختلف شرائح المجتمع استعداداً لتفعيل خطط جديدة لآلية جمع وتصريف القمامة ومحاسبة المخالفين والمستهترين.. وفي اللقاء العام الذي تم في ديوان المحافظة يوم 30مارس2006م مع العلماء والخطباء والدعاة والمنظمات الشبابية والنسوية كان لحديث الاخ المحافظ وقع خاص وتأثير بالغ عندما تحدث من واقع مسؤوليته وواقع وحاضر مدينته التي تولى زمامها عن مشروعه الاستراتيجي في تحويل عدن الى شبه سنغافورة.. ومكافحة البناء العشوائي.. وكشف حديثه عن مستوىً عالٍ من الوعي وقدر كبير من النظافة اللذين قلّما يجتمعان في مسؤولٍ ما! ولا انكر انني خرجت بانطباع غير عادي عن الرجل الذي لم أكن اتصور فيه هذا الاقتدار المحمود والجمع للنظر بين المسؤولية والثقافة والوعي، وللَّه الحمد.ولاشك في ان عملية النظافة وتحسين المدينة التي شوه جمالها الزحف العشوائي المدعوم من الفساد السلطوي والاجتماعي والنفسي (!) وكذا انخفاض الوعي وانحداره الى ما تحت الصفر من المستوى لدى عامة الناس، كل ذلك يستحق حشداً هائلاً من الحملات التوعوية والارشادية لتحقيق مستوىً مقبول من مواجهته التردي الحاصل والتشوه البادي في وجه الجميلة "عدن".ويحتل الاعلام الرسمي والشعبي والحر قدراً عظيماً من المسؤولية وواجب النشر والتعميم عبر المرئي والمسموع والصحف والنشرات المكتوبة وتوزيعها في التجمعات السكانية والطلابية والعمالية والمساجد والمنتزهات والاسواق لكي يكتب لكل جهود المخلصين النجاح في تحسين مستوى النظام والظهور بمظهر المدينة اللائق!.ولا يمكن ابداً تجاهل دور المساجد والإرشاد الديني ولو ان خطباء المساجد ودعاة المسلمين في هذا البلد تحملوا مسؤوليتهم بأمانة تجاه واجب التوعية لقطفنا الثمرة حلوةً طرية.. ولكن، والحق يقال، كم سئمنا من حديث الخطباء عن امريكا وبريطانيا واسرائيل والعراق والدعوة للتبرع لصالح القدس وفلسطين!!وهؤلاء طبعاً هم الاصلاحيون أوالجمعيات الخيرية!! اما السلفيون فعن جريمة الاختلاط وفظاعة الموسيقى والاغاني والطبل والعزف وعن جريمة قيادة المرأة للسيارة وعملها الى جانب الرجل وما سبّب ذلك لنا من غلاء وبؤس وشقاء (!) وعن بدعة القبور والتصوف والأولياء وغير ذلك من اوضاع عالم ماوراء العقول والاوهام معاً (!!).. واما عامة الخطباء "الرسميين" فعن السيرة النبوية والهجرة والمولد والاسراء وطاعة الوالدين وتحريم الخروج على الحاكم بالسيف!.وهكذا دواليك.. ولست ضد مضامين أكثر المواضيع المذكورة وان كنت ادحض بعضها.. الا انني لم اسمع خطيباً او عالماً في منبر او اذاعة او تلفزيون يرشد الناس الى ان رمي الاوراق المهملة او العلب الفارغة امام البيوت والطرقات ومن نوافذ السيارات امر محرم يسبب احباطاً واحراجاً وتضييعاً للوقت لذلك الطابور الصالح والطيب من عمال النظافة الذين يأكلون قوتهم هم واولادهم من الرزق الحلال الطيب ربما هم وقليلون معهم من العمال البسطاء.. هؤلاء هم بشر يصيبهم الاحباط ويلاحقهم اللوم والاتهام بالتقصير من رؤسائهم عندما نتسبب في رمي المخلفات والاوراق بعد ادائهم واجبهم وهو عمل غير مقبول شرعاً بلا شك ولا يرضاه اللَّه لان اللَّه جميل يحب الجمال.. ويحب النظافة ويبغض بلاشك القبح والوسخ والدرن!لو ان العلماء والخطباء جربوا حملة في هذا الطريق لوجدوا ثمار دعوتهم وارشادهم عملاً مباركاً يستحق لهم عند اللَّه الثواب الجزيل وفي الارض الثناء الجميل!وبلا شك.. فان لدى الاخ المحافظ اجندة كثيرة تحدث عنها بنفسه لن يكتب لها النجاح الا بشرطين:الأول: جهود الاخ المحافظ في كل دعوة بملاحقة الفاسدين وتقديمهم للاجراءات العادلة وهي دعوة مللناها من سابق من فوق ومن تحت(!).. وعليه تجهيز الآلية المناسبة في كيفية كشف ورصد هؤلاء دون الاتكال على الطرق التقليدية التي حددها التشريع المؤهل للفساد والراعي له.. لان امر الرشوة والابتزاز لا يمكن اثباته بالطرق التقليدية التي هي من اهم اسباب رعاية الفساد وتنميته وحمايته!!والشرط الثاني: هو تضافر جهود المواطنين جميعاً من جميع المستويات ومساعدة المحافظ في تحقيق قدر من النجاح لعدن اكثر مما هي فيه الان... وكذا ابلاغ قيادة المحافظة عن الاختلالات والتلاعبات وانشاء غرفة عمليات لذلك تتولى ربط المواطنين بالمحافظة ونقل همومهم لكي يمكن الوقوف عليها ومعالجتها.بدون ذلك، فالكلام كله هباء في ملعب الريح او قل ان شئت "ديمة وخلفنا بابها".. او قل ان شئت: "مغنٍّ جنب اصنج"(!) او قل ان شئت: "جمل يعصر وجمل يأكل عصّار".. او تذكر قول اللَّه تعالى:" ياأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تففعلون.. كبُر مقتاً عند اللَّه ان تقولوا ما تفعلون".. وقول رسول اللَّه - صلّى اللَّه عليه وسلّم -:"الخلق كلهم عيال اللَّه.. فأحبهم إليه أنفعهم لعياله"!!