وسط موجة من المشاكل والظروف السيئة لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعها، يخوض منتخب توجو لكرة القدم مباراته الاولى في نهائيات كأس العالم 2006م ، عندما يلتقي غدا الثلاثاء مع منتخب كوريا الجنوبية على استاد "فالدستاديوم" بمدينة فرانكفورت في افتتاح مباريات المجموعة السابعة بالدور الاول للبطولة.على الرغم من أنها المشاركة الاولى للمنتخب التوجولي في نهائيات كأس العالم إلا أن المشاكل والخلافات بين اللاعبين ومسئولي كرة القدم في توجو قد تتسبب في إفساد فرحة المشاركة في النهائيات والتي تسود توجو كلها منذ تأهل الفريق قبل عدة شهور.وكانت أول مظاهر إفساد الفرحة قبل بداية مسيرة الفريق في البطولة هي رحيل المدير الفني للفريق الالماني أوتو فيستر نظرا لعدم حصول اللاعبين على مستحقاتهم المالية حيث تقدم باستقالته قبل يومين.وربما ينجح المنتخب التوجولي في التخلص نسبيا من أزمته إذا تعاقد مع المدرب الالماني الشهير وينفريد شافير الذي تولى من قبل تدريب المنتخب الكاميروني وفاز معه بكأس الامم الافريقية عام 2002م ، ووصل به لنهائيات كأس العالم للعام نفسه.وإذا حدث ذلك التعاقد فقد يكون موقف المنتخب التوجولي جيدا أمام نظيره الكوري "النمور" في أولى مباريات الفريقين بالمجموعة السابعة في البطولة.فبرغم فوز منتخب كوريا الجنوبية بالمركز الرابع في نهائيات كأس العالم 2002م ، والتوقعات الهائلة التي تضعها جماهيره نصب عينيها لدى مشاركة الفريق في نهائيات كأس العالم 2006م ، بألمانيا إلا أن فرصة المنتخب الكوري لتحقيق هذه التوقعات تبدو ضئيلة.وما يضعف من موقف المنتخب الكوري في كأس العالم 2006م ، بألمانيا أن الفريق سيفتقد المساندة الجماهيرية التي كانت أحد أهم عناصر نجاحه عندما استضافت كوريا الجنوبية كأس العالم بالتنظيم المشترك مع اليابان قبل أربع سنوات.ولكن قد تكون مباراة توجو نقطة انطلاق جيدة للفريق في النهائيات الحالية وهي السادسة على التوالي التي يشارك فيها الفريق الكوري. ولكن بعد فوز الفريق بالمركز الرابع في كأس العالم 2002م ، ستكون جماهيره في حالة ترقب لما سيقدمه الفريق في نهائيات ألمانيا.وسيكون لدى هذه الجماهير أمل كبير في أن يحقق فريقها إنجازا مشابها لما قدمه قبل أربع سنوات عندما تغلب بقيادة مديره الفني الهولندي السابق جوس هيدينك الذي يتولى حاليا تدريب المنتخب الاسترالي في نهائيات كأس العالم 2006م ، على منتخبات كبيرة مثل البرتغال وإيطاليا وأسبانيا قبل أن يسقط الفريق في الدور قبل النهائي أمام المنتخب الالماني.وعلى الرغم من وصول المنتخب الكوري إلى النهائيات بشكل منتظم في بطولات كأس العالم الاخيرة فلم يكن للفريق وجود بارز بين الكبار حيث كان الفوز الذي حققه الفريق على المنتخب البولندي في الدور الاول لبطولة كأس العالم 2002م ، هو الاول بالنسبة له في خمس بطولات بكأس العالم وهو الاول خلال 15 مباراة له في هذه النهائيات. وكان الاداء الراقي للمنتخب الكوري في كأس العالم 2002م ، فرصة ليثبت الفريق أنه أحد المنتخبات التي يخشى جانبها. ولكن مع افتقاد الفريق للمساندة الجماهيرية الهائلة في كأس العالم 2006م ، ومع وجود مدرب جديد في قيادة الفريق هو الهولندي ديك أدفوكات سيكون على المنتخب الكوري أن يبرهن أنه قادر على تكرار نفس الانجاز خارج أرضه. ومع وجود عدد من اللاعبين المتميزين بالمنتخب الكوري مثل بارك جي سونج ولي يانج بيو اللذين احترفا في أوروبا بعد أدائهما البطولي في كأس العالم 2002م ، حظي المنتخب الكوري بترشيحات كبيرة لعبور التصفيات الاسيوية المؤهلة لكأس العالم في ألمانيا. ولكن على الرغم من الوصول شبه المريح إلى الدور الثاني الحاسم في التصفيات الاسيوية حل المنتخب الكوري في المجموعة الثانية خلف نظيره السعودي في هذا الدور مما أثار العديد من التساؤلات لدي الكثيرين في كوريا حول قدرة المدرب الهولندي السابق للفريق جو بونفرير الذي حل مكان البرتغالي همبرتو كويليو على قيادة الفريق في النهائيات. وبعد إعلان الجماهير وقلق الاتحاد الكوري لكرة القدم من بونفرير رحل هذا المدرب تاركا المهمة لمواطنه ديك أدفوكات. ومع تولي أدفوكات لمهمة تدريب المنتخب الكوري يواجه المدير الفني السابق لفريق رينجرز الاسكتلندي والمنتخب الهولندي اختبارا صعبا في مسيرته لتحقيق نفس إنجاز جوس هيدينك.وسيعتمد أدفوكات بشكل كبير على وجود عدد من اللاعبين في صفوف الفريق لديهم الرغبة في تحقيق نتائج جيدة في هذه البطولة التي ستكون المشاركة الاولى لهم في كأس العالم. وسينضم بارك جي سونج لاعب خط وسط فريق مانشستر يونايتد الانجليزي ولي يانج بيو نجم توتنهام الانجليزي إلى آهن يونج هوان النجم البارز في صفوف المنتخب الكوري في كأس العالم 2002 ليقودوا المنتخب الكوري على أمل الظهور بنفس المستوى الذي حقق للفريق المركز الرابع في كأس العالم 2002م ، ويغيب عن المنتخب الكوري في البطولة الحالية مهاجمه البارز لي دونج جوك بسبب الاصابة. في المقابل ورغم كثرة المشاكل التي عاشها المنتخب التوجولي خلال الشهور الماضية والتي تزامنت مع استعداداته لبطولة كأس العالم 2006 بألمانيا إلا أن الاداء الحماسي والعروض القوية والنتائج الطيبة التي حققها الفريق في التصفيات المؤهلة للبطولة تدفعه إلى الحلم بتحقيق مفاجأة في النهائيات المقررة في ألمانيا. ويشارك المنتخب التوجولي مع منتخبات أنجولا وغانا وكوت ديفوار للمرة الاولى في نهائيات كأس العالم ليكون المنتخب التونسي هو الفريق الوحيد من المنتخبات الافريقية الخمسة المتأهلة لكأس العالم الذي سبق له المشاركة في بطولة كأس العالم. وأوقعت القرعة المنتخب التوجولي في الدور الاول للبطولة ضمن المجموعة السابعة الصعبة التي تضم معه منتخبات فرنسا وسويسرا وكوريا الجنوبية ولكن مشكلته الاساسية لا تكمن في قوة المجموعة بقدر ما تكمن في الخلافات والازمات المحيطة بالفريق حاليا. ويحظى منتخب توجو المعروف بلقب ""الصقور" والذي خرج من الدور الاول لبطولة كأس الامم الافريقية 2006م ، في مصر بعد ثلاث هزائم متتالية بترشيحات قليلة لعبور الدور الاول من بطولة كأس العالم 2006 على الرغم من انضمام المهاجم الخطير إيمانويل أديبايور إلى صفوف الفريق. وكانت أهداف أديبايور الذي حمل على كاهله أحلام ورغبات مشجعي كرة القدم في توجو هي المفتاح الرئيسي لعبور توجو إلى نهائيات ألمانيا حيث سجل 11 هدفا اعتلى بها قائمة هدافي التصفيات وقاد الفريق إلى النهائيات. وساهمت العروض القوية التي قدمها اللاعب مع منتخب بلاده في التصفيات في انتقاله من موناكو الفرنسي إلى آرسنال الانجليزي تحت قيادة المدير الفني الفرنسي آرسين فينجر المعروف بحرصه على ضم أبرز النجوم في سن صغيرة. ومنذ انتقاله إلى آرسنال نجح أديبايور في حجز مكانه بالتشكيل الاساسي للفريق بشكل منتظم. وبدا أن منتخب توجو قد فقد بريقه عندما خسر مبارياته الثلاث في الدور الاول لبطولة كأس الامم الافريقية 2006م بمصر. وضاعف من قلق الفريق آنذاك المشكلة التي حدثت بين أديبايور والمدير الفني السابق النيجيري ستيفن كيشي في بداية البطولة والتي أدت لرحيل الاخير بعدها بأسابيع قليلة ليحل مكانه الالماني أوتوفيستر قبل أن يرحل هو الاخر.