[c1]خدعنا في حرب لا تنتهي ضد تهديدات غير موجودة[/c] واشنطن بوست: بوش.. الفشل الذريع نشرت (واشنطن بوست) في عددها الصادر يوم أمس الخميس مقالا لأحد كبار كتابها هارولد ميرسون ينتقد فيه سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش ويرى أن أخطاءه فاقت مثيلاتها لرؤساء أميركيين (جمهوريين) قدامى.واستهل ميرسون بالقول: ها نحن نرى رئيسنا الثالث والأربعين جورج دبليو بوش يجهز نفسه لمغادرة البيت الأبيض ليعود إلى تكساس بعد أن يئست منه الأمة منذ زمن طويل وبدأت بالتطلع لوعود الرئيس المنتخب باراك أوباما.يأتي ذلك إثر فشل بوش الذريع في طريقة تعامله مع الوضع الاقتصادي المترنح للبلاد، وما أشبهها بطريقة هوفر (الرئيس الأميركي الـ31) في جوهرها وعدم كفايتها أو ملاءمتها.ودعونا نستذكر خطة الرئيس الأميركي السابق هيربرت هوفر للتعامل مع الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.إذ كانت خطته تقتضي القيام بإقراض البنوك ومعارضة ورفض أي تحفيز مالي أو تقديم أي عون مالي مباشر للأفراد.وعودة سريعة إلى الوضع الراهن ترينا أن نفس الخطة الهوفرية تتبعها الآن إدارة بوش، وذلك يفسر الدافع وراء المساعي المحمومة لهنري بولسون (وزير الخزانة) لدعم القطاع المصرفي، ومقاومة بوش المستمرة لمساعدة أي شخص، ما يمكن تسميته بالهوفرية الجديدة المحضة.ففي مطلع ثلاثينيات القرن الماضي اعتقد هوفر أن قيام القطاع الخاص بإجراءات منسقة قد يؤدي إلى إنقاذ الاقتصاد المحاصر، لكن سرعان ما اتضح أن الإجراء الوحيد الذي توافق القطاع الخاص بشأنه كان هو إغلاق المصانع والمكاتب وطرد الناس من وظائفهم.وفي ظل الضغط الهائل للقيام بشيء ما تجاه الوضع الاقتصادي المتدهور، طلب هوفر من الكونغرس في أواخر عام 1931 إنشاء مؤسسة إعادة التعمير والتمويل بهدف توفير الدعم المالي للبنوك التي تستحقه.ومع حلول العام التالي تمكنت المؤسسة المذكورة من تقديم القروض، لكن رغم ذلك استمرت نسبة فشل البنوك بالتزايد، ما حدا بخلفه الرئيس فرانكلين روزفلت إلى إنشاء المؤسسة الفدرالية للتأمين على الودائع.فضلا عن أن هوفر كان عارض الأحكام التي تمكن أرباب المنازل من الاحتفاظ بها.وعندما ازداد الفقر حدة في البلاد رفع هوفر عصا الفيتو في وجه مشروع قانون لتخصيص الأموال للأشغال العامة بدعوى أنه يزيد من نسبة التضخم.وربما كانت خطط هوفر تهدف لإنقاذ البنوك المتعثرة، لكنها أدت إلى سحق الجميع.نفس الشيء يمكن أن يقال بحق الطريقة التي تحاول فيها إدارة بوش التعامل مع الأزمة المالية الراهنة.لكن خطط بوش لم تقدم حتى اللحظة أي برنامج لمساعدة مالكي المنازل المتعثرين لإعادة التفاوض بشأن الرهن العقاري، والرئيس بوش يعارض أي برامج تحفيزية.ويرى الكاتب أنه أصبح من الواضح أنه بإنقاذنا المزيد من البنوك فإننا قد نحد من الكوارث المستقبلية لكن خططنا لإنقاذ البنوك لا تؤدي إلى نقاذ أي شخص آخر، فالمؤسسات المالية ترفض منح القروض رغم الضمان الحكومي.ولا عذر لفشل بوش بالمقارنة مع هوفر، حيث كان بإمكان بوش الاستفادة وأخذ العبرة من نجاح «الاتفاقية الجديدة» أو (مجموعة البرامج التي سنها الرئيس روزفلت لإنقاذ الاقتصاد في ثلاثينيات القرن الماضي) وكذلك من برامج فترة الحرب العالمية الثانية في الشأن ذاته.ولم تكن نظرية كينز (كلما زاد حجم التشغيل زاد حجم الدخل الكلي) في محاربة الكساد الاقتصادي متوفرة عندما كان هوفر رئيسا للبلاد، لكنها متوفرة لنا الآن منذ 72 عاما.ويختتم الكاتب بالتساؤل: فأين مظاهر الغضب تجاه الوضع الاقتصادي الراهن؟ ولماذا لا يحاصر المتظاهرون البيت الأبيض؟ وأين هي لافتات الترحيب في منطقة بوشفيل أو «مرحبا بكم في بوشفيل» حيث صار عدد المنازل المهجورة تفوق المأهولة فيها؟ويقول الكاتب إن جيمس بيوكانان (الرئيس الأميركي الـ15) لم يحرك ساكنا تجاه انفصال الجنوب، والرئيس هوفر لم يعر كثير اهتمام عندما انسحق المزارعون ومعهم الطبقة الوسطى، وأما ريتشارد نيكسون (الرئيس الأميركي الـ37) فيكفيه فضيحة ووترغيت.لكن الرئيس جورج دبليو بوش اقترف الأخطاء الثلاثة، فهو خدعنا عند قيادته لنا في حرب لا تنتهي ضد تهديدات غير موجودة في الأصل، وهو ترك مدينة أميركية كبيرة وعظيمة تغرق، وهو الآن يقف موقف المتفرج بينما الأمن الاقتصادي لعشرات الملايين من الأميركيين آخذ في التلاشي!وعلى جميع الأحوال، فلعل ما يغيث الأميركيين وما يشكل خلاصهم هو أن بوش على وشك أن يختفي، ومن الجميل بمكان التردد في ركل الجثة الهامدة! حسب الكاتب.[c1]فيلسوف فرنسي: مومباي صرخة أخيرة للعالم[/c] دعا الفيلسون الفرنسي برنارد هنري ليفي في مقاله بوورل ستريت جورنال إلى تضافر جهود المجتمع الدولي لكسر شوكة عسكر طيبة التي يشتبه بصلتها بتفجيرات مومباي التي يعتبرها الصرخة الأخيرة.وقال ليفي إنه إذا كان منفذوا تفجيرات مومبي على صلة بعسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها، فيمكن استخلاص بعض النتائج التي لا تشوبها شائبة، حسب تعبيره.من هذه النتائج -يتابع الكاتب- أن عسكر طيبة هي إحدى الجماعات الجهادية التي دون أدنى شك تتخذ من باكستان مقرا لها.كما أن لدى عسكر طيبة في الهند نظراء في طريقة التفكير والدين داخل في أوساط المجتمع المسلم الذي يرى أنه يعاني العنصرية من الغالبية الهندوسية.وأضاف الكاتب أن هذه الجماعة تربطها صلات منذ تأسيسها قبل 15 عاما بجهاز المخابرات الذي يعمل دولة داخل دولة في باكستان.والأسوأ من ذلك -حسب تعبير الكاتب- أن لدى عسكر طيبة علاقة صداقة بالخبير النووي عبد القدير خان منذ زمن طويل، مشيرا إلى أن باكستان وطن لمن يعرف بأبو البرنامج النووي في البلاد وبتعاطفه مع جماعة إسلامية كانت مسؤولة عن آخر عملية راح فيها 188 فضلا عن جرح المئات.وخلص الكاتب إلى أن هناك عالما يدعوه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بـ «جبهة إسلامية دولية للجهاد ضد اليهود والصليبيين» يشبه تجمع الذرات حول النواة، وهذه الذرات حسب ليفي محتشدة في أفغانستان وبنغلادش وباكستان.وبما أن المشكلة من وجهة نظر الكاتب تكمن في ضعف الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وافتقاره إلى الوسائل المانسب لكسر شوكة «العناصر المجرمة» في جهاز المخابرات والجيش الباكستاني، وجه ليفي الدعوة إلى المجتمع الدولي كي يلعب دورا في حقبة اعتبرها الأكثر رعبا.
أخبار متعلقة