يجمع المراقبون في العالم على ان غالبية الدول العربية قد شهدت نمواً متسارعاً في الانفاق في منتصف السبعينات الى منتصف الثمانينات ، وهذا واضح فبسبب الارتفاع المتسارع في استثمار الثروة النفطية ،انهارت اسعار النفط وبالتالي تراجعت وتيرة التنمية في جميع الوطن العربي ،واثر ذلك على الاستثمار وعلى الايدي العاملة الوطنية..بروز الفقر وارتفاع نسبة المنحدرين تحت خط الفقر هل هو وليد الفساد وسوء توزيع الثروة ام نتاج التقشف وهل هو مرشح لمزيد من التفاقم؟قد يكون ذلك صحيحاً اذا تركت الدول هذه المسألة لحالها ،ولم تحسن هياكلها الاقتصادية ،وترفع قدراتها ولكن الظاهرة الغريبة هي ان معظم رأس المال الدولي يتجمع في اماكن محددة مثل الاقتصاد الغربي والامريكي،وهذه مشكلة كبيرة في كيفية اعادة توزيع الاموال،اذا انه ليس المهم اليوم من يملك المال ولكن المهم من هو الذي لديه الحق في الانفاق واين ينفق؟كما ان حركة انتقال الاموال السريعة باتت تتحكم بها شركات محدودة في العالم وهي التي تستحوذ على كل الودائع.من هو المسؤول عن هذه الظاهرة ، هل هي السياسات المالية ام انعدام الرؤية الوطنية الواضحة؟السبب هو تركيب المؤسسات ،وعلاقات الناس،بها حتى في الدول العربية التي فيها ثروات كبيرة، إذ نجد ان الثروات تتجمع لدى شريحة معينة من المجتمع.وكذلك طبيعة المشاركة في عملية الانتاج ، لان مجرد عملية النمو الاقتصادي وتراكم الثروة بدون مشاركة اكبر قطاع من الناس سوف يحرم العديد من الناس..الخلل في الادارة ونتائجة:متوسط الدخل في اليمن = 260 دولار للفرد.متوسط في الكويت 17000 دولار للفرد موارد اليمن 480 دولار ومن هذه الامثلة يمكننا ان نتوجه الى وجود خطأ في الإدارة.كما ان الفقر مرتبط ايضاً في الاساس بالبطالة ووجود قطاعات كبيرة من الناس عاطلين اويعملون باعمال غير منتجة والمردود لايكفي مع عائلة كبيرة وهو مربوط ايضاً بنظام التربية والتعليم التقليدي الذي كان يؤهل قطاعات كبيرة للعمل في دول ناشئة ولكن الآن يمكننا القول ان خريجي التعليم التقليدي هم الذين يشكلون بركة البطالة الرئيسية لانهم في سوق العمل غير مؤهلين للتعامل مع الاسواق ،لذا يجب ربط مناهج التعليم باحتياجات السوق.مايتحملة الشخص العامل من عبء في الوطن العربي يتمثل في الوطن العربي الى حجم القوى العاملة من مجموعة السكان 20-22 وفي بعض الدول تصل الى 25 من مجموع السكان.وهناك سببان آخران لظاهرة الفقر في الوطن العربي:1- الفساد : قضايا الفساد عالمياً تصل الى القمة ،ولكن في الوطن العربي فانها مغطاة وغير شفافة ،ولكن ولأنها من الداخل فمن الممكن معالجتها والقضاء عليها.2- ظاهرة العسكرة في العالم العربي:متوسط انفاق الفرد على الدفاع عالمياً 141 دولاراً ،وفي الدول النامية 34 دولاراً،وفي الكويت 2019 دولاراً،وفي سلطنة عمان 1149دولاراً وكانت لدينا 4 حروب اهلية و4 مع اسرائيل و2 مع دول الجوار هذا يؤدي الى استنزاف كبير .
الفقر في العالم
أخبار متعلقة