مدير عام تربية عدن والاستعدادات للعام الدراسي 2006 - 2007م:
لقاء/ اسكندر عبده قاسم: إن عملية التربية والتعليم أصبحت المحك الأساسي والقاعدة المتينة التي عليها يشيد البنيان الشامخ للمجتمع، والتي بها ترقى وتتطور الشعوب، وبها أيضاً نستطيع أن نخلق الأجيال المتسلحة بالعلم والمعرفة.. فلا تنمية ولا تحديث إلا بالعلم.فمن هنا ننطلق نحو إرساء قاعدة متينة وصلبة للعمل التربوي والتعليمي في اليمن، بما يواكب التطورات والتحولات العلمية والتكنولوجية الجارية اليوم في العالم. فبناء الشخصية اليمنية المتطورة من كافة الجوانب يحتاج منا إلى استغلال الخبرات والكفاءات الاستغلال الأمثل، القادر على خلق هذه الشخصية المتألقة المتسلحة بالعلم والمعرفة.وبما أن افتتاح المدارس لاستقبال العام الدراسي الجديد 2006 - 2007م سيتم بعد أيام، تجري (14 أكتوبر) هذا الحوار الشامل حول الاستعدادت الجارية في المحافظة، وأمور تربوية وتعليمية تتعلق بهذا الصدد.. وهنا يتحدث د. عبدالله أحمد النهاري باسهاب مجيباً عن الأسئلة المقدمة له.[c1]* بما أن العام الدراسي الجديد 2006 - 2007م على الأبواب.. فهل أنتم على أتم الاستعداد لاستقباله دون أية معوقات تستدعي التأجيل.[/c]- الاستعدادات للعام الدراسي 2006 - 2007م تجرى في محافظة عدن مثلها مثل بقية المحافظات، ونحن قد أعددنا خطتنا السنوية لاستقبال عام دراسي جديد بالاستناد إلى نتائج العام الماضي وما حققه من نجاحات جعلت عدن تتميز أكثر فأكثر.. ولا توجد أية مشكلات يمكن أن تعيق أو تؤخر من التقويم المدرسي المنزل من الوزارة والمطبق بحذافيره في جميع المحافظات.. ونحن في محافظة عدن ننسق أولاً بأول مع قيادة المحافظة ممثلة بالأستاذ القدير أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن.. الذي يمنح التربية اهتماماً كبيراً وخاصة في أجندته بمثلما هو الحال للمجلس المحلي وأمينه العام الأستاذ عبدالكريم شائف وأطراف العملية التربوية الأخرى.[c1]* ازدادت الهجرة من المحافظات إلى محافظة عدن وهذا يؤدي إلى خلق كثافة طلابية في المدارس، فكيف تستطيعون الحد من قبول الطلاب الوافدين إلى عدن الذين يزدادون سنوياً؟[/c]- التربية حق لكل متعلم وعدن مفتوحة لكل أبناء الوطن ومدارسها ترحب بكل تلميذ وطالب يتم انتقاله بشكل رسمي، وهناك إجراءات متبعة لعملية الانتقال تحكمها اللوائح التربوية وعملية النقل، وإن كانت تشكل علينا ضغوطاً في الاستيعاب، إلا أننا نواكب مثل تلك الحالات ونستعد لها كل عام، لكننا لسنا في موقع السيطرة أو الحد من ذلك، ولا يمكن لنا أن نكون إلا مرحبين بأبنائنا وبناتنا من مختلف المحافظات.[c1]* هل عدد المدرسين في مدارس عدن كاف لتغطية الجداول، أم أن هناك حاجة لمزيد من المدرسين؟[/c]- بالنسبة لجداول الحصص الدراسية هناك شعبة التعليم في المكتب وبها إدارة لشؤون المعلمين، وتعمل طوال العام على استقرار الحصة والأداء ويدعم ذلك مكتب التوجيه التربوي بشعبة الامتحانات والتوجيه.. والنقص ليس بما يعرقل أداء الحصة الدراسية حتى الآن.. ونعمل على تغطية النقص إن وجد من خلال ما يرصد لنا من درجات وظيفية تربوية سنوياً، لكن الذي لا نستطيع تلافيه هو خروج مئات من صفوف المربين إلى المعاش هذا العام وهم عدد كبير، لكن نأمل أن تكون الدرجات الوظيفية لهذا العام مجزية، ونحن نطرح ذلك على قيادة المحافظة وقيادة الوزارة والتجاوب على أكمل وجه للصالح العام.[c1]* ما هو عدد المدارس التي هي تحت البناء أو الترميم.. وعدد المدارس التي سوف تفتتح هذا العام الدراسي؟[/c]- المشاريع التي جرى افتتاحها هذا العام (2006) في مناسبات وطنية مختلفة، وتلك التي تم وضع أحجار أساس لها بلغت عشرين مدرسة منجزة وبعضها قيد البناء، والعمل مستمر في بناء مدارس وفصول إضافية وهذه المشاريع العشرين لمحافظة عدن سوف تلعب دوراً مهماً في إرساء أسس التعليم والتربية، ومن المشاريع التي ستستقبل طلابها بحلة جديدة على سبيل المثال (فاطمة الزهراء) بمديرية المعلا، و (عبدالله حاتم) بالشيخ عثمان، وفي المنصورة والتواهي ومديريات المحافظة الأخرى ستفتح مدارس أعيد بناؤها أو تم ترميم أجزاء منها وفقاً لخطة المشاريع والصيانة (مركزياً ومحلياً).[c1]* يقال إن هناك حالة هبوط في بنيان بعض االمدارس الجديدة.. فما هو تعقيبكم على ذلك؟[/c]- الهبوط كحالة عامة غير موجودة، ومدارسنا الحديثة يشرف عليها مهندسون أكفاء.. وقد لمس الزائرون النهضة الإنشائية بعدن وأثنوا على ذلك.. وإن وجد هبوط أو حدث تشقق هنا أو هناك فإنه عائد إلى حالات بيئية وجغرافية، وهذا يحدث في أكثر من محافظة ويتم تلافيه وإصلاحه، لكن كحالة يمكن الحكم عليها والقياس من خلالها. لا توجد أبداً.[c1]* بالنسبة للأثاث والكتب.. هل مازالت مدارس عدن تعاني نقصاً فيها؟[/c]- لا.. ليس صحيحاً.. فالأثاث المدرسي متوفر وبشكل كافٍ وكذلك الكتب المدرسية، ونستلم حصتنا من هذين المكونين للعملية التعليمية بانتظام ومستودعاتنا ومدارسنا تشهد على ذلك.. وإذا حدث نقصاً في بعض الكتب فإنه يكون لضيق وقت الإرسال من المركز إلى المحافظات، ولكن بشكل عام الأمور مستقرة تماماً.[c1]* ما هو تعقيبكم على الكتب المدرسية التي تباع في الأسواق والأكشاك؟[/c]- هذه الحالة مسيطر عليها من قبل الجهات الأمنية والرقابية وهي ظاهرة لا تربطنا بها أية علاقة.. ولسنا طرفاً في هذه القضية وكل ما يصل إلينا من كتب مدرسية مدونة بالأرقام ومحفوظة.. الحمد لله أننا في عدن ليس لدينا أي خرق في هذا الجانب.[c1]* لماذا لا يكون توظيف المدرسين والمدرسات تابع لإدارات التربية والتعليم مباشرة؟[/c]- عملية التوظيف محكومة بقانون ونحن لسنا من يحدد ذلك، رغم أننا نفضل، بل وندعو إلى أن يكون التوظيف للمدرسين خاضعاً أساساً للتربية وإداراتها، ولنا وجهة نظر في عملية التوظيف التي تأتي عبر الخدمة المدنية والتأمينات، لكنها إلى الآن ليست ضارة أو غير نافعة.. والأمل أن يكون للتربية دور مهم في اختيار صناع الأجيال، إن اليوم أو غداً.[c1]* مجالس الآباء غائبة عن بعض المدارس.. ما هو تعقيبكم على ذلك؟[/c]- مجالس الآباء والأمهات تلعب دوراً مساعداً في مجالات عملنا التربوي والتعليمي، ويتم سنوياً إجراء دورات انتخاب لهذه المجالس وتفعيلها، وبشكل عام نقيم نحن بدور هذه المجالس نحو الأفضل، وكما ذكرتم في سؤالكم ربما في بعض المدارس هناك تقصيروليس غياباً والتفعيل وارد دائماً، ونحن ندعو إلى تشكيل مجالس آباء وأمهات فاعلين لكي يساعدونا في تنفيذ خططنا وبرامجنا تجاه الأجيال.[c1]* الإدارات المدرسية بحاجة إلى مراجعة، فماذا عملتم بهذا الصدد؟[/c]- يتم سنوياً مراجعة القيادات التربوية والتعليمية سواء على مستوى المكتب أو المديريات أم المدارس، ولدينا لجان متخصصة تعمل باستمرار لتقييم الأداء وإحداث التغييرات التي تضفي مسارات مهمة في العملية التربوية، وإلى الآن نحن راضون عن القيادات هذه، لكن المراجعة والتطعيم والتقويم أشياء نتبعها ونقنع بها المعنيين دون إجحاف أو مساس بالوظيفة التربوية السامية.[c1]* بعض المدارس تفتقر إلى الإنارة الكافية، وكذا التهوية وعمال النظافة.. ما هو ردكم؟[/c]- الافتقار إلى الإنارة كمفهوم ليس صحيحاً، هناك نقص في الإنارة بسبب الإهمال أو قدم الشبكة ونعمل على إصلاح ذلك أولاً بأول، ونحث الإدارات المدرسية على تحسين هذه المسألة من خلال استغلال الرسوم المدرسية بشكل عقلاني في مسائل الإنارة والنظافة والطلاء وتحسين الوضع التعليمي والتربوي.. أما في التهوية فإن كان من حيث الجو الحار في عدن فإننا نتحمل أعباء وشراء المراوح وتركيبها سنوياً، وأما من حيث المبنى فالمباني كلها مصممة علمياً بما يمكن من التهوية ودورات الهواء طبيعياً في كل مناحي المدرسة هذه أو تلك.. وعمال النظافة يتم التعامل معهم إلى الآن عبر العقود الشهرية أو السنوية لعدم توفر عنصر التوظيف لهذه الشريحة مركزياً.. ونأمل أن يكون هناك درجات وظيفية لهذه الحالات بمثلما تم توظيف عدد من المدارس في عدن للمرة الأولى منذ زمن بعيد.. والأمل في قيادة المحافظة والوزارة للضغط على الجهات المعنية (المالية والخدمة) لاحتساب درجات وظيفية لهذه الحالة.[c1]* ما هي الهموم التي تعترض سير العمل التربوي والتعليمي في محافظة عدن؟[/c]- لا توجد هموم تعترض عملنا بشكل لافت، فأعمالنا تسير بانسجام مع قيادات مكتبنا ومكتب المحافظ والمجلس المحلي والمحليات في المديريات، ونطمح فقط لمزيد من الدرجات، الوظيفية في مجالات (الحراسة والنظافة) ودرجات بديلة لمن أحيلوا إلى المعاش، وقد نبهنا لذلك في تقاريرنا ولقاءاتنا لكي يتم الأخذ بها لاحقاً إن شاء الله.[c1]* ما زال المدرس يتابع معظم أموره مركزياً في صنعاء، ابتداءً من العلاوات وانتهاءً ببقية أمور راتبه وحتى التقاعد.. فمتى ستتخلص التربية والتعليم من هذه المركزية؟[/c]- هذا الوضع مسيطر عليه تماماً، وقد انجزنا قضايا كثيرة فيما يخص الهيكلية واستراتيجية الأجور والمرتبات وحققنا مطالب المحالين إلى المعاش واستلموا مستحقاتهم.. ولدينا تنسيق متكامل مع ديوان الوزارة أولاً بأول.. لكننا لا ننفي وجود حالات تظلمات فردية يتابعها أصحابها ونمنحهم مذكرات بذلك حتى لا يقال إننا ضد مصلحتهم لكن بعضهم يعود إلينا للعمل بتنسيق موحد.. وقد عينا مندوباً من المكتب يتولى رفع ومناقشة أية حالة شهرياً، إضافة إلى متابعتنا شخصياً لقضايا الأجور والمرتبات والإحالة إلى المعاش والتوظيفات، ونلمس استجابة من قيادة الوزارة وحلولاً طيبة لمعظم المشكلات.. وبهكذا أمور لا توجد مشكلة مستعصية إنما يمكن التأخير في الإجراءات ونقص البيانات وكثرة القضايا التي تتراكم في ديوان الوزارة تلعب دوراً في التأخير، لكن لم نسمع عن ضياع حق لهذا التربوي أو ذاك، ولن نسمح بذلك أبداً.. وهذا توجه الدولة والحكومة وكل القيادات التي يبرز على رأسها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح (حفظه الله) في إنصاف التربويين وإيلائهم جل اهتمامه حقيقة.. فله منا الشكر وجزيل الثناء باسم كافة التربويين في محافظة عدن الطيبة.. وشكراً لكم هذه المقابلة الصريحة الضافية.