استطلاع / إبتهال الصالحي - تصوير مركز الترصد الوبائي بعدن:انتشر موخراً بين أوساط المواطنين من أبناء محافظة عدن وباء (حمى الضنك) انتشارا واسعا خلال مارس وأبريل الماضيين، وقد انتشرت حالة من الخوف في أوساط المواطنين بعدن، رغم تطمينات مكتب الصحة التي أطلقها الدكتور الخضر ناصر لصور مدير عام الصحة، في غمرة تنامي أخبار تزايد الحالات المصابة، التي نفى فيها انتشار المرض في بادئ الأمر ، وقال إن حالات الحميات التي ظهرت هي حالات حميات عادية، وليست إصابات بحمى الضنك، وأنه تم إجراء الفحوصات الطبية لها ومعالجتها بصورة سريعة وعادية ثم أعلن عن وجود المرض ووجود إصابات ووفيات !!! ومع أن مكتب الصحة بالمحافظة قد اتخذ إجراءات وقائية لتفادي الإصابة بالمرض من خلال التنسيق مع الجهات المعنية، وتحت إشراف قيادة الوزارة..و بالتنسيق مع صندوق النظافة وتحسين المدينة وصحة البيئة للقيام بعملية الرش المستمرة للأماكن التي يتمركز فيها البعوض الناقل للمرض، وتعزيز نظافة الشوارع، وإزالة المخلفات بشكل دوري ومنتظم،إلا أن عدد الحالات المصابة والوفيات في تزايد ولا يملك المواطن البسيط إلا الدعاء بان يجنبه الله حمى الضنك التي ستزيد حياته ضنكاً على ضنك ...في هذا الإطار أجرت وكالة سبأ للأنباء عدداً من اللقاءات حول هذا الموضوع مع الجهات المعنية وتجولت داخل المستشفيات لتنقل حقيقة الصورة بين التعتيم والتهويل !!![c1]الوضع في المستشفيات الحكومية[/c]
الخزانات القديمة أهم بؤر تكاثر للبعوض
قال الدكتور/ جمال خدابخش / مدير هيئة مستشفى الجمهورية العام بعدن انة صحيح أن حمى للضنك في عدن ولكن الوضع ليسى بهذا السوء الذي تصوره بعض وسائل الإعلام .. الأمر الذي نشر الخوف والهلع المبالغ فيه إذ تختلط على الناس الأمور وكل من أصابته حمى اعتقد إنها حمى الضنك حيث بلغ عدد الحالات التي استقبلها المستشفى في بعض الأيام إلى 40 حالة ليتبين بعد الفحص ان حالات قليلة من هذا الكم هي حمى الضنك.لكن بعض المواطنين يصرون على أنهم مصابون بحمى الضنك وعلى ترقيدهم في المستشفى ,ومع هذا نوصي جميع المواطنين في حال إصابتهم بالحمى بالفحص السريع والتأكد من خلوهم من الفيروس. وقد وصلت لنا منذ نهاية ابريل الماضي حتى الخامس من هذا الشهر 23 حالة تأكدت إصابتها من بين ما يقارب 131 حالة , اما عدد حالات الوفاة فقد بلغت 3 حالات 2 من محافظة عدن وواحدة من لحج , اما عن مشكلة المحاليل والنقص الذي أشيع ان المستشفى يعاني من قلة فيها فهذا غير صحيح.
طفل مصاب بالحمى
الدكتور /زكريا القعيطي / رئيس قسم الرقابة على المنشآت الخاصة ومنسق غرفة عمليات طوارئ حمى الضنك بالمحافظة , قال فيما يخص المستشفيات الخاصة يوجد هناك مندوب في كل مستشفى يختص بالترصد الوبائي والذي يعمل على رصد ورفع تقارير يومية عن حالة المرض وتطوراته وحالات الإصابة الواصلة للمستشفى في سجلات خاصة وتبليغ مكتب الصحة في المحافظة ويوجد المندوب في المستشفيات الحكومية لتتمكن مكاتب الصحة من متابعة الوضع والعمل لما تقتضيه الحالة ...ولكن للأسف هناك حالة من الهلع بين الناس بحيث يظن كل من أصابته حمى يبلغ انها حمى ضنك وخاصة الآن ومع فصل الصيف تنتشر الأمراض الفيروسية بالإضافة إلى ان هناك مرض الملاريا وحمى التيفوئيد لكن للأسف جميع هذه الأمراض تحسب انها حمى ضنك وهذا غير صحيح والذي يؤكد هذا الكلام هو الفحص المخبري والسريري ..كما ان كثيراً من الحالات المصابة هي من خارج محافظة عدن فهناك حالات وصلت من لحج وابين وحتى من محافظة إب ولكن للأسف تحسب على محافظة عدن وهذا ناتج عما تصوره وتردده بعض الصحف والضجة الإعلامية عن النسب و عدد الحالات المبالغ فيها فقد يكون هناك حالات قد توفيت وهي مصابة بحمى الضنك ولكن سبب الوفاة لم يكن الحمى بل مرض اخر فهذا لا نستطيع ان نحصيه ضمن ضحايا حمى الضنك ...ونتعجب عن الهجوم الذي شن على مكتب الصحة في انتشار المرض وأنه هو المسئول الأول والأخير ...إذ أنها مسؤولية جماعية يجب اشتراك جهات مختلفة ذات علاقة اذا اردنا القضاء على المرض القضاء على مسبباته ...حالياً ضمن نشاط مكتب الصحة لمواجهة هذه الجانحة شكلت غرفة عمليات طوارئ من بداية ابريل وحدد موقعها في الرعاية الصحية الاولية بمديرية المنصورة يتناوب فيها 7 أطباء وهم (مديرو مكاتب الصحة في كل المديريات بالإضافة إلى مندوب من مكتب الصحة ) هؤلاء الأشخاص مهمتهم التنسيق للعمل وتلقي أي تبليغات او مشاكل من قبل أي جهة اذا حدث أي تقصير او إشكاليات تظهر لتجنب أي مشاكل قد تظهر لدى المواطنين المصابين والحالات الصعبة ومساعدتهم والتنسيق المباشر مع المستشفيات والمراكز الصحية أول بأول ..صحيح ان الوضع صعب ولكنه ليس مستحيلاً وكارثياً فهو تحت السيطرة من واقع ما اراه ..ولا ننسى ان هذا واجب وطني ويجب على الكل التعاون والتكاثف للتصدي لهذه الجائحة .. [c1]
حامد لملس
أكثر الحالات في المنصورة[/c]مديرية المنصورة من اكبر المديريات كثافة سكانية وفيها مناطق شعبية كثيرة وقد رصدت أكثر الحالات المصابة فيها ..توجهنا إلى مدير المديرية الأخ/ احمد حامد لملس / والذي أوضح لنا ان لجنة شكلت من المديرية للقيام بأعمال إزالة هياكل السيارات والإطارات وردم الحفر والبؤر التى من شأنها توفير بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض كما ان المديرية شأنها شأن بقية المديريات تقام فيها عملية الرش الضبابي في الشوارع فى فترة المساء والرش داخل المنازل صباحاً ضمن الخطة التي وضعتها المحافظة باستهداف 4 ألآف منزل خلال كل أسبوع , كما قمنا بالتنسيق مع مؤسسة المياه لإصلاح المواسير المعطوبة التي تحدث تسرباً في المياه .إضافة إلى حملات التوعية بين أوساط المواطنين بخطورة المرض ومسبباته وطرق تفاديه .[c1]
جمال خدابخش
إحصائية رسمية وغير رسمية[/c]في إحصائية رسمية من مكتب الصحة بمحافظة عدن ذكر أن عدد الحالات المصابة في جميع المستشفيات الحكومية والخاصة بلغ 97حالة و6 حالات وفاة ...في حيث ذكرت إحصائيات غير رسمية 450 حالة إصابة و15 حالة وفاة .و ذكرت إحصائيات صادرة عن إدارة الترصد الوبائي بعدن 8 حالات وفاة و600 حالة إصابة .وقالت الدكتورة هناء السقاف مديرة إدارة الترصد الوبائي في تصريحات صحافية ، إن الحالات المصابة بحمى الضنك في عدن وصلت 600 حالة، تتوزع على جميع مديريات المحافظة، وأكثرها في مديريات المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان والمعلا.وعزت قلة الحالات المرصودة في مديرية البريقة إلى قلة الأجهزة وجهود الرصد والمتابعة المطلوبة لرصد الحالات.[c1]
الخضر لصور
حالات مصابة [/c]توفيت الشابة حليمة حامد (19 عاما) بعد نقلها من مستشفى ابن خلدون إلى مستشفى الجمهورية بعدن، حيث قضت نحبها هناك متأثرة بحمى الضنك , كما توفيت أيضا فجر الجمعة الموافق 30 ابريل الماضي الطفلة ترتيل ناصر بعد 4ايام من نقلها إلى مستشفى الوالي وتبين إصابتها بالحمى في مرحلة متقدمة من المرض بعد أن أجرت أكثر من فحص في مختبرات تخصصية أكدت خلوها من المرض , كما توفي حلمي سعيد 36 سنة من أبناء مديرية المنصورة منطقة عبد العزيز بعد عدم اكتشاف المرض الذي شخص في اول الأمر على انه ملاريا حسب إفادة احد اقاربة وعندما تدهورت صحته نقل إلى مستشفى البريهي وتوفي فيه بعد ساعات قليلة من وصوله ...وهناك العديد من الحالات المصابة التي تحدثت عن معاناتها مع المرض بين وانعدام التشخيص المبكر وعدم توفر أسرة في المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة والتردد على اكثر من مستشفى حتى يحالفهم الحظ بسرير شاغر أمثال الاخ عماد قيس وابنه حسام ذي الأربعة أعوام والعديد من مواطني وابناء عدن الذين التقيناهم في بعض المستشفيات الحكومية والخاصة .وفي ضوء التطورات الكبيرة والسريعة قام فريق من المحامين بعدن مكون من «12» محامياً بتحريك دعوى قضائية ضد مكتب الصحة بعدن على خلفية القصور في أدائه الصحي إزاء مجابهة المرض وقد صرح المحامي صالح ذيبان في اتصال هاتفي إن مواطنا من أبناء مديرية التواهي تقدم إليه بغرض رفع دعوى قضائية ضد مكتب الصحة بعدن بعد إصابة خمسة من أبنائه بمرض حمى الضنك. كما تقدم أيضاً بعريضة دعوى ضد مكتب الصحة أمام محكمة صيرة بشأن وفاة مواطنة وإصابة شقيقاتها بحمى الضنك من مديرية صيرة، مشيراً إلى أن سبب وفاة المواطنة كان نتيجة اهمال المستشفى الحكومي الذي قصدته بعد تشخيص الحالة مبكراً ومن ثم التقصير في علاجها الأمر الذي دفع والد الفتاة إلى نقلها من المستشفى الحكومي إلى مستشفى خاص في مديرية دار سعد وهناك توفيت بعد ان وصلت وهي في مراحل متقدمة من المرض ,واضاف ان عدد القضايا التي وصلت اليهم لتمثيلها 6 حالات استوفت جميع اوراقها في حين توجد من 25 إلى 30 حالة تستكمل اوراقها ليقوم فريق المحامين بتولي قضاياهم وهم اهالي مصابين ومتوفين بسبب المرض وقد تقدمنا بعريضة الى محكمة صيرة الابتدائية .وكان النائب عبد الباري دغيش قد انتقد صمت النخب والأحزاب السياسية التي تركت الأمور المهمة المتعلقة بحياة الناس وتهدد حياتهم، في وقت سخرت فيه جهودها طوال 7 سنوات في تحديد سن الزواج.[c1]أعراض المرض [/c]ارتفاع في درجات الحرارة مع الم في العضلات والمفاصل وصداع شديد مع الم في منطقة خلف العينين وقد يحدث في بعض الحالات نزف دموي عن طريق الجهاز الهضمي او البولي او الأنف ..وقد تختلف الأعراض من شخص إلى آخر وكذلك شدة وتطور المرض حسب مقاومة كل جسم عن اخر وتنتقل فيروسات حمى الضنك إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة من جنس (الزاعجة) تحمل تلك الفيروسات. ويكتسب البعوض الفيروس، عادة، عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى. وبعد مرور فترة الحضانة التي تدوم 8 إلى 10 أيام يصبح البعوض قادراً، أثناء لدغ الناس وامتصاص دمائهم، على نقل الفيروس طيلة حياته. وقد تنقل البعوضة الفيروس أيضاً إلى نسلها عن طريق (البيض)، ومن أهم البؤر التي تتكاثر فيها هذه البعوض هي المياه الراكدة ,. وينشط البعوض الناقل للمرض في اول ساعتين بعد شروق الشمس وفي آخر ساعتين قبل غروب الشمس ويمثّل البشر الفئة الرئيسية التي تحمل الفيروس وتسهم في تكاثره، إذ تؤدي دور مصدر الفيروس بالنسبة للبعوض غير الحامل له. ويدور الفيروس في دم المصابين به طيلة يومين إلى سبعة أيام، وذلك يوافق، تقريباً، ظهور أعراض الحمى عليهم؛ وقد يكتسب البعوض من جنس (الزاعجة) الفيروس عندما يمتصّ دم أحد المصابين به خلال تلك الفترة. *وتعرف منظمة الصحة العالمية حمى الضنك على أنها عبارة عن مرض وخيم يشبه الإنفلونزا، ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة البعوض الحامل لأي من الفيروسات الأربعة المسبّبة للمرض وهي فيروس DEN-1 و DEN-2 و DEN-3 وDEN-4. وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين 3 و14 يوماً عقب اللدغة المعدية. ومن المضاعفات الخطيرة للمرض حمى الضنك النزفية التي تشتد خطورتها لدى الأطفال.