في الذكرى الأربعين للاستقلال الوطني
احمد راجح سعيديحسب لثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة عند بقية الثورات العددية في العالم بأنها مثلت في مضمونها التجسيد العملي لأهداف ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962م بل أنها تعتبر الامتداد الفعلي لمشروعها التحرري الوطني والقومي والإنساني كما أن انتصار ثورة الرابع عشر من أكتوبر 63م في شطرنا الجنوبي والمتمثل باستقلاله الناجز وغير المشروط في الثلاثين من نوفمبر 1967م لم يكن له ليتحقق الا بذلك الانتصار العظيم لثورة السادس والعشرين في شطرنا الشمالي ودعمه اللا محدود لها ذلك ولما كانت قضية الحرية في وطننا الوطني شماله وجنوبه لا تتجزأ باعتبار ان المعاناة واحدة والمصائب تجمع المصابينا في كل شبر من ارض الوطن فان الدفاع عن الثورتين وأهدافهما اصبح فرضاً كفاحياً يجب ان يؤديه كل مواطن من أبناء الوطن بغض النظر عن المسميات الشكلية والحدود المصطنعة ومن هذا المفهوم الوطني الوحدوي المنطلق من واحدية النضال تهيأت الظروف السانحة لنجاح الثورة اليمنية بشقيها واستطاع شعبنا اليمني انتزاع حريته واستقلاله بالقضاء على الأوضاع الظالمة والمستبدة في الوقت الذي كان الوطن في امس الحاجة الى هذا العمل المخلص بفتح ثغرة مضيئة في جبهة الظلام والقاء نغمة حلوة في مسمع الكون وذلك بفضل الالتفاف الجماهيري المنقطع النظير حول الثورتين الخالدتين والدفاع عن مقومات بقائهما وصمودهما في وجه التحديات والمؤامرات الداخلية والخارجية وكما كان لانتصار الثورة في شمال الوطن الدور الفاعل لتحريك الجماهير الوطنية في جنوب الوطن بحماس لا يحد إلى تعز وصنعاء لحماية الثورة حيث بلغ عدد المتطوعين في الشهر الأول لقيام الثورة أكثر من سبعة عشر الفاً وكلهم من العمال والفلاحين والطلاب كان ايضاًَ لثورة الرابع عشر من أكتوبر من قبل أحرار الشمال والذين لعبوا دوراً بارزاً في نصرة الثورة وذلك من خلال انخراطهم في جبهات النضال والقتال ضد الوجود الاستعماري البريطاني ومخلفاته ولقد سقط العديد منهم في ميادين الفداء والاستشهاد.وفي هذه المناسبة الغالية التي يحتفل بها شعبنا العظيم بأعياده الوطنية 26 سبتمبر 62م و14 أكتوبر63م والثلاثين من نوفمبر 67م لا ننسى ذلك الدور الكبير الذي لعبته الحركة الرياضية في مرحلة الكفاح المسلح في نصرة الحركة الوطنية ممثلة بالأندية الرياضية وطلائعها من شباب الوطن والذين حملوا أرواحهم الثائرة على اكفهم وتصدوا للأوضاع الرياضية الفاسدة وفي مقدمتها تلك التي كان الاستعمار يحاول تسخيرها بدرجة أساسية إلى كل ما من شأنه الهاء وإغواء الجماهير الرياضية وتحويل اهتماماتها عن معركة المصير الكبرى وذلك من خلال الإكثار من عدد الأندية وإقامة المباريات وبث روح التعصب الأعمى بهدف (فرق تسد).لقد لعبت الطلائع الرياضية في هذه المرحلة الحاسمة دورها المناط بها فكونت الاتحاد الرياضي وسعت إلى تعريب (الجمعية الرياضية العدنية) وتصدت لخطورة المشاريع الاستعمارية والاهم من كل ذلك جعلت من الحركة الرياضية عاملاً فاعلاً ومواكباً للحركة الوطنية التي شارك فيها كل الشعب بمختلف فئاته وشرائحه وطبقاته الاجتماعية كما لا ننسى بأن العديد من الرياضيين قد انخرطوا في العمل الفدائي والبعض من الأندية قد تحولت إلى خلايا للكفاح المسلح ولنتذكر أولئك الشهداء والمناضلين والرواد الذين قدموا أرواحهم وكرسوا حياتهم في سبيل انتصار الثورة ومازلنا نتغنى بمآثرهم مع كل ذكرى وطنية عابرة عزيزة على قلوبنا جميعاً.