العميد / يحيى الشامي محافظ محافظة صعدة في حديثٍ خاص للصحيفة
حديث / دبوان عبدالقوي الصوفي:"تجرِبة طويلة ومميزة في مجال العمل الوطني، خاضها العميد/ يحيى الشامي محافظ محافظة صعدة عايش خلالها كل مراحل النمو والتطور التي شهدها الوطن ككل..فما بين محافظات عدة تنقل لتأدية مهامه تاركاً خلفه بصماته ومآثره وكثير من دلائل التنمية التي تشهد على منجزات الرجل.وفي ظل الأحداث الأخيرة التي عاشتها محافظة صعدة" ونظر لسابق معرفته بها إلى جانب عَلاقاته الطيبة مع أبنائها استنجد به لتهدئة الأوضاع وحل الإشكاليات وإعادة الاستقرار والأمن إلى المحافظة.قبل وصوله سبقه اسمه تاركاً أثراً طيباً، ومع وصوله كانت النفوس قد هدأت ليحقق نجاحاً كبيراً في مهمة بدت معقدة وشائكة.اليوم ونحن نعي كل هذا الحراك والتفاعل السياسي والشعبي للانتخابات الرئاسية والمحلية المقبلة التقته صحيفة 14 أكتوبر في لقاءٍ خاص تحدث خلاله عن الانتخابات المحلية وأهميتها ودورها في التنمية الشاملة متطرقاً إلى واقع التجرِبة خلال المرحلة المنصرمة ودورها في إحداث عدالة توزيع بين المناطق والعزل في المديريات وفائدة اللامركزية في تأكيد هذا الدور" عن القصور في التجرِبة والتوجهات لمعالجتها ودفعها نحو الأمام وعن أهمية الانتخابات المحلية المقبلة وتفاعل أبناء محافظة صعدة معها... وأشياء أخرى كثيرة.ولأنّ الحديث كان مع رجل خبير بحجم العميد/ يحيى الشامي فقد كان الحوار ممتعاً ومفيداً وفيه كثير مما يستحق الالتفات :[c1]سيادة المحافظ : نود أن نعرف ما هو واقع تجربة المجالس المحلية ومدى أهميتها ودورها في مجال التنمية الشاملة؟[/c]في البدء أشكر صحيفة "14 أكتوبر" على هذه اللفتة والنزول الميداني لمناطق محافظة صعدة للوقوف أمام التنمية الشاملة التي تشهدها المحافظة في ظل رعاية واهتمام الدولة وما حظت به من اهتمام مباشر وخاص من فخامة الرئيس القائد الرمز/ علي عبد الله صالح حفظه الله لتعويضها عن سنوات الحرمان الطويل الذي عاشته من قبل، وحقيقة القول إنّ التنمية في محافظة صعدة أضحت اليوم في ظل تنامي الإنجازات وتواصل تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية المختلفة في واقع جيد ومتميز يواكب حجم التطورات التي شهدها الوطن ويماثل الواقع التنموي والخدمي في كبرى محافظات الوطن اليمني. كانت الدولة قد منحت هذه المحافظة الاهتمام الذي تستحقه على صعيد التنمية وبقية الأصعدة الأخرى، فإنّ ظهور التجرِبة المحلية ونظام السلطة المحلية في 2001م كتجرِبة وطنية مهمة لتأصيل وترسيخ المفهوم الديمقراطي بصورةٍ أوسع وتعزيز المشاركة الشعبية في الحكم والبناء وإدارة شؤون الوحدات الإدارية قد كفل تعزيز ودفع العملية التنموية إلى آفاق أكبر تحقق الغايات والأهداف المرجوة في تحقيق التنمية الشاملة لما لعبته من دور مهم في تقويم مسار التنمية توجيهه في الاتجاه الصحيح، وعلى صعيد محافظة صعدة حققت التجرِبة المحلية نجاحات ملحوظة وكبيرة خلال السنوات الماضية من خلال المشاركة الفاعلة في التخطيط للمشاريع وإعداد البرامج الاستثمارية السنوية على مستوى المديريات والمحافظة والذي مكن من تضافر الجهود والرؤى والتصورات وتنوع الخيارات المطروحة وتوجيه رعاية ودعم الدولة في الاتجاه السليم الكفيل بتلبية احتياجات ومتطلبات التنمية الأساسية لخلق تنمية شاملة تحقيق الغايات المثلى وتضع لبنات تنمية متوازنة وضعت حد للتنفيذ العشوائي للمشاريع وغياب عدالة التوزيع الذي عانت منه المناطق والعُزل والمديريات في المحافظة سنوات طويلة قبل ميلاد هذه التجرِبة الوطنية المهمة والناجحة.[c1]توجه نحو اللامركزية:[/c]والشق الثاني أنّ المحليات قادت بخطى ثابتة إلى آفاق اللامركزية مالياً وإدارياً وفتحت مجالات واسعة للوحدات الإدارية "المحافظة والمديريات" في تبني وتنفيذ وتمويل المشاريع التكميلية للتنمية والخدمات على مختلف الأصعدة ليعزز من النجاح والفائدة المتحققة من المشاريع المركزية التنفيذ لتلائم الاحتياج ومتطلبات التنمية المختلفة، والمتأمل في حجم المشاريع التنموية والخدمية المتحققة خلال مدة المجالس المحلية المنصرمة (2001 - 2006م) يجد أنّ محافظة صعدة قد شهدت تنفيذ مئات المشاريع المختلفة التي كفلت تجاوز جوانب العجز والقصور التنموي الذي كان سائداً من قبل، وهذه المشاريع المنفذة والجارية التنفيذ خلال هذه المدة تماثل ما تحقق وما تمّ إنجازه طوال قرابة عقدين كاملين من قبل، وجاءت هذه النقلة المباركة لتعزز وتدفع بالتوجهات العامة للدولة نحو اللامركزية في مختلف الأصعدة لتحد من أعباء البناء الوطني على مستوى هذه الوحدات سواء المحافظات أو المديريات.[c1]معالجات وتوجهات لدفع التجرِبة:[/c]- ويستطرد الأخ العميد/ يحيى محمد الشامي محافظ صعدة في حديثه قائلاً :- التجرِبة المحلية حديثة النشأة في بلادنا لا تتجاوز 5 سنوات ماضية، وهذه النقلة أفرزت جملةً من الصعوبات والعوائق المختلفة التي واجهت مسار التجرِبة المحلية في سنواتها الأولى، لكن الرعاية والدعم المستمر من الدولة لهذه التجرِبة وسعيها الدؤوب لإنجاحها والدفع بها والتقييم لها سنوياً ووضع الحلول والمعالجات لمشاكلها وصعوباتها خلال المؤتمرات المحلية السنوية قد مثل عاملاً لاستمرارية وتطور هذه التجرِبة والارتقاء بها مع مرور الوقت، وما من شكٍ أنّه ما زالت هناك بعضاً من الصعوبات القائمة لكنها في طريقها إلى التلاشي والزوال، وبمرور الوقت يمكن تجاوز بعض أشكال الازدواجية والتداخل في أعمال القيادات المعنية والمنتخبة من خلال وعي أوسع بنظام وقوانين السلطة المحلية وخلق القناعات بالتماشي معها.أيضاً هناك بعض القيود المركزية التي تحد من قدرات وعطاء المجالس المحلية المختلفة والتوجهات الجديدة للدولة حيال قضايا عدة يمكن أن تضع حد ونهاية لمثل هذه القيود وجوانب المركزية المتبقية.ولا أخفي أنّ هناك عوائق تتطلب الحلول والمعالجات الجذرية لها للدفع بهذه التجرِبة خصوصاً تعارض بعض القوانين مع القوانين المحلية واحتياج هذه القوانين لتتلاءم والتوافق وهذا ما من شأنه الدفع بهذه التجرِبة إلى آفاق أفضل وواعدة في المستقبل القريب.[c1]نجاحات أفضل:- كيف تنظرون إلى أهمية الانتخابات المحلية المقبلة في دفع عملية التنمية الوطنية الشاملة؟![/c]- مما لا شك فيه أنّ الانتخابات المحلية المقبلة ستضع لبنات حكم محلي واعد وناجح بالشكل المطلوب من خلال الاستفادة من التجارِب السابقة للقيادات المحلية وبروز قيادات محلية أكثر جدارة وكفاءة نتاج حرص أبناء الشعب في مختلف المحافظات والمديريات على اختيار قيادات كفوءة بعد إدراكها طبيعة المسئوليات والمهام الواسعة التي تناط بهذه القيادات ودورها في التنمية الذي بدوره سيشكل تعزيزاً للتنمية والإدارة والانتقال مع القيادات المحلية إلى مرحلة الشراكة والتضافر لإنجاح المسؤوليات والمهام المختلفة، ناهيك عن أهمية التصورات والرؤى الجديدة لهذه القيادات في دفع التجرِبة المحلية وتطويرها وتوجه الدولة لتطوير العمل المحلي بشكل أفضل يمكن من إنجاح التوجهات العامة للدولة في انتخاب رؤساء الوحدات الإدارية "المحافظين، مديرو المديريات" مستقبلاً وهذه الخطوة المهمة سيسبقها إجراءات واسعة يتم اتخاذها للوصول إلى هذه الغاية.[c1]تفاعل جاد:- كيف تنظرون إلى تفاعل أبناء محافظة صعدة مع المراحل الانتخابية المختلفة؟![/c]أبناء صعدة أصبحوا اليوم على مستوى عالٍ من الوعي العام والوعي السياسي والحرص على الاستفادة من الحقوق الدستورية في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة الرئاسية والمحلية لما فيه المصلحة الوطنية وإنجاح الغايات من هذه الانتخابات والملحوظ أنّ هناك تفاعلاً غير عادي وإسهام كبير من أبناء المحافظة لإنجاح المراحل الانتخابية السابقة والمشاركة الفاعلة فيها ونتوقع إسهام أكبر ومشاركة أوسع وحضور قوي خلال المراحل المتبقية وتحقيق اندفاع متميز في المشاركة خلال التصويت والاقتراع وإبراز المحافظة بصورة مشرفة في هذا الحدث والفعالية الوطنية المهمة كعادتها، وتاريخ المحافظة في هذا الصدد تاريخ مشرّف هو محط احترام وتقدير القيادة السياسية وكل القوى الوطنية الشريفة في عموم الوطن.