[c1] غورباتشوف: روسيا لم ترد الحرب أبدا[/c] نقلت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لميخائيل غورباتشوف -رئيس الاتحاد السوفياتي السابق- قال فيه «إن المرحلة الحرجة من الأزمة التي أثارها هجوم القوات الجورجية على تسخينفالي عاصمة أوسيتيا الجنوبية صارت وراءنا الآن».لكن كيف يستطيع المرء محو مشاهد الهجوم الصاروخي الليلي المرعبة على تلك المدينة المسالمة من الذاكرة، وقد دُمرت المنازل وقتل أناس وهدمت آثار وقبور قديمة؟إن روسيا لم ترد هذه الأزمة. والقيادة الروسية في موقع قوي محليا. فهي لم تكن بحاجة لحرب صغيرة تخرج منها ظافرة. لقد جُرت روسيا للقتال بسبب رعونة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. فهو لم يكن ليجرؤ على الهجوم بدون دعم خارجي. وعندما هاجم لم تتحمل روسيا أن تقف مكتوفة الأيدي.وقرار الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف لوقف الاعتداءات الآن كان خطوة صحيحة لرئيس مسؤول. فقد تصرف الرئيس الروسي بهدوء وثقة وثبات. وقد خاب ظن أي شخص توقع حدوث فوضى في موسكو.من الواضح أن مخططي هذه الحملة أرادوا التأكيد على أن روسيا ستكون هي الملومة لتدهور الموقف، مهما كانت النتيجة. وحينئذ صعد الغرب هجومه الدعائي ضد روسيا وكانت وسائل الإعلام الأميركية في المقدمة، وأضاف غورباتشوف أن التغطية الصحفية كانت بعيدة عن الإنصاف والتوازن، وخاصة خلال الأيام الأولى للأزمة. فعاصمة أوسيتيا الجنوبية كانت مدمرة وقد فر آلاف السكان قبل وصول أي قوات روسية. ومع ذلك اتهمت روسيا بالعدوان. وكانت التقارير الإخبارية أشبه بترديد محرج للتصريحات المخادعة للزعيم الجورجي.وقال أيضا إنه ما زال من غير الواضح ما إن كان الغرب مدركا لخطط ساكاشفيلي لغزو أوسيتيا الجنوبية، وهذه مسألة في غاية الخطورة. لكن الواضح هو أن المساعدة الغربية في تدريب القوات الجورجية وشحن كميات كبيرة من المؤن والأسلحة كانت تدفع بالمنطقة نحو الحرب بدلا من السلام.، وإذا كانت هذه البلية العسكرية مفاجأة لأنصار الزعيم الجورجي فالمصيبة أعظم، لقد كيل المديح لساكاشفيلي على كونه حليفا مخلصا لأميركا وديمقراطيا حقيقيا لمساعدته في العراق. الآن وقد جلب صديق أميركا الفوضى فإن علينا جميعا، والأوروبيين والأهم المدنيين الأبرياء في المنطقة، أن نزيل هذه الفوضى.أولئك الذين يسارعون في الحكم على ما يحدث في القوقاز، أو أولئك الذين يسعون لنفوذ هناك، يجب أن يكون لديهم أولا فكرة عن تعقيدات هذه المنطقة.فسكان أوسيتيا يعيشون في جورجيا وروسيا. والمنطقة خليط من الجماعات العرقية التي تعيش متجاورة. ولهذا فإن أي كلام عن «هذه أرضنا»، «ونحن نحرر أرضنا» هو كلام فارغ. يجب أن نفكر في الشعب الذي يعيش على الأرض.إن مشاكل منطقة القوقاز لا يمكن حلها بالقوة. فقد جرب هذا الأمر أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين وارتد الكيد إلى نحر صاحبه، المطلوب هو اتفاق ملزم قانونيا بعدم اللجوء للقوة. فقد رفض ساكاشفيلي كثيرا التوقيع على مثل هذا الاتفاق، لأسباب أصبحت الآن في غاية الوضوح، سيكون الغرب حكيما في المساعدة لتحقيق مثل هذا الاتفاق الآن. وإذا، بدلا من ذلك، اختار إلقاء اللوم على روسيا وإعادة تسليح جورجيا، كما يقترح المسئولون الأميركيون، فستحدث أزمة جديدة لا محالة. وفي هذه الحالة توقعوا الأسوأ.وفي الأيام الأخيرة وعد الرئيس بوش ووزيرة خارجيته بعزل روسيا. وهدد سياسيون أميركيون بطردها من مجموعة الدول الثماني الصناعية وإبطال مجلس الناتو الروسي وإبقاء روسيا خارج منظمة التجارة العالمية، كل هذه تهديدات فارغة. ومنذ زمن والروس يتساءلون: إذا لم يكن لرأينا أهمية في هذه المؤسسات، فهل نحن بحاجة لها؟ هل الأمر مجرد الجلوس إلى طاولة العشاء الفخمة والاستماع لمحاضرات؟، لقد قيل لروسيا مرارا أن تتقبل الحقائق ببساطة. فها هو استقلال كوسوفو أمامكم. وها هو إلغاء معاهدة الصواريخ البالستية المضادة والقرار الأميركي لنصب دفاعات صاروخية في دول مجاورة. وها هو التوسع غير المحدود للناتو. كل هذه التحركات تمت على خلفية الحديث المعسول عن شراكة. لماذا يتحمل أي شخص مثل هذا التمثيلية؟وهناك كلام كثير يدور الآن في الولايات المتحدة عن مراجعة العلاقات مع روسيا. الشيء الوحيد الذي يجب أن يُراجع بالتأكيد: عادة التحدث إلى روسيا بطريقة متعالية، دون اعتبار لمواقفها ومصالحها، بإمكان كلا بلدينا تطوير أجندة جادة لتعاون حقيقي، بدلا من كونه رمزيا. فكثير من الأميركيين، وكذلك الروس، يدركون الحاجة إلى ذلك. لكن هل نفس الأمر نابع بإخلاص من القادة السياسيين؟، هناك لجنة ثنائية الحزب بقيادة السيناتور تشك هيغل والسيناتور السابق غاري هارت تشكلت مؤخرا في هارفارد لتقديم تقرير عن العلاقات الأميركية الروسية للكونغرس وللرئيس القادم. وهذه اللجنة تضم أناسا جادين، وبالحكم على تصريحاتها الأولى، فإن أعضاءها يدركون أهمية روسيا وأهمية وجود علاقات ثنائية بناءة، لكن على أعضاء هذه اللجنة أن يكونوا حذرين. فانتدابهم يقتضي تقديم توصيات سياسة لإدارة جديدة للرقي بالمصالح الوطنية الأميركية فيما يتعلق بروسيا، وإذا كان هذا هو الهدف الوحيد، فأنا أشك أن يتمخض عن هذه اللجنة خير كثير. ولكن إذا كانت اللجنة مستعدة للتفكير أيضا في مصالح الطرف الأخر وفي الأمن المشترك، فقد تساعد فعلا في إعادة بناء الثقة بين روسيا والولايات المتحدة وتسمح لهما بالبدء في القيام بعمل مفيد معا. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ[c1]فراغ العلاقات بين أميركا وباكستان[/c]ذكرت صحيفة ديلي تلغراف أمس أن استقالة الرئيس الباكستاني برويز مشرف من منصبه الاثنين الماضي تركت فراغا في العلاقات الباكستانية الأميركية في وقت حرج يزعم فيه مسئولون أمنيون غربيون أن تنظيم القاعدة عاد إلى ملاذه في المناطق الحدودية المتاخمة لأفغانستان.وفي تقرير لمراسلها في إسلام آباد أشارت الصحيفة إلى أن علاقات باكستان بالولايات المتحدة بدأت بداية متعثرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 قبل أن يرغم مساعد وزير الخارجية الأميركي في ذلك الحين ريتشارد أرميتاج الزعيم الباكستاني مشرف على التخلي عن سياسة بلاده المؤيدة لحركة طالبان. غير أن شراكة البلدين -رغم ما شابها من أخطاء- أتاحت للولايات المتحدة اطلاعا وصفته الصحيفة بأنه محدود على برنامج باكستان النووي ومكّنتها من اعتقال بعض العناصر القيادية من تنظيم القاعدة.ونسبت الصحيفة لمسئول عسكري غربي كبير مقيم في العاصمة إسلام آباد -لم تذكر اسمه- القول إن هذه الشراكة ساهمت أيضا في تعزيز الصلات مع القيادة العسكرية العليا الحالية في باكستان وخصوصا مع قائد الجيش الجنرال أشفق كياني.ورأت الصحيفة أن برويز مشرف فشل في استقطاب الدعم الشعبي للحرب على الإرهاب وأن ثمة شبهات تحوم حول سماحه للاستخبارات العسكرية بلعب دور مزدوج تمثل في تقديم دعم خفي للمجاهدين وحركة طالبان. وإذا ما ثبت ذلك فإن باكستان تكون قد مارست سياسة مريبة اتسمت بالقسوة خاصة أنها ضحت بنحو ألفين من جنودها في القتال في مناطق القبائل.واتهمت الصحيفة الرئيس السابق بأنه يضمر في داخله على الأرجح اقتناعا سائدا وسط كبار الضباط الباكستانيين بأن الحرب على الإرهاب سياسة أميركية تتسم بالنفاق، وهي في جوهرها قناع لمخططات واشنطن الإستراتيجية في المنطقة.
أخبار متعلقة