المرأة هي شقيقة الرجل في الحياة، ولا غنى لأحدهما عن الآخر ولا تنتظم الحياة من دون تكامل العلاقة المرتبطة بين الرجل والمرأة، وبالنظر إلى طبيعة الرجل الذي يتصف بالقوة وتظهر في المرأة العطف والحنان الذي يحتاج إليه الرجل في صغره عندما يكون طفلا وفي كبره عندما يصبح زوجا فكان يجب على الرجل أن يقدر للمرأة دورها العظيم ـ ولكن للأسف ـ ما يحصل هو عكس ذلك، حيث تستضعف المرأة بسبب طبيعتها البشرية، ويتم التعامل معها من موقع الهيمنة والقوة.إذ تبقى هناك الكثير من الرواسب الجاهلية الحاكمة في العصور القديمة عالقة ومترسخة في النفس البشرية، فالمجتمع بتقاليده وقيمه جعل خيوط المرأة كلها بيد الرجل، يحركها كيف ما يشاء ووقت ما يشاء... حيث طلت المرأة دائما محل نقاش على مر الأزمنة منذ أن كانت في تلك الأزمنة رقيق يباع ويشترى وينظر إليها نظرة ازدراء ودونية حتى أنها سلبت حياتها بسبب طبيعتها البشرية، كما كان يحصل في زمن الجاهلية.وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله سبحانه وتعالى :« وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أو يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون » صدق الله العظيم.[c1]المرأة في الإسلام[/c]جاء الإسلام بتشريعاته وأعاد للمرأة كرامتها وآدميتها وأعطاها هوية مستقلة خلال مراحل حياتها ابنة، أختاً، زوجة، أماً ومرتبة ورفيعة، معها تكاملت الحياة بين الرجل والمرأة وظهر دورها وشأنها العظيم وأعطاها الإسلام كامل حقوقها وظلت المرأة في العصر الذهبي للإسلام تعيش معززة مكرمة عليها واجبات ولها حقوق وتساوت مع الرجل بالتكاليف والعقاب وقد حمى الإسلام المرأة ومنع استغلالها جسديا وعقليا وقد خصها ورفع من شأنها ومنه ما أعلنه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلّم) وسأله من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله قال : أمك.قال ثم من ؟قال : أمك.قال ثم من ؟قال أمك.قال ثم من؟قال أبوك.وفي حديث آخر قال :{ كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته...}.والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{أتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم لا يملكن لأنفسهن شيئاً وإن لهن عليكم حقـا إلى آخر الحديث}.وهذا تكريم للمرأة في الدنيا ومصيرا حتمي في الآخرة.وبذلك أعطى الإسلام للمرأة كامل حقوقها ورفع من شأنها لبناء أسرة ومجتمع قوي البنيان يملك القدرة على مواجهة تحديات العصر.[c1]أوجه العنف الموجه ضد المرأة [/c]العنف ضد المرأة حسب مفهومي إما أن يكون ماديا أو معنويا يسبب معاناة للمرأة سواء أذى جسماني أو نفسي معنوي.والعنف ضد المرأة قد يكون موجه من المجتمع أو الأسرة من قبل الأب أو الأخ أو الزوج.[c1]عنف المجتمع[/c]للأسف الشديد عادت بعض رواسب الجاهلية في مجتمعاتنا حيث تمتهن المرأة وتخدش كرامتها برغم أنها حققت تقدما في اكتساب بعض حقوقها في بعض المجتمعات إلا أنها تعيش معاناة الاستغلال لأنوثتها والتسليع لجمالها وأضحت فريسة سهلة أمام الواقع المعاش في مجتمعاتنا وأصبحت المرأة بقصد أو بدون قصد تهرول أو تنساق خلف المرأة الغربية وتقليدها بكل نواحي الحياة السلبية وكل ذلك على حساب المرأة وكرامتها وعفتها وعلى حساب دورها الإنساني الخطير في المجتمع وهذا يعتبر جانب من واقع المرأة.والجانب الآخر أنّ بعض مجتمعاتنا تريد أن تعيش المرأة واقع التخلف والجمود الذي يشل حركتها ويحجم دورها الإنساني العظيم ويصادر حقوقها التي كفلها ديننا الإسلامي الحنيف وهذان الجانبان يعتبران عنفاً موجهاً ضد المرأة من قبل المجتمع.والعنف الآخر الموجه من قبل المجتمع قد يكون موجهاً للمرأة في الشارع عند ذهابها إلى مكان عملها أو مدرستها فهناك من يتربص بالمرأة ويعمل على مضايقتها ومعاكستها أو ما تتعرض له المرأة من ابتزاز في بعض جهات العمل أو حرمانها من ترقية أو ترفيع بسبب كونها امرأة أو ما تتعرض له أثناء متابعة بعض أعمالها أو ما تتعرض له في بعض المنشآت التعليمية وكذلك ما تتعرض له المرأة في السجون أو أثناء التحقيق والاحتجاز وكل ذلك في مجمله يعتبر عنفـا موجهاً ضد المرأة من قبل المجتمع.[c1]العنف الأسري[/c]فمثلا يستغل بعض الآباء حق الولاية في زواج البكر واشتراط إذنه وموافقته حتى إذا كان الخاطب خاطب كفؤ، وترغب به الفتاة البكر ويؤدي هذا الاستغلال إلى عضل زواج الفتاة البكر، أو يمنعها من حقها في التعليم أو زواجها غصباً عنها أو يبالغ في مهرها جشعا في بعض المال أو مصادرة راتبها تعسفـا في استخدام الحق.ومن العنف ضد المرأة هو أن تحرم المرأة من نصيبها من ميراثها الشرعي وكم نرى في أروقة المحاكم المرأة وهي تطالب عبر القضاء بنصيبه من الإرث المحدد وفق الشرع والقانون، حتى أنّ البعض عند تقسيم التركة بين الورثة لا تذكر المرأة ولا نصيبها وكأنها ليست بشراً وليس لها الحق بالإرث الم يسمع أولئك قوله عز وجل :{للذكر مثل حظ الأنثيين}.. صدق الله العظيموأيضا هناك من الأزواج من يستغل حق القوامة على المرأة فيعمد إلى امتهان المرأة ويدوس على كرامتها ويسمعها ما يجرح كرامتها ونسيتها وعفتها وآدميتها ويشكك في كل محيطها وينظر اليها نظرة دونية لا يعلم أنها عليها واجبات ولها حقوق وعلاقتهما بحسب قوله سبحانه وتعالى :{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } صدق الله العظيم.وقوله تعالى :{وعاشروهن بالمعروف }.وقوله سبحانه وتعالى :{فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان } صدق الله العظيم.وهنا ومن الواضح لكي تنال المرأة كافة حقوقها وعلو دورها وشأنها العظيم لابد من العودة إلى مفاهيم ديننا الصحيح الذي أعطى للمرأة دورها الفعال والمميز في المجتمع، وكذلك لابد من حماية المرأة بسن القوانين التي تحفظ لها حقوقها وخصوصيتها ويقلل من العنف الموجه ضدها ويعزز دورها المؤمل منها في المجتمع.[c1]مازن محمد عبدالمجيد الحريري باحث بشؤون المرأة[/c]
|
ومجتمع
المرأة .. الواقع والعنف الموجه ضدها
أخبار متعلقة