رئيس الجمهورية لدى استقباله المشاركين في مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والشورى:
[c1]الديمقراطية في اليمن تبنيناها عن قناعة وليست مفروضة علينا من الخارج[/c] صنعاء / سبأ:استقبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس الثلاثاء المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني لرابطة دول مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي، حيث رحب بهم في اليمن .. متمنيا لمؤتمرهم النجاح والتوفيق.وأشار فخامة الأخ الرئيس إلى ما تحتله الديمقراطية اليوم في حياة الشعوب، وقال " إن الحزب الواحد يفرض رؤيته دون إتاحة الفرصة للآخرين لإبداء آرائهم ونحن والحمد لله أخذنا بالتعددية السياسية والحزبية منذ 17 عاماً ولا تراجع عنها ".وأضاف " حرية الرأي والصحافة موجودة ونحن أجرينا ثلاث دورات انتخابية برلمانية ودورتين للانتخابات الرئاسية والمحلية وكانت شفافة ورائعة وشهد لها العالم بالنزاهة ، ومع ذلك نحن ماضون الآن في العمل على بعض التعديلات الدستورية لإيجاد نظام الغرفتين من مجلسي النواب والشورى وأيضاً نعمل على تعديل دستوري يقضي بانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الإدارية بهدف الحد من المركزية الحادة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية بحيث يصبح المواطن شريكا أساسياً في صنع القرار من خلال وجوده في السلطة المحلية".وأوضح الأخ الرئيس أن السلطة المحلية في اليمن تتكون من حوالي 7 آلاف عضو قيادي من صناع الرأي أصبحوا مشاركين في عملية التنمية في الخدمات على سبيل المثال وفي كل شيء هم أصحاب القرار، وقال " أصبحت القضايا تنتقل من المركزية إلى اللامركزية وستتحقق بصورة اكبر عندما تجرى بعض التعديلات الدستورية لانتخاب المحافظين ومدراء الوحدات الإدارية بحيث تبقى مهمة الحكومة هي التخطيط والبرمجة والإشراف والمتابعة ولكي لا يتحول الوزراء إلى مدراء تنفيذيين ومدراء عموم،وتبقى مهمته التخطيط والإشراف والمتابعة، ويترك للمدراء التنفيذيين في المحافظات العمل وتحمل المسؤولية .وأضاف " المحافظ، والسلطة المحلية هم الذين يضعون موازنات المحافظة ويعرفون هموم المواطنين لقربهم من هذه الهموم وبدورهم يرفعون بتلك الهموم للحكومة المركزية التي تعتمدها فهناك بعض الموارد بدلاً من أن تجبى من قبل الحكومة المركزية تقوم بجبايتها المجالس وهذا يحقق نجاحات ايجابية لان المواطن هو المنتفع وهم من يحتاجون إلى بناء مدرسة أو مسجد أو إنشاء مشروع مياه أو مركز صحي لعلاج المرضى ، مما جعل أعضاء السلطة المحلية حريصين على تحصيل الإيرادات التي كانت مهملة ولم يكن باستطاعة الحكومة المركزية جبايتها".وتابع فخامة الأخ الرئيس قائلا " لقد أصبح هناك اليوم تنافس شديد في المحافظات على جباية العائدات التي خول لهم القانون جبايتها من اجل تنفيذ المشاريع وهناك موارد مركزية من اختصاص وحق الدولة المركزي مثل إيرادات النفط والمعادن والجمارك والضرائب والموانئ وهذه موارد سيادية تتبع الدولة المركزية لكن هناك موارد مثل بعض الضرائب وغيرها الكثير تتبع السلطة المحلية فأصبحت السلطة المحلية تتمتع بصلاحيات واسعة وتحقق نتائج باهرة.وقال فخامته : "مرة أخرى أقول إن الديمقراطية في اليمن لا يجوز القول إنها مفروضة علينا من الخارج ونحن نرفض أن تفرض علينا الديمقراطية من الخارج ولكننا تبنيناها عن قناعة، تبنينا الديمقراطية القائمة على التعددية السياسية وليس لدينا مخاوف منها كما كان الحال في الماضي، الخوف من الصحافة مثلا حيث كان ينزعج الناس من المقالات والصحافة ، أما الآن فقد تعود الناس على النقد في المقالات هناك جوانب ايجابية في صحف المعارضة وسلبية في بعضها وهي عبارة عن مكايدة لكننا نأخذ الجانب المهم، وهو الايجابي وهذا ينفس بدلا من أن يكون هناك شي مكتوم واحتقان بسبب غياب حرية التعبير".وقال " اليوم الوضع عندنا ممتاز والتنمية تسير بشكل جيد ولدينا هموم مثل مكافحة الفقر وكذا نتصدى مع الأسرة الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب الذي يعتبر آفة " ..وأوضح فخامة الأخ الرئيس بهذا الخصوص أنّه بحث هذا الموضوع خلال زياراته الخارجية وبالذات مع الولايات المتحدة الأمريكية في الزيارة الأخيرة .وقال " تحدثت معهم أن تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية والدول دائمة العضوية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الافرو أمريكي ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة العمل الإسلامي أن تتبنى المبادرة العربية التي اقرها القادة العرب في مؤتمر بيروت وأكدوا التمسك بها في قمة الرياض وهي التي ستعمل على إحلال السلام وإطفاء كثير من الحرائق المشتعلة في المنطقة نتيجة غياب العدالة الدولية".وتساءل الأخ الرئيس : لماذا التطرف كيف ينمو؟؟ ..وقال " إنهم يستقطبون الشباب ويغررون بهم بالقول انظروا إلى غياب العدالة الدولية وكيف تنفذ القرارات الدولية بمعايير مزدوجة ولا احد يعيركم اهتماما كعرب، أو كعالم ثالث".. وأضاف " لكن لو نفذت قرارات الشرعية الدولية بشكل جيد وقبلت إسرائيل بإقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية فإن كثيراً من الشباب المغرر بهم سيهدأون ..هذا ما نتبناه أمام الأسرة الدولية وطرحناه مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع الاتحاد الأوروبي . ".وأردف فخامته قائلا " ينبغي على الأسرة الدولية أن تتحرك في هذا الإطار وان يقبلوا بقيام الدولة الفلسطينية في إطار المبادرة العربية وهي الحد الأدنى أراضي 67م ، وإسرائيل تدعي أن أمنها مهدد وأنها غير آمنة .. فستأمن إذا قبلت بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".وأضاف " هذا ما أحببت أن اطلع الإخوة والأصدقاء المؤتمرين عليه وأكرر الترحيب بكم في العاصمة صنعاء وأتمنى لهذا اللقاء التوفيق والنجاح والمزيد من التشاور والتفاهم لما يخدم الأمن والسلم الدوليين وفي المنطقة بشكل خاص ونكون شركاء في المجال الديمقراطي وكذلك في مجالات أخرى ثقافية وسياسية واجتماعية".وتابع " علينا أن نكون شركاء فالعالم أصبح اليوم قرية واحدة من خلال القنوات الفضائية ولم نعد نجهل ما يجري في أمريكا مثلا أو في أمريكا اللاتينية أو في آسيا حيث أصبح العالم قرية بفضل وسائل الاتصال الحديثة" .وتحدث في اللقاء الأخ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي ، حيث عبر عن شكره للأخ الرئيس لإتاحة هذه الفرصة للقاء المشاركين في أعمال المؤتمر الثاني للرابطة.وقال " لقد انتهينا بالأمس من أعمال المجلس ووصلنا إلى قرارات ستنطلق بأعمال الرابطة منها جمع رجال المال والأعمال في دول الرابطة لكي يتعاونوا من اجل التبادل التجاري وفرص الاستثمار، بالإضافة إلى تشكيل لجنة دائمة للسلام في العالم العربي وأفريقيا إلى جانب القرارات التي تم اتخاذها لتعزيز التعاون والتنسيق على المستوى السياسي والتبادل الثقافي والشبابي وتبادل الزيارات بين دول الرابطة" ..مشيراً إلى أن كل هذه الأمور ستعزز من دور الرابطة باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي تربط بين أفريقيا والعالم العربي.وقال " نشكركم يا فخامة الرئيس مرة أخرى على رعايتكم وتشجيعكم للرابطة منذ بدايتها باستضافة مقر أمانتها العامة إضافة إلى الدعم الذي تناله منكم شخصياً" .كما تحدثت أدنا فيروفيه رئيسة مجلس الشيوخ بزيمبابوي، حيث عبرت عن شكرها باسم كافة المشاركين في المؤتمر لليمن على حسن الضيافة.وقالت " نشكركم لمشاطرتكم لنا عمل الحكومة والمسيرة التي اتبعتموها في العمل الديمقراطي ولاشك أنكم أطلعتمونا على مسيرتكم في المشاورة مع الدول الأخرى سواء الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة وهذا يؤكد أن الحكم الرشيد هو الذي يقوم على التشاور الصحيح .. وسنتعلم من هذه الدروس عندما نعود إلى دولنا وسنزيد من التشاور داخل مجالسنا ".وأضافت " وأود أن أضيف أمراً آخر وهو ما تكلمتم به عن تحرير دولتكم من الاستعمار وهذا يجعلنا نحن الدول الذين خضعنا للاستعمار نشعر بأن لدينا خلفية مشتركة والنصيحة التي قدمتموها حول تعزيز الديمقراطية والعمل التشاوري ينطبق على دولنا التي عانت من الاستعمار" .من جانبه أعرب الأخ عبدالرزاق أبو حارة النائب الأول لرئيس مجلس الأمة الجزائري عن شكره للأخ الرئيس وحكومة اليمن باسم المشاركين في المؤتمر، وقال" بهذه المناسبة نهنئ اليمن رئيساً وحكومة وشعباً على الانجازات الجبارة التي حققتها في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي".وأضاف" وأود أن أعبر عن إرادتنا المشتركة للعمل من اجل نجاح هذه الرابطة لتكون فعلاً جسرا للتواصل بين العالم العربي وأفريقيا وباعتقادنا أنها محور استراتيجي هام مستمد من إرادة شعوبنا ونحن مستعدون للعمل من أجل توطيد هذه الرابطة ونشكر اليمن على الدور الذي تقوم به من اجل تقوية هذه الرابطة" .كما ألقى الأخ نورالدين بوشكوج الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي كلمة قال فيها " إننا نتابع مسيرة اليمن على الصعيد الداخلي وفي الجوانب التنموية والديمقراطية وتابعنا الانتخابات الرئاسية وما سادها من شفافية وحرية وإعداد جيد واعترف الجميع لها بذلك.. كما إننا نقدر جهودكم من أجل الوحدة والاستقرار، فلقد حققتم الوحدة وناضلتم من اجل استقرار بلادكم .. كما أن دوركم مشهود في الدفاع عن القضايا القومية سواء في فلسطين أو العراق .. ونثمن جهودكم التي تقومون بها من اجل نصرة قضايا الأمة وآخرها ما قمتم به أثناء زيارتكم للولايات المتحدة الأمريكية ولقاؤكم مع الرئيس بوش كان مشرفاً ودافعتم بصراحتكم المعهودة عن الحق العربي .. كما أنكم تعملون من اجل العمل العربي المشترك ووحدة الأمة وإصلاح أحوال الأمة وكان لكم دور كبير خلال القمة العربية التي انعقدت في الرياض .. كما ان جهودكم ملموسة في تعزيز الجوانب الدستورية من خلال توجهاتكم نحو الثنائية التشريعية ونرحب بالدور الذي يقوم به مجلس الشورى اليمني على الصعيد الداخلي والخارجي .. متمنين لكم النجاح والتوفيق".حضر المقابلة الأخوان عبدالله حسين البشيري أمين عام رئاسة الجمهورية ومحمد الطيب عضو مجلس الشورى الأمين العام المساعد للرابطة.