سمعت الحوار الذي دار في قناة الجزيرة مع الشيخ عبدالمجيد الزنداني .. وقرأت ما كتبته (الهام مانع) في العدد 13684 من صحيفة (14 أكتوبر) حول ذلك الحوار!.. وإذا كان للأستاذ القدير احمد محمد الحبيشي ذاكرة قوية (وانا أجزم بأنه على مستوى يؤهله للاستذكار) فقد كتبت ذات يوم في صحيفة 22 مايو عندما كان رئيس تحريرها الاخ الحبيشي .. في ذلك الوقت الذي كانت هناك مساحة من الحرية الصحفية عندما كنت اتناول بعض القضايا الهامة والحساسة تحت مظلة الأجواء الديمقراطية والحرية الصحفية .. وتناولت حينها في العمود الثابت الاسبوعي تحت عنوان (نفض الغبار ) ثم تغير الى (انطباعات في ثلاث دوائر) ففي واحدة من تلك الدوائر تناولت قضية القرار الامريكي في بدايته القاضي بتسليم الشيخ عبدالمجيد الزنداني لوجود اسمه ضمن قائمة المطلوبين ؟!.. وحينها (توسل) الشيخ الزنداني من فخامة الاخ رئيس الجمهورية (حفظه الله) ان يطالب الادارة الامريكية بشطب اسمه من قائمة المطلوبين لديها.. هنا صدمت .. وأخذتني الحيرة لابعد مدى .. صدمني هذا الموقف المتراجع والمتخاذل للمناضل والمجاهد الكبير الذي اشعل وشغل الدنيا واليمن بالذات للجهاد في مواجهة الامريكان ، ثم فجأة يتوسل ويتودد ويطالب العفو والمغفرة!!.. الله .. الله .. لماذا هذا التهاوي وهو الذي فتح الفلل والبيوت للشباب القصر الذين كانوا يفرون الى حضنه واحضان اصحابه من جور الظروف المعيشية القاسية من المحافظات اليمنية والمحافظات الجنوبية بالذات اثناء الحكم الشمولي فيه ؟!.. ثم الا يذكر شيخنا الجليل ومن كان ينظم هذا العمل الذي يتم تسليم هؤلاء الشباب لمحرقة الجهاد حسب تفكيره وبالرأس.. يعني كل رأس له ثمن (اشي ابو الفين دولار .. واشي ابو ثلاثة آلاف دولار .. واشي ابو خمسة..؟!) وكل رأس بثمنه !! فأين مصير هؤلاء الشباب .. وماذا جنت الأمهات والآباء والمنازل التي كثر فيها النواح والبكاء على من راح ولم يعد!.. واليوم نرى شيخنا الجليل يتحدث للقناة الفضائية بكل تودد وتكيف ولطف لم نعهده منه ؟!.. لقد كان المحاور سامي كليب مترفقاً بالشيخ .. فعلاً سايره بطريقة جعلته يقدم تلك الصورة المستحدثة لرجل الجهاد الذي كان (اكرر كان ) لا يشق له غبار؟!.. فلماذا لم يطرح المحاور سامي كليب الاسئلة التي تهم الناس الذين كانوا يؤمنون بافكاره وقدموا الاموال والارواح في سبيل تحقيق اهدافه من خلال نجاح افكاره ؟!.. لماذا لم يطرح المحاور سؤالاً صريحاً حول تنحي الشيخ الجليل عن رئاسة شورى الاصلاح .. فهل لم يعد حزب الاصلاح بحاجة لمشورة مفكره ومعلمه ومرشده الأول؟!.. أم ان هناك صفقة من تحت الطاولة تضاف هي الاخرى للسجل الذي فتح لتسجيل (حسن سيرة وسلوك للشيخ) ؟!.. ولانني في هذا الموقف الذي يزيدني فيه شيخنا الجليل بكم وهم كبير وحيرة لا حدود لها لتلون وتغير وتقلب مزاج رجل قال ذات زمن ان الطريق الوحيد لخلاص العالم هو الجهاد للقضاء على امريكا (الشيطان الاكبر) لكن الغريبة انه فتح دار الايمان وكليته للامريكان لكي يتأكدوا ان هذه الكلية بعيدة عن الاتهام الاكبر بانها تعلم اساليب وطرق الإرهاب .. انا في حيرة من هذا الأمر .. كيف فتحت ابواب هذه الكلية لاستقبال الامريكان وهي الموصدة باحكام امام ابناء اليمن الا (ما عدى) من يتم اختيارهم لدخولها؟!.. ولا أريد استعراض الحديث عن اناس كانوا ذات يوم معه وفي شراكة في سلطة اليمن بعد الوحدة .. فقد كانت همزات ولمزات وغمزاته عند ذكر غلي سالم البيض الذي كان يستدرجه (قبل الحرب اللعينة عام 1994م) الى عدن في حيلة واحتيال ليكون مع البيض وسالم صالح العنصر الثالث من عناصر مجلس الرئاسة الخمسة فتكون الكفة الارجح للاتجاه نحو الانفصال!.. فمن شاهد شيخنا وركز على ملامح وجهه وهو يتحدث حول هذه المسألة تنتابه الحيرة.. وتقفز به هذه الحيرة الى السؤال الهام .. لماذا اختارك أنت بالذات يا شيخ عبدالمجيد الانفصالي الأول علي سالم البيض لتأتيه الى عدن وتشارك في الانفصالية؟! .. ثم ان الغمز والضحكات التي كان يغلف بها هذه القصة لتوحي للمستمع ان (البيض) كان على علاقة ودية وحميمة مع الشيخ عبدالمجيد الذي نقله المذيع والمحاور سامي كليب الى قضية حملاته للمعسكرات وتغذيته بالروح الانتقامية ضد جزء هام وغالٍ من الوطن وشعب مسالم فيه ؟! .. اما قصة حيدر ابوبكر العطاس الذي كان يحارب هو والحزب الاشتراكي كاستات (الزنداني) قبل الوحدة وتحوله مع الحزب الاشتراكي الى قراء و(سمّيعين) لكاستات الشيخ فهذا أمر لا لي عليه تعليق لاني في عدن وفي صنعاء وفي كل محافظات اليمن لم اسمع بهذا العداء لافكارك ولا سمعت بالتهافت الذي تلقاه كاستاتك .. فان مر احد المهتمين بالقراءة والاستماع فانني أؤكد ان هذه المسألة هي عابرة وكأي أمر عابر يمر فيه المرء في حياته اليومية .. ولن استدل بالرجال الذين غادروا السلطة في اليمن وغادروا البلاد.. ولكن ساستدل بالشباب النير والمخلص للوطن والشعب فيه من أبناء اليمن ومن حزب الاصلاح عندما سلمت اثنين من هؤلاء الشباب نسخة من جريدة روز اليوسف وطلبت منهم تسليمها لك لكي تطلع على ما كتبه الصحفي البارز والرجل القومي والوطني عادل حموده الذي فضح المخطط الامريكي الاسرائيلي حول هدم بيت المقدس.. وقصة البقرة الحمراء التي جاءت في التوراة والتي ستذبح بواسطة شخص (.......) ومن رفاتها سيتم تطهير (لا حول ولا قوة الا بالله) بيت المقدس بعد هدمه .. والمخطط الذي كشفه هذا الصحفي المكافح قد دفع ثمن موقفه المحاكمات والملاحقات وحرمانه من الكتابة في صحيفته البارزة (روز اليوسف) .. فهل تنازل هذا الصحفي عن موقفه وطلب العفو والمغفرة من الإدارة الامريكية ومن اسرائيل لموقفه الشجاع بكشف هذا المخطط الاجرامي الكبير .. لا اريد الدخول في التفاصيل فردك ياشيخنا على هذا الموضوع لم تعط هذا الامر حقه .. والكاست ما زال معي .. فلم تأت بجديد سوى ذكرك لنهر الاردن وهضبة (الهار مجدون) التي ستشهد المعركة الكبرى بين المؤمنين والمشركين .. وقلت (وجزاك الله خيراً في هذه النقطة الهامة ) ان سيدنا وشفيعنا وحبيبنا ليوم القيامة محمد (صلى اله عليه وسلم) قد ذكر الاردن .. والاردن حينها لم يكن قد عرف .. وأنت على حق عندما قلت انه كلام رسول الله .. هذا صحيح ولك فيها تقديرنا العميق .. لكن ليس صحيحاً ان هناك من لا يقرأ ولا يسمع ما تقوله .. فنحن لازلنا نسمعك .. لكننا في اللقاء الأخير اللقاء التلفزيوني .. ليتنا ما سمعناك .. وتحياتي لابنتي العزيزة (الهام مانع) .. ولي لقاء اذا سمحت لي هذه الصحيفة .. لان هناك اشياء جديدة ستقال ان امكن ؟!
|
آراء حرة
لا ياشيييخ !!!
أخبار متعلقة