اوش /قرغيزستان /14 أكتوبر/رويترز : أتم المسئولون في قرغيزستان يوم أمس السبت التحضيرات النهائية لإجراء استفتاء على تعديل الدستور في ظل أجواء من الخوف بعد أسوأ أعمال عنف عرقي تشهدها البلاد في تاريخها الحديث.ورفضت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونباييفا التي تولت السلطة في ابريل نيسان بعد احتجاجات في الشوارع أطاحت بالرئيس كرمان بك باقييف دعوات لتأجيل الاستفتاء بعد أعمال العنف التي وقعت هذا الشهر بين القرغيز والاوزبك.وقتل 275 شخصا على الاقل مع احتمال مقتل مئات اخرين بينما نزح مئات الآلاف. وتحولت أجزاء من جنوب البلاد المضطرب الى أطلال.وتقول اوتونباييفا إنه لا بد من اجراء الاستفتاء لايجاد نظام جديد للحكومة يخول مزيدا من الصلاحيات لبرلمان ديمقراطي وهو تغيير كبير في منطقة آسيا الوسطى التي يهيمن على بلدانها رؤساء أصحاب نفوذ واسع من الحقبة السوفيتية السابقة.وفي مدرسة أوزبكية محترقة في مدينة اوش بجنوب البلاد تهاوى السقف وغطت الارضية طبقة كثيفة من بقايا زجاج النوافذ المهشم والكتب الدراسية المحترقة. وتم تحويل مبنى صغير مجاور يضم ورش التلاميذ الى مركز اقتراع.وجرى تعليق علم قرغيزستان على حائط ونقل صندوق اقتراع الى المركز في حراسة ثلاثة جنود يحملون بنادق كلاشنيكوف.وأضافت جولنارا وهي موظفة محلية تشارك في تنظيم الاستفتاء «هذا المبنى أقل تضررا لذا قررنا اجراء التصويت هنا. أنا واثقة من أن الناس سيأتون ويصوتون هنا. كلنا هنا من الاوزبك لذا المجيء آمن».وعلى مشارف وسط المدينة تقع مدرسة قرغيزية للصفوة ترجع للحقبة السوفيتية لم يلحق بها ضرر رغم الاشتباكات العنيفة التي استمرت لايام وتشهد أيضا تحضيرات للاستفتاء حيث تقوم مجموعة من مسؤولي الانتخابات القرغيزيين بالتحقق من صناديق الاقتراع في قاعة تدريس علم الجبر.وأضافت اينورا اشماتوفا مديرة مركز الاقتراع «في الوقت الراهن ثمة انعدام للقانون وفوضى في اوش. ينبغي لنا انهاء كل ذلك ولهذا نحتاج كلنا الى هذا الاستفتاء». وتابعت قائلة «فيما يخص أبناء العرق الاوزبكي الخيار يعود اليهم في أن يصوتوا. لا أحد يستطيع اجبارهم على التصويت».وفي مقبرة على مشارف اوش يحفر الجنود لاستخراج جثث ضحايا أعمال العنف ما يثير غضب السكان الذين يريدون اجراء تحقيق واف قبل نبش القبور.وأضاف رجل طلب عدم ذكر اسمه «جاء الجنود واستخرجوهم ونقلوهم.. هؤلاء الذين لم يتم التعرف عليهم» ، وتابع قائلا «قومنا لم يرغبوا في أن يحدث ذلك مالم تكن هناك لجنة رسمية».وأضاف أن الذين دفنوا هناك من الاوزبك فقط وأن بعض الجثث ليست سوى أكوام من العظام المتفحمة.ووضعت زهور على صفوف من القبور التي تم نبشها وملأت الاجواء رائحة الجثث المتحللة. وقال مراقب أجنبي طلب عدم كشف هويته انه شاهد خمس جثث على الاقل يجري استخراجها من الموقع.وقال النائب الاول لوزير الداخلية بكتيبك عليمبيكوف أمام مؤتمر صحافي ان استخراج الجثث بدأ يوم السبت للتعرف على هويات القتلى وتكوين تصور أكثر واقعية لعدد القتلى.وتابع قائلا «هذا في مصلحة هؤلاء الضحايا (أن يجري تحديد هوياتهم) لذا لا أظن أن ذلك سيثير أي استياء».وأضافت اوتونباييفا إن الحصيلة الفعلية للقتلى جراء أعمال العنف العرقي قد تصل الى ألفي قتيل. وتركزت الاشتباكات في محيط اوش العاصمة غير الرسمية لجنوب البلاد وهي مدينة تاريخية اشتهرت ببساتين المشمش والكرز وتطوقها جبال تيان شان.وقالت مصادر حكومية لرويترز إن من المتوقع أن تتوجه اوتونباييفا الى اوش للتصويت هناك لانها من تلك المنطقة. ومازالت رئيسة الحكومة الانتقالية غير معروفة على نطاق واسع في المدينة وسيطرتها على جنوب البلاد المضطرب ضعيفة.
أخبار متعلقة