إلى مفجري صراعات القبائل والفصائل والعقائد
لايزال المواطن في عدن يعيش حالاً من الذهول جراء وضعه غير المبرر، وغير المفهوم في أحجية الصراع (القبلي، الحزبي، العقائدي، التدميري، اليميني، اليساري، المتطرف) مع أن (عدن ) تخلو نفوس أهلها من كل هذه النعوت، وينابيعها السامة، الغريبة أصلاً عن ديننا، وشريعتنا السمحة، وعن عاداتنا وتقاليدنا اليمنية الأصيلة.وانظروا بعد ذلك إن شئتم إلى قائمة دوائر العنف، وحوادث التدمير، والتخريب، وهدر الطاقات والإمكانات والدماء، وإزهاق الأرواح البريئة، ستجدون دون شك أن هذه المحافظة (المدينة) قد استعملت رغماً عن أهلها وحقهم في الحياة والعيش بسلام كمسرح للصراع الدامي والدمار، والنسف، والخسف بين قبائل التخلف من كل حدب وصوب، وبين أدعياء المذاهب، والعقائد الغريبة عن شعبنا، وكل يدعي المحبة والإخلاص، ولا يأتي منه سوى الخراب بكل معانيه.هذا الواقع المر جعل الناس مذهولين، فما أن ينتهوا من مصيبة، حتى يدخلوا كارثة، وما أن يصحوا من دمار حتى يقعوا في كارثة، وما أن تنتعش الآمال حتى تحلق سحب اليأس والإحباط.فلماذا لا تنسى القبائل والمتخاصمون هذه المدينة من قائمة وسائل الخسف والنسف؟، ولماذا لا يتركون هذه المحافظة وأناسها يعملون ويعمرون محافظتهم في ظلال دولة يحترم الناس فيها النظام والقانون؟ لماذا لا يتركون عدن وأناسها، لتبقى هذه المدينة أما لليتامى والمساكين، وملجأ للفقراء والطيبين، وصناع الخير، وزارعي الابتسامات، والآمال.أليس من حق هذه المدينة أن تعيش بأمان؟، لماذا لا ينأى بها المتصارعون عن صراعهم مثلما يفعلون مع محافظاتهم؟ ولماذا ينقلون صراعاتهم القبلية من الجبال والوهاد والصحارى، ويفجرونها هنا في عدن؟ فمن معركة إلى تفجيرات.. من اقتتال إلى تفجير الفنادق، إلى تفجير كول .. إلى..إلى.. أليس من حق عدن وأهلها أن يرتاحوا من هذا الشر الذي لا شأن لها به؟إننا نأمل أن يعي الجميع مدى الظلم الذي يصيب هذه المحافظة بسبب صراعاتهم في هذه المحافظة أو تلك.. وأن يدركوا أن هذه الحال لا تضر هذه المحافظة فحسب بل وتضر البلاد كلها.. شرقها وغربها.. جنوبها وشمالها.. جميعاً ومن دون استثناء.