بكين / 14 أكتوبر / رويترز:ضغطت الصين أمس الخميس على الولايات المتحدة لتسليمها أكثر من 17 صينياً مسلمًا معتقلين في السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو بكوبا قائلة إنها تشتبه بأنهم “إرهابيون” يجب أن يواجهوا “عقوبة القانون.” والمعتقلون الصينيون السبعة عشر محتجزون في السجن العسكري في جزء تديره الولايات المتحدة في كوبا منذ إلقاء القبض عليهم خلال غزو أفغانستان الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001. وهم في الوقت الحالي مركز صراع عنيف تشارك فيه ثلاثة أطراف هي إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش والمحاكم الأمريكية وبكين. ولطالما قالت بكين إن المعتقلين السبعة عشر وغيرهم من طائفة اليوغور الذين أطلق سراحهم في وقت سابق من سجن جوانتانامو يجب أن يعودوا إلى الصين حيث يتهمون بارتكاب جرائم أمنية. وكرر تشين جانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هذا المطلب وذكر أن الرجال أعضاء في جماعة مدرجة على قائمة الأمم المتحدة للجماعات المتهمة بالإرهاب. وقال تشين في مؤتمر صحفي مقتضب “عبرنا عن موقفنا ومطالبنا القانونية للجانب الأمريكي عبر قنوات مختلفة. نأمل أن تأخذ الولايات المتحدة الأمر على محمل الجد وأن تعيد إلى الصين هؤلاء السبعة عشر المشتبه بهم في قضايا إرهاب في أسرع وقت ممكن.” وقالت واشنطن إنها لا يمكن أن تعيدهم إلى الصين لأنهم سيتعرضون هناك إلى الاضطهاد. وأوقفت محكمة استئناف اتحادية أمريكية يوم الأربعاء الماضي بصفة مؤقتة الإفراج عنهم تلبية لطلب من إدارة بوش لوقف تنفيذ أمر أصدره قاض اتحادي للإفراج عن الأشخاص السبعة عشر الذين ينتمون لطائفة اليوغور العرقية وإرسالهم إلى الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الحالي. وفي توبيخ لإدارة بوش قضى قاضي المحكمة الجزئية ريكاردو اوربينا يوم الثلاثاء الماضي بأنه لا يوجد دليل على أن هؤلاء المعتقلين المحتجزين في جوانتانامو منذ سبع سنوات تقريبا هم “مقاتلون أعداء” أو يمثلون خطرًا أمنيًا. لكن محكمة اتحادية مكونة من ثلاثة قضاة وافقت على وقف تنفيذ الحكم فقط لإعطاء محكمة الاستئناف فسحة من الوقت لدراسة النزاع. وعلى الرغم من أن الجيش الأمريكي لم يعد يعتبر اليوغور “ مقاتلين أعداء” إلا أنهم بقوا في جوانتانامو لعدم استطاعة الولايات المتحدة العثور على دولة مستعدة لقبولهم. وفي عام 2006 سمحت الولايات المتحدة لخمسة من الصينيين المسلمين أطلق سراحهم من جوانتانامو بالذهاب إلى ألبانيا. ونفى تشين إمكانية تعرض السبعة عشر رجلاً للتعذيب إذا ما أعيدوا إلى الصين. وقال “المشتبه بهم السبعة عشر أعضاء في حركة تركستان الشرقية الإسلامية” مضيفاً أن الأمم المتحدة تصنف هذه الحركة على أنها تمثل تهديدا إرهابيا. وقال “لذا يجب أن تنفذ عقوبة القانون في هؤلاء الأشخاص بطبيعة الحال. نتمنى أيضا أن تحترم الولايات المتحدة ميثاق الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن ذي الصلة.” ويعرب كثير من اليوغور عن استيائهم من الهيمنة الصينية وتوسع وجود عرق الهان الصيني في سنكيانج وهو إقليم غني بالطاقة والمعادن. ويمثل اليوغور حاليًا أقل بقليل من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم 20 مليوناً. ويسعى بعض اليوغور إلى إقامة دولة مستقلة باسم تركستان الشرقية وتقول الصين إن متشددين أقاموا صلات بالقاعدة وبحزب التحرير وغيرهما من الجماعات الإسلامية. وكان المعتقلون اليوغور السبعة عشر يعيشون في معسكر في أفغانستان أثناء حملة القصف التي قادتها الولايات المتحدة على البلاد والتي بدأت في أكتوبر تشرين الأول 2001 . وفروا إلى الجبال واحتجزتهم السلطات الباكستانية ثم سلمتهم للولايات المتحدة.