جيش المهدي يعلن هدنة بمدينة العمارة لإفساح المجال للمفاوضات
بغداد/ وكالات:قال وزير عراقي أوفده رئيس الوزراء نوري المالكي في مهمة لتهدئة المعارك المندلعة بين ميليشيا شيعية والشرطة في مدينة العمارة العراقية الجنوبية أمس الجمعة إن التقارير التي أفادت بأن ميليشيا جيش المهدي تسيطر تماما على الوضع مبالغ فيها.وقال شروان الوائيلي وزير شؤون الامن الوطني من العمارة ان هذه التقارير ليست صحيحة وان ما يحدث هناك خطير.وقال مصدر أمني في العمارة ان الاشتباكات بين الميليشيات الشيعية وقوات الامن العراقية التي أثارتها خلافات عشائرية أسفرت عن مقتل 15 شخصا واصابة 91 منذ يوم الخميس.في غضون ذلك تزايدت حدة التوتر في مدينة العمارة جنوبي العراق حيث قالت القوات البريطانية إنها مستعدة لدخول المدينة لمؤازرة القوات العراقية في مواجهة مليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.وكان مكتب الشهيد الصدر في مدينة العمارة قد أعلن أمس هدنة قصيرة الأجل لإفساح المجال للمفاوضات بعد استيلاء عناصره على ثلاثة مراكز للشرطة وإضرام النار فيها في الاشتباكات التي اندلعت لليوم الثاني في المدينة.وتقول مصادر طبية إن الاشتباكات خلفت 18 قتيلا، بينهم عشرة من المسلحين، و97 جريحا بينهم عناصر من الشرطة ومدنيون.وقال الصحفي حيدر العلاق إنه خلال اشتباكات أمس أقامت المليشيات نقاط تفتيش وأحكمت قبضتها على المدينة بعدما طلبت من الشرطة مغادرتها باستثناء مقر قيادة الشرطة الذي تمت محاصرته.وأمام تدهور الوضع بالمدينة أوفد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عضوا بالحكومة للوقوف على حقيقة الوضع وتهدئة التوتر. وحسب مصدر في مكتب الشهيد الصدر في المدينة فإن الاشتباكات اندلعت أمس الاول (الخميس) على خلفية اعتقال آمر جيش المهدي في العمارة من قبل عناصر استخبارات الشرطة الذين اتهموه بالضلوع في اغتيال مديرهم قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة مع أربعة من مرافقيه. في سياق اخر اشتد التوتر في مدينة بلد شمال بغداد أمس على خليفة أعمال قتل وعنف طائفية شهدتها في الأيام الأخيرة وآخرها مساء أمس الاول. فقد قتل تسعة أشخاص وجرح 12 آخرون يعتقد أنهم من الشيعة عندما سقطت قذائف هاون على حي سكني وقت الإفطار. وقالت الشرطة العراقية إن مسلحين يرتدون ملابس سوداء اتصفت بها المليشيات الشيعية هاجموا عقب ذلك قريتين يقطنهما السنة، دون ورود تقارير عن حجم الضحايا. وأشارت المصادر إلى أن هؤلاء المسلحين سيطروا على مركز للشرطة بين بلد والضلوعية.وقد اتخذت السلطات المحلية في محافظة صلاح الدين -التي تضم بلد- سلسلة من الإجراءات لنزع فتيل التوتر الطائفي دون أن تفلح حتى الآن في كبحها.يشار إلى أن موجة العنف الطائفية الأخيرة بدأت حين تم خطف 19 شيعيا الجمعة الماضية في الضلوعية قرب بلد، فيما قتل 38 سنيا في عملية انتقامية السبت. وقد فرض حظر على حركة السيارات لمدة 48 ساعة السبت والأحد لتمكين قوى الأمن من السيطرة على بلد ومنع المجموعات المسلحة من دخول المدينة. وفي تطورات أخرى قالت مصادر فلسطينية وعراقية إن خمسة فلسطينيين قتلوا وأصيب ثمانية بجروح في هجوم بقذائف الهاون تعرض له التجمع السكني الفلسطيني في حي البلديات جنوبي شرقي بغداد.وأضافت المصادر أن هذا الهجوم يأتي عقب تهديدات تطالب الفلسطينيين في هذا الحي بمغادرة الأراضي العراقية. كما قتل عراقي واعتقل اثنان آخران في غارة شنتها القوات الأميركية على مسجد في حي الرسالة جنوبي بغداد.وقد أعلن الجيش الأميركي في العراق أمس مقتل أحد مشاة البحرية (المارينز) بمعركة في محافظة الأنبار غربي البلاد. لترتفع بذلك خسائره منذ بداية أكتوبر الحالي إلى 74 قتيلا.