دفقة من حياض العطر
ماذا أصابك يا أخت الهوى عدن [c1] *** [/c] وأنت فاتنة غنى لها الزمنماذا أصابك لا أنس ولا سمر [c1] *** [/c] ولا محاسن تغرينا ولافتنولا مراشف نعمانا إذا ظمئت [c1] *** [/c] نفوسنا جاد منها العارض الهتنلاشيء غير سراب كلما شهقت [c1] *** [/c] له العيون تولى أمره الظعنأواه يا جنة الدنيا وزينتها [c1] *** [/c] أأنت أنت؟ أهذا وجهك الحسنكلا ولا هذه حتى مرابعنا [c1] *** [/c] ماهذه غير أطماع الذين جنواويستمر الشاعر يصور التدهور الذي حل بعدن بعد أن كانت (جنة الدنيا وزينتها) ولعله يقصد الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي.وكيف أن ما جاء بعد ذلك ليس سوى سراب وقبض ريح:فليس إلا شقي فيك مفتقر [c1] *** [/c] وليس إلا كريم الأصل ممتهنإلى أن يقول:اليوم نبني اتحاد الفخر ليس لنا [c1] *** [/c] سواه نهج تدنت دونه الفتنهكذا يخاطب الشاعر رعد علي أمان مدينته الخالدة عدن في قصيدته المعنونة (زفرة) في ديوانه الثاني الجديد (دفقة من حياض العطر) الذي صدر مؤخراً هذا العام عن دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في إخراج أنيق كسائر كتب تلك الدائرة.وكانت الدائرة قد أصدرت ديوانه الأول من أغوار الأمس وكتبت يومها عرضاً للديوان بعنوان (رعد أمان يعاند الزمان) لأنه افتتح الديوان بقصيدة (عاند زمانك) قائلاً:عاند زمانك واتبع رسم من بانوا [c1] *** [/c] فليس شعرا سوى شعر الأولى كانواوكان كل الشعر في ذلك الديوان بالشكل العمودي البيتي ويومها تساءلت عما إذا كان الشاعر سيكتب قصائد التفعيلة في دواوينه المقبلة، وقارنته بجده الشاعر الكبير لطفي جعفر أمان الذي كان من أوائل من نشروا شعر التفعيلة في العالم العربي، وليس اليمن فقط، فقد كان هناك مثالان لشعر التفعيلة في ديوانه الأول (بقايا نغم) المنشور عام 1948م.وفي الواقع ينشر رعد أمان ثلاث قصائد تفعيلية في ديوانه الجديد الذي يحوي 41 قصيدة.يقول في قصيدة (استشراف) وهي قصيدة تفعيلية كتبها بعدن عام 1994 ـ أي قبل ديوانه الأول بأكثر من عقد ـ يقول انه يطمح إلى الشعر الجديد:من ذا الذي في النور يسبح؟!يا له قلباً رطيب الحسنادي الكاسخمرياإذا غنىوترنحأفتدريمن ترى ذاك الذي يستشرف الآنجديد الشعر مفتوناإلى عاليه يطمح؟ذاك قلبيرعد أمان في ديوانه الجديد يستمر شاعراً رومانسياً بشكل عام .. يستعمل لغة ومفردات الرومانسيين التي تعودنا عليها قبل الحرب العالمية الثانية .. يهتم بأناقة شخص مثالي في القيم التي يتحدث عنها .. فخور بماضي أمته والحضارة الإسلامية العربية التي يوما تقود الدنيا:شعبي ومن مثل شعبي في عروبته [c1] *** [/c] اقولها اليوم مزهوا بملء فميمن مثل شعبي سما بالعلم ينشره [c1] *** [/c] ويودع النور في الجال والظلميمضي ودستوره القرآن يحمله [c1] *** [/c] مشكاة حق وبرء في حشاء النسمإلى شعوب جثت في وحل جهلتها [c1] *** [/c] تحيا على نتن الأدران كالبهموهدي حب إله الكون قدوتنا [c1] *** [/c] وباعث النور في عرب وفي عجممحمد المصطفى الهادي معلمنا [c1] *** [/c] صلوا على سيد الأنام كلهموفي قصيدة بعنوان (حضن أمي) يقول:حضناً يضيق الكون في رحبههو حضن أمي حين أسكنهرأسي أحس كأنني أرتقيوفي الديوان قصيدتان طويلتان نشرتا في قسم سماه الشاعر (لقاء لم يتم).أما اللقاء الأول فمع الشاعر صالح جودت حيث يتحاور خيال الشاعر (رعد أمان) مع طيف الشاعر صالح جودت ويكون الحوار كله عن الشعر الأصيل ويتغنى، طيف صالح جودت بصاحبه الشاب والمذهب الرومانسي والشعر الخليلي وينعى الشاعران الشعر:الخيال: شيء كما اللاشيء من عدمماذا يسمى خانني خبريالطيف: سموه بالحر الجديد ألا يا رحمتا للشاعر الحرولكنهما لايفقدان الأمل بعد حوار دام 20 صفحة:الخيال: وهل يعيش الشعر بعدهمُ؟الطيف: كما يعش الدين بعد النبي!وفي اللقاء الآخر ـ الذي لم يتم ـ يلتقي خيال الشاعر الطيف بدر شاكر السياب في لقاء يستمر 16 صفحة معظمه بالشعر العمودي، ولكن، هناك جزء منه بالتفعيلة يستفيد فيه رعد من قصيدة (أنشودة المطر) السياب ليتحدث رعد عن مأساة العراق الحالية بعد الاحتلال ولكن بشكل محارب:الطيف: ما مر عام العراق ليس فيه جوعوكل عام حين يعشب الثرى نجوعالخيال: سيمر يا (بدر) النهاروغداً ستطعم هذه الأرض الصغارالغارقين اليوم في بحر الدموعالعاصبين البطن من أوجاع جوعالقسم الآخر من الديوان بعنوان (شارقيات) ويحوي 7 قصائد يتغنى فيها بالشارقة وحاكمها المثقف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.ويقول في قصيدة (سليل العلا) التي يهنئ فيها الشيخ الجليل بحصوله على جائزة (حمدان بن راشد آل مكتوم) للأداء التعليمي المتميز، شخصية العام المتميزة:مثقف حاكم في العرب محتده [c1] *** [/c] زاكٍ كريم خلالٍ خير من حكماهاد إلى غدنا الأسنى بحكمته [c1] *** [/c] غراء زان بها الأعراب والعجماتخال منها مضيئات حلومهم [c1] *** [/c] تحيا وتحمد هذا القدوة العمماهذي فلسطين رواها بصيبه [c1] *** [/c] بين الجوانح منه حبها التحماويشهد الله والدنيا بأجمعها [c1] *** [/c] سلطان أيقظ في أجيالنا الذمماويشهد الخلق في أحضان شارقة فاضت بنور الهدى واستمطرت نعماتحية لهذا الشيخ القدوة . وتحية للشاعررعد أمان وإلى دواوين مقبلة متطورة.