منــاداة الأحبـة ... بالعــودة !
[c1]* أنتظرت يوماً كاملاً قبل أن أدفنها على أمل زيارتها الزيارة الأخيرة[/c]صنعاء / استطلاع : ذكرى النقيبكنت قد فقدت ذلك كله .. الريح والليل وحكايات امي اليومية التي كانت تقصها لنا في المساء بعد ان نكمل حل الواجبات اليومية .. ومعها مقولة احدى الزميلات التي كانت يتيمة الام الدموع سكر حياتي ،لان حياة بدون ام مسيرتها الدموع وحكايتها الآلام والاهات ومستقبلها الخوف والانهيار كانت كلمات كبيرة كلما تذكرتها او قرأتها ذرفت الدموع بدون تمهل الى ان تلقيت اتصالاً هاتفياً من الزميل عبدالله بخاش طالبا مني اعداد هذه الماده فعندما ذكر العنوان طلبت منه ان يعيده مرة اخرى احسست باحساس غريب إحساس مائة عام من التقصير بحق الامومة وكيف لم اعطيها حقها من الاهتمام والمتابعة والكتابة اعرف ان معظم كتاباتي عن المرأة اليمنية التي هي الأم بالدرجة الاولى .. لكن اهتماماتي السابقة كلها تنموية وليست بحق مشاعرهذه العظيمة..!كيف لاتكون عظيمة وهي صانعة اجيال.. نهضت على دروبها ومشقتها امم عظيمة وانجازات مجيدة.14 اكتوبر تحتفي بهذه العظيمة وتفرد لها هذا الاستطلاع الذي نتمنى ان ينتبه له من قصر بحق أغلى الحبايب..[c1]تجاعيد الزمن[/c]تقرأ في ذلك الوجه حكايات كثيرة فكل شيء يهمس سكون مهيب يلفه وابتسامه ميته تبعثها بين الوقت والاخر سألتها عن قصتها لاسمع المزيد فوق ما سجلته من تعابير ذلك الوجه وبساطة التعامل انها ام لسته ابناء 4 ذكور و2 اناث الكل تزوجوا واستقلوا في منازلهم بعد ان توزعوا على ثلاث محافظات لا أحد يسأل عنها الا في الأعياد وليس الكل ،احدى البنات تزورها وتجلس ساعة او ساعتين بالكثير اذا ذكرت تذكر بسلام عابر مع احدهم او خمسمائة ريال تبعث لها من احدهم بين الحين والآخر، تعتمد في معيشتها على ايجار احد المحلات الذي كان ملكاً لزوجها وليس هذا همها ،لكن ما تريده السؤال والعيش معهم في اخر ايامها والتمتع باطفالهم كما ذكرت .. الكل يعلل تقصيره بانه مشغول ،تقول مشغولين بالدنيا ومتجاهلين الاخره وسؤال ارحم الراحمين عن حق من ارضعت وحملت وربت وخافت .. بكت بكاء مناداة الأحبة بالعودة الى الحظن الاول الذي احتظن ايامهم الاولى وصبر وكابد الى ان وصلوا الى ماصلوا اليه تمنت ان تصل بحديثها اليهم فهي مشتاقة لاحدههم والذي يتواجد في محافظة تعز وهي لم تراه ولم ترى اولاده منذ سبع سنوات انها ام عبدالرزاق محمد اسحاق..[c1]دفنت دون ان تراهم[/c]يقرأ القرآن ،يذهب الى الجامع لاداء فرائضه الخمس ،يتجول في ارجاء القرية كل يوم في الصباح يأكل من صدقة جيرانه بعدما تركه ابناؤه الذكور ورحلوا بدون سؤال واخذوا وباعوا كل مايملك ليعشوا في المدن دون ان يذكروه ولو بالسؤال وكأنه قد مات لان احد يريده (فهو شيبه هرم) يتمتم بهذه الكلمة ويبكي بحرقة مضيفاً ليس من السهل ان نربي ليكون هذا هو الجزاء تجرعت الامرين لاكافح واعلم واربي ضربت من قبل الانجليز واعوانهم في عدن واضهدت من قبل زمره الامام في قريتي جوعت ايام وايام ولم يهدأ بالي الا بعدما رايت ابنائي حاملين اعلى الشهادات الجامعية وانا اليوم وحيد لا انيس ولاقريب ولامجيب بعدما ماتت من كانت رفيقة في هذه المعاناة انها امهم التي ماتت قبل عام وهي مشتاقة لسماع صوتهم ولرؤية احفادها ويضيف انتظرت يوماً كاملاً قبل ان ادفنها لعل احدهم سيرق قلبة وسيعجل بالمجىء لزيارتها الزيارة الاخيرة لكن لم يفعلوا خسروها والى الابد خسروا رضائها التام عنهم وهم سيخسروا رضائي انا كذلك يبكي ويضيف لا اعرف لماذا انجبتهم ولماذا تعبت عليهم لا اريد مصروف .. اريد سؤالهم وسماع صوتهم..[c1]لا يوجد مبرر لرد الجميل[/c]اعرف قصة تقصيرهم من سابق .. فعندما وجدت نفسي قد طلبت اجراء هذا اللقاء معهم ادركت بأني ضيف ثقيل متلطف بدأت ادور حول نفسي واعلل بسبب قوى عند اهتمامات الصحافة بهذه المواضيع حتى وجدت نفسي ابحث عن مكان التقط فيه انفاسي واعيد فرزو ترتيب ماعندي في قالب واحد..بدأ اكبرهم سناً بالرد عندما كنا صغاراً كانت لنا معاناة قاسية مع ابي وامي فقد كنا نكلف باداء اعمال كبيرة تفوق سننا وتحملنا بكثير وكنا نضرب ضرباً مبرحاً ونعاقب ونحرم من الطعام ونعيش النهار بأكملة محروقين بأشعة الشمس بأعالي جبال قريتنا حراساً للارض من عبث الطيور والقرود وعندما نعود في المساء نتقاسم كسرة الخبز التي لاتسد جوعنا وننام بعد ان نشرب الماء اما القهوة فهي للكبار واللحم والبيض ... نحن لايعطونا شيء وعندما بدانا نعمل كان دخلنا كله بيد والدي وعيب ان اطالبه بريال واحد وامي تساعده لانلبس الا باذن واردى مايوجد في السوق.. فأي جميل ساذكره ونحن لم نكمل تعليم بسبب جشع والدي الذي فضل بأن نعمل دون ان يصرف علينا وان يعدل ويكون عادلاً وامي تساعده في هذا فحتى عندما اردنا الزواج لم توافق امي خافت من ان اجرنا او اجر عملنا سيكون لزوجاتنا وستحرم هي من العطايا فأي واجب نسأل عليه اليوم او اعترافا بالجميل يمكن نرده لهؤلاء القساة ... عندها وضعنا خطأ هذا المعتقد عند هذا الشخص واخويه اجابوا بأن تصرفاتهم لايشوبها اي خطأ فرأينا بأن نرجح حوارنا لعالم دين ليكون حكما ً بيننا!اعرف واجبي تماماً تجاه امي واعرف رأي الدين والشرع في هذا واحاول دائماً ان اكسب ودها واكون مطيعاً لكن تصرفاتها تحرق اعصابي وتجعلني عاقا لها حاولت اصلاح الخطأ وتحمل نتائج تصرفاتها الى ان وصلت الى مرحلة لا استطيع معها الاستمرار فتركتها وهي لم تتعظ بالرغم من معرفتها بان مقاطعتي لها هو بسبب تصرفاتها .. فكيف اعمل..لك ولكل القراء نقول طاعة الوالدين من طاعة الله سبحانه وتعالى حاول بأن تكسبها بالحسنى ولاتكن عاقا لها ولاتخالفها، فانت مسئول عنها، تذكر دائماً تعبها وسهرها عليك وجهدها ومشقتها اثناء الحمل والولادة .. وما وصلت اليه اليوم هو بفضل هذه الانسانه فلا تكن سبباً في ارتكاب اثم سنحاسب عليه وستكرسه كسلوك الآخرين .. وتذكر يوماً سنحاسب فيه عند كل تصرفاتنا وعند كل اعمالنا.[c1]الفقر وعلاقته [/c] ختاماً لا اجد ما اختم به هذا الموضوع الكبير فمشاعر القلق لاتزال مسيطرة علىّ بقوة برغم محاولاتي بأن اجد لي ملاذاً من هذا الاحساس ولكن وللاسف لم اتمكن ... فعقوق الوالدين اصبح شيء مالوف وظاهرة اخذه بالانتشار لطغيان مظاهرة حياتيه وسيطرتها بقوة على هذا المجتمع الذي كان متاخياً متألفا متحاباً ..فالجري وراء مشاغل الحياة دون الاهتمام بمن هم اعز الناس واغلى الحبايب وقسوة ظروف الحياة وخاصة ظروف الناس الاقتصادية كما حدثني عنها احد الباحثين الاقتصادين فالفقر اثر كثيراً على العلاقات الاجتماعية في بلادنا فحتى زيارة الاهل اوصلة الارحام او اداء واجب تجاه الوالدين اصبحت المادة تحكمه بشده .. فكيف اكون معطيا دون ان املك شيء في واقع تسيره الاحتياجات بدرجة اساسية انها مشكلة ،مشكلتنا كيف نحارب الفقر ونقضي عليه فهو يجرنا لمشاكل كثيرة ومتراكمة اخيراً عزيزي القارىء لابد لك من ان تذكر الريح والليل وحكايات امهاتنا الليلية وتذكر واجباتك تجاه اقرب الناس فلامي ولكل ام الف تحية وللزميل عبدالله بخاش الشكر على تذكيري بالاهتمام بهذه المواضيع..