ظهرت في م/ أبين وأصبحت تهدد المحاصيل الزراعية
متابعة/ منصور بلعيديتصوير/ محفوظ كرامة في محافظة أبين - وخصوصاً في منطقة دلتا - أكثر أراضي المحافظة خصوبة والاوسع مساحة زراعية ،ظهرت شجرة المسكيت الشوكية سريعة الانتشار حتي في الأراضي المالحة، واصبحت تشكل تهديداً كبيراً على المحاصيل الزراعية والتربة كونها تمتص الماء الى عمق 12 متراً تحت الأرض وتستهلك بشراهة عناصر التربة .. ولايختلف اثنان على ان شجرة المسكيت مضرة بالزراعة والتربة بصورة عامة في كيفية التعامل مع هذه الشجرة ألتقت (14 أكتوبر) عدداً منهم [c1]ماهية شجرة المسكيت [/c]الاخ المهندس على صالح بلعيدي الخبير الزراعي بمحطة ابحاث الكود افادنا بعدد من المعلومات والتفاصيل عن هذه الشجرة قائلاً :من الناحية العلمية توجد ثلاثة انواع من هذه الشجرة هي : 1- بروسوبس جلاندبلوس2- بروسوبس فلولنتينا3- بروسوبس تورياذا وهذه الشجرة تكون سياجاً خضرياً كثيفاً وقطعاً متراكبة من الاشجار الخشبية وتسبب تناقصاً لانتاج المراعي الزراعة والنبت الطبيعي بصورة عامة ويضيف شجرة المسكيت مزاحمة لكل كائن اخضر على الماء والغذاء والتهوية بسبب انتاج البذور بصورة متزائدة والقدرة على التجديد الطبيعي وبقاء البذور صالحة للانبات سنين طويلة ،تنبت البذور تحت ظروف واسعة من درجات الحرارة والرطوبة والخصب وتنمو جذورها بالامتداد الافقي والراسي والبراعم مستعدة للنبت تحت سطح الارض بعمق يتراوح بين 2-12 بوصة [c1]موطنها الاصلي [/c]ان الموطن الاصلي لشجرة المسكيت وبفعل حركة الانسان وتنقلات الماشية توسع وجودها في ولاية (نيومكسيكو وتكساس واريزونا) وغيرها من بقاع الارض وقد تكيفت وتطبعت في بلاد الهند وباكستان وكثير من مناطق جنوب شرق آسيا. [c1]كيف دخلت اليمن ؟ [/c]يقول الخبير الزراعي علي صالح بلعيد : ان التاريخ التقريبي لدخول هذه الشجرة الى اليمن يوافق بداية القرن التاسع عشر .. ويضيف : في عام 1965م بدأت البحوث علي دراسة خصائص المسكيت الطبيعية والبيولوجية ، واستخدمت لتثبيت الرمال المتحركة وتأهيل الاجواء الصحراوية القاحلة وتلطيف مؤثراتها على الانسان.والحيوان والبنية التحتية للتنمية وكل ذلك تم قبل الوحدة اليمنية في مركز ابحاث الكود بمحافظة ابين وفروعه في لمحافظات الجنوبية والشرقية ثم انتشرت تلك الشجرة على طول السواحل اليمنية بدون استثناء. [c1]منافعها الاقتصادية [/c]المهندس محسن بازرعة قال : ان لشجرة المسكيت منافع اقتصادية منها منتجاتها البضاعية والخدماتية المباشرة وغير المباشرة مثل : الحطب والاخشاب من الاحجام الصغيرة والاعلاف من قرونها ذات الكثافة الانتاجية التي تستخدم في المناطق الريفية والقروية.ويضيف : المسكيت شجرة متعددة المنافع ومن ذلك الانتاج غير المباشر مثل : الظل، وتثبيت الرمال المتحركة،ومصدات الرياح لحماية المزروعات والحيوانات والمناطق المأهولة بالسكان من قسوة الرياح (الكوس). [c1]ضررها أكبر من نفعها [/c]الريفيون ابتكروا طرقاً شتى للاستفادة من هذه الشجرة فمنهم من استخدم مطحون اوراقها لتمويه وجوه النساء الريفيات عند خروجهن للرعي اوالعمل خارج المنزل ومنهم من استخدم بعض بذورها لمدواة الجروح البسيطة الا ان استخدام قرونها كاعلاف للماشية هو الأكثر شيوعاً بين الناس في الارياف.. من جهته يرى الخبير الزراعي علي صالح بلعيدي ان عملية تقديم قرون الشجرة كمادة خام للحيوانات له اضرار كثيرة منها : ان مرور هذه المادة بالقنوات الهضمية يقود الى تجهيزها للنبت بالاضافة الى ان المادة ناقلة للبذور من مكان الى آخر نقل ميكانيكي.ويضيف المهندس البلعيدي انه بسبب نوبات الجفاف المتتالية خلال اعوام طويلة تنافس هذه الشجرة الاشجار الاخرى والنباتات المستوطنة ذات الفوائد المتعددة مثل : اشجار السمر والعصل والعثرب وغيرها نتيجة شهرتها في امتصاص الماء والغذاء من مكونات التربة وقدرة شجرة المسكيت على التكيف السريع ولقدرة جذورها الغائرة في باطن الارض ويرى البلعيدي ان الادارة الجيدة في التعامل مع هذه الشجرة ينبغي ان تركز على التأهيل وليس القضاء كلياً على الشجرة .. ويضيف وفي كل الاحوال فان الوعي الاجتماعي والرسمي سيكون من العوامل النافعة لاسناد الادارة الجيدة والاستغلال الامثل لعملية التعامل مع الشجرة وتقليل مخاطره بل والحد من انتشارها اذا ماتم طحن بذورها. [c1]الخلاصة [/c]ومن خلال استطلاعنا لآراء المختصين والمسؤولين والمزارعين الدين تضررت اراضيهم من هذه الشجرة المتطفلة على الحياة الزراعية توصلنا الى خلاصة مفادها ان هناك موقفين متباينين تجاه هذه الشجرة:الاول : يعتبر شجرة المسكيت شجرة مضرة ويؤيد اجتثاثها وازالتها بالكامل .الثاني: يدعو الى ادارة الشجرة باستخدام العلم والمعرفة لتحقيق اكبر قدر من الانتاج دون الحاق اضرار بالشجرة وهو رآى المختصين بالطبع،لكن السؤال الهام هو : من المسئول عن ادارة واستثمار المسكيت؟الدولة واجهزتها الخدمية المختصة، ام القطاع الخاص ؟!