تدور حولنا أحداث ونعيش أحداث أحيانا نفهمها ولا نفهمها،ولكن ما نفهمه بالتأكيد أن منطقتنا العربية ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر تشهد هجمة استعمارية شرسة تستهدف رسم خريطة المنطقة من جديد على طريقة هذه القوى الاستعمارية الجديدة وبدأت هذه الهجمة بالاحتلال المباشر للعراق الشقيقة بعد أن ظن العرب أن زمن الاستعمار قد ولى وبأنهم نالوا الحرية والاستقلال فإذا بهم يقعون تحت السيطرة الاستعمارية المباشرة وغير المباشرة،ولكن وبالرغم من الاحتلال لأجزاء من وطنا العربي اليوم،لم تنجح هذه الهجمة في تحقيق كامل أهدافها،فقد اصطدمت بعقبات المقاومة في كل مكان يوجد فيه المحتل والمعتدي،مما جعل المشروع الاستعماري الجديد يتعثر ولم يكتب له النجاح حتى اللحظة والملفت للنظر أن استعمارهم لنا جعلوه شرعياً،سواء كان ذلك بتغطية من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة،أو وفق شريعة الغاب(منطق القوة والبلطجة)أو من خلال إيجاد أنظمة موالية وعملية تتطلب منهم التدخل للحفاظ على مصالحها الخاصة وتغض النظر عند بعضهما وإلى غير ذلك طبعاً لا ننسى الشعارات العريضة التي رفعوها لتبرير احتلالهم وفي مقدمتها إيجاد الديمقراطية المفقودة عند العرب والبعض صدق ذلك؟ هل هي الديمقراطية عبارة عن القنابل العنقودية وجسر السلاح الذي أمتد لمساندة إسرائيل في حربها على حزب الله في لبنان؟نحن نسأل فقط. هل هي الديمقراطية عبارة عن طائرات محملة بالأسلحة تصل لمطار بيروت لتسلم للجيش اللبناني لتقاتل فيه كما يزعم الخارجين عن القانون في المخيمات؟نحن نسأل فقط. كيف يكون هؤلاء مع إسرائيل ودعمها ومع الجيش اللبناني ودعمه؟نحن نسأل فقط. أليس هذا هو العجب كل العجب؟ هل حقاً يريدون لنا الأمن والاستقرار،وإذا كان هذا،لماذا لا يتركونا وحدنا نحقق أمننا واستقرارنا وفق ظروفنا الخاصة وعلى طريقتنا الخاصة وبما يتناسب والواقع الذي نعيشه؟ هل حصل واعترض على ديمقراطيتهم في بلادهم وقلنا لهم نحن سنقرر لكم الديمقراطية من عندنا عربية عربية؟ هل حصل وتدخل نظام عربي في شؤون هذه الدول وقال لهم عليكم أن تعملوا كذا وكذا؟ هل حصل أن قمنا باحتلالهم وسرق ثرواتهم كما فعلوا ويفعلوا فينا اليوم؟ لماذا هذا الإصرار على التدخل في شؤون العرب،يريدون نفطنا ها هم يأخذوه بالتي هي أحسن؟ يريدون قواعد في منطقتنا هاهم موجودون ومرحب بهم ولا أحد يؤذيهم؟يريدون أسواقنا،فها هي مفتوحا أمامهم طول وعرض وحجم التبادل العربي معهم يفوق التصور؟ يريدون أن نشتري أسلحتهم فهاهي مصانعهم يادوب تلحق الطلبات؟يريدون أمن إسرائيل،فهاهي المقاومة أصبحت إرهاب؟أنه العجب كل العجب في ظل الهيمنة وحكمك القطب الواحد،سيبقى العرب مهددين بل سيبقى العالم كله مهدد إذا لم يحدث توازن في عالمنا هذا،عندها نستطيع أن نتحدث عن السلام العادل أما اليوم فأين هو السلام ومن يصنعه وكيف؟