أضواء
بعيدًا عن الإثارة والادعاء.. وبعيدًا عن المزايدات.. وبعيدًا عن المتاجرة بمشاعر الشعوب وعواطفها.. أثبتت دول مجلس التعاون الخليجي..أنها طليعة العمل العربي المتجاوب مع آمال الشعوب وتطلعاتها..والمتفق مع مصالحها..ونصرة قضاياها..والتمسك بثوابتها الوطنية والقومية.. بعيدًا عن «التشنج» والصراخ.. والانفعال.. واستثارة عباد الله البسطاء.. من المجروحين.. والمأزومين.. ونصرة قضاياها..والتمسك بثوابتها الوطنية والقومية.. بعيدًا عن «التشنج» والصراخ.. والانفعال.. واستثارة عباد الله البسطاء.. من المجروحين.. والمأزومين.. فالدول الخليجية الست لم تتردد لحظة واحدة في إعطاء أولوية مطلقة (في قمة مسقط) للوضع المأساوي الدامي الذي تعيشه غزة.. بفعل العربدة الإسرائيلية اللا إنسانية.. وإلا فما الذي يمكن له أن يتقدم على عدوان سافر.. وجريمة جديدة.. تقدم عليها إسرائيل ضد مواطنين عزل.. أبرياء لا ذنب لهم إلا أنهم يقفون (شوكة) في حلق العدو الغاشم ويحولون دون التعدي على كرامتهم.. وحقوقهم.. ووجودهم الكبير.. بحق..فإن قمة مسقط، وإن كانت قد عقدت من أجل النظر في قضايا خليجية مصيرية..تتعلق بأوضاعها الأمنية..والاقتصادية..إلا أنها وضعت الشأن الفلسطيني في مقدمة أعمالها..ووفرت أرضية ممتازة للقمة العربية المتوقع عقدها غداً الجمعة..حتى تخرج بقرارات في مستوى الحدث.. بمواجهة التعنت الإسرائيلي.. وجرائمه البربرية المتصاعدة في غزة.. ولا شك أن العرب وليس غيرهم هم الأقدر على اتخاذ مثل هذه القرارات التاريخية.. وعندما أقول العرب.. فإنني أقصد بهم.. العرب المخلصين للقضية.. وليس المستثمرين لها.. الساعين للوقوف أمام الصلف الإسرائيلي.. وليس المتخاذلين أمامه.. الداعين إلى النصر الحقيقي.. وليس إلى (تأجيج) مشاعر الشعوب..وإلهاب حماسها..واستغلال عواطفها..واستثمار نتائج هذه العواصف.. وقبض الثمن عليه.. والحقيقة أيضًا.. أن الأمة العربية لابد وأن تحارب (أولاً) كل صنوف الازدواج في السلوك.. إن هي أرادت أن تقف بقوة أمام العدوان الإسرائيلي (المتنمّر).. وإلا فإن المستقبل لن يكون سارًا وسعيدًا بالنسبة لنا كشعوب.. وليس ساراً ومطمئناً بالنسبة لدول المنطقة بأسرها.. ولذلك فإن الانتصار الحقيقي المطلوب..هو الانتصار على أنفسنا.. فإذا نحن نجحنا في القمة القادمة في تحقيق هذا الهدف.. فإن أحدًا لن يستطيع أن يلحق بنا الهزيمة.. مهما عظم شأنه..وطغى جبروته.. وفي مقدمة هؤلاء.. عدو الأمة الأول..إسرائيل..ومن يؤازر جرائمها المتصفة بالبربرية والجنون.. ضمير مستتر: (من يرفعون أصواتهم.. لا يخدمون قضايا الأمة..وإنما يمزقون صفوفها..وينصرون بذلك عدوها).[c1]* عن صحيفة (الرياض)[/c]