خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله مع الرئيس الإمريكي اوباما
الرياض/14 أكتوبر/روس كولفين وأولف ليسينج: اجتمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الأربعاء في الرياض مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل توجهه إلى القاهرة اليوم الخميس حيث سيلقي كلمة تهدف لتحسين صورة الولايات المتحدة في العالم الإسلامي. وبعد أن تناول القهوة العربية في مراسم استقبال بالمطار توجه أوباما إلى ضيعة الملك عبد الله حيث من المقرر أن يجري الزعيمان محادثات يتوقع أن تتناول الصراع العربي الإسرائيلي والمفاتحات الدبلوماسية الأمريكية تجاه إيران إضافة إلى النفط. وقبل مغادرته واشنطن صرح أوباما لشبكة أن.بي.سي نيوز “أنا واثق من أننا نمر بلحظة تشهد فيها الدول الإسلامية على ما أعتقد إدراكا بأن طريق التطرف لن يحقق في واقع الأمر حياة أفضل للناس.” ويسعى الرئيس الأمريكي الذي ولد لاب مسلم وعاش طفولته في اندونيسيا إلى اصلاح صورة الولايات المتحدة التي تضررت كثيرا جراء حربي إدارة الرئيس السابق جورج بوش في العراق وأفغانستان ومعاملة الجيش الأمريكي للمحتجزين. وصرح أوباما للصحفيين قبل أن يتوجه لإجراء محادثات مع العاهل السعودي في ضيعته “هذه أول زيارة لي للسعودية لكنني تحدثت عدة مرات مع جلالته وأسرتني حكمته وكرمه، “إنني على ثقة من أن تعاون الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية يمكن أن يحزر تقدما في مجموعة كاملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.” ويتوقع محللون ودبلوماسيون أن يعرب العاهل السعودي عن قلقه من أن مفاتحات أوباما الدبلوماسية تجاه إيران يمكن أن تؤثر على العلاقات الإقليمية على حساب الرياض. وتريد الرياض من أوباما التشدد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية ويعارض دعوات أمريكية لوقف الاستيطان. وطرح الملك عبد الله مبادرة عربية للسلام عام 2002 تعرض على إسرائيل اعترافا عربيا جماعيا مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس وحل عادل لقضية اللاجئين. وقال مستشار للحكومة السعودية طلب عدم نشر اسمه أن “من غير الواقعي تماما” توقع أي تنازلات من الرياض على الأقل حتى توقف إسرائيل توسيع المستوطنات بالكامل وتقبل بمبادرة السلام العربية. وسيقضي أوباما الليل في ضيعة العاهل السعودي قبل أن يتوجه للقاهرة لإلقاء خطابه إلى العالم الإسلامي وفاء لوعد قطعه خلال حملته الانتخابية العام الماضي بتوجيه كلمة من عاصمة إسلامية في بداية رئاسته. وصرح روبرت جيبز المتحدث باسم اوباما في وقت سابق بأن الغرض من الخطاب هو “فتح صفحة جديدة في علاقتنا بالعالم الإسلامي”. وقال أوباما انه سيبحث أسعار الخام مع الملك عبد الله وسيدفع بان ارتفاع الأسعار ليس من مصلحة المملكة. ويوم الاثنين أكدت الحكومة السعودية أنها تعتبر سعرا يتراوح ما بين 75 و80 دولارا للبرميل “سعرا عادلا” للنفط وهو ما يزيد بنسبة 17 بالمائة عن الأسعار الحالية. وقال المستشار السعودي “قال الملك إن 75 دولارا سيكون سعرا جيدا لسبب بسيط هو أن الجميع في أوبك يريد 100 دولار أو أكثر.”، وأضاف “انه فقط للتأكيد على انه سيكون بمقدور السعودية تحييد النفوذ الإيراني والفنزويلي في أوبك” مشيرا إلى الدولتين الأكثر تشددا فيما يتعلق بأسعار الخام داخل المنظمة. وترتبط السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والولايات المتحدة بعلاقات تمتد نحو 60 عاما وتقوم على ضمان إمدادات النفط مقابل الحماية الأمريكية. ويقول محللون أن السعودية التي تمتلك أكثر من خمس الاحتياطيات العالمية من الخام تريد أن تتأكد من جدية أوباما بشأن خطط تقليل اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط وتنويع مواردها من الطاقة بعيدا عن الوقود الاحفوري. وذكرت مجموعة يورواشيا لدراسة المخاطر السياسية “الإدراك المتنامي بين المسئولين السعوديين بان إدارة أوباما تعني ما تقول عن التنويع...قد يبدأ قريبا في خلق توترات في العلاقات الثنائية.” وقال أوباما انه سيبلغ الملك عبد الله أن بلاده لا تعتزم تقليص احتياجاتها من واردات النفط في الأمد القريب.