نزيه مثنى الظالعيأن شفق الثاني والعشرين من مايو1990م،لم تظهر بوادرة إلا بعد سنوات طويلة من النضال والكفاح من أجل دحر الشمولية وتوجيه الدفة نحو الوحدة المباركة التي أتت بالإنجازات والتطورات على الصعيدين الداخلي والخارجي.لقد رأى العالم بأسره يوم توقيع الاتفاقية في عدن إذ وضعت اللبنة الأولى لمشروع الدستور اليمني الموحد في ظل اتفاق واضح وبحضور ومباركة عربية ودولية،فالعناصر التي باركت الوحدة وشرعت وفصلت على مدى خمس سنوات من مصالحهم اليوم يقفون ضدها وضد ما حققته لسبب بسيط هو أنهم أصبحوا خارج الدائرة (فقدوا مصالحهم) لأنهم ظنوا أن حب السيطرة وفرض لغة الاختلافات بالرأي والتي أحياناً كانت تترجم إلى أحداث مآساوية كأحداث كارثة13يناير الدموية 1986م التي يقول عنها الكثيرون أن الحزب الاشتراكي كانت نهايته بهذه الموقعة أو ما سميت بموقعة الرفاق.فبدلاً من أن يتعلم الحزب الاشتراكي وقيادته من أحداث يناير وما أسفرت عنه كرر الخطأ تحت مظلة الوحدة اليمنية في1994م بإعلان الانفصال وشبت حرباً استمرت بضعة أشهر أسفرت عن انتصار الشرعية ورسخت الوحدة بالدم،وفوق هذا كله ومن سماحة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح أصدر قراره المشهور بإعلان العفو العام على كل منتسبي القوات المسلحة في المحافظات الجنوبية وعودة بعضهم إلى أعمالهم.اليوم ذهب ما تبقى من قوى الانفصال الموجودين في الخارج تشاهد ما يحدث في العالم من أحدات وتقسيم بلدان بقرارات دولية إذ ظنوا أن اليمن سيتم تقسيمها إلى ما كان عليه قبل الثاني والعشرين من مايو إلى شمال وجنوب متناسين أن هذه الوحدة لم تأت بقرار سياسي فحسب وإنما من إرادة شعب عانى طويلاً من ويلات الفرقة المركزية في الحكم،إن الذين يطلقون على أنفسهم بالمتحركين أو عناصر الحراك سمحت لهم ضمائرهم بإشعال الفتن في بعض المحافظات الجنوبية مستغلين تردي الأوضاع الاقتصادية والفقر بين صفوف المواطنين في أبين والضالع وردفان ويافع وحضرموت وذلك عبر وسائلهم الإعلامية وتعاطف بعض القنوات العربية الخاصة التي يرى القائمون عليها أن مصلحتها تكمن بالانفصال وليس الوحدة فقامت تبث سمومها وبرامجها الخاصة عن اليمن ولكن بنظرة مغايرة أي تحت مبدأ(حق يراد به باطل).إن من يرى أن للوحدة وجهاً أخر عليه أن يواجه القائمين عليها ويطرح السلبيات بأسلوب دبلوماسي بعيداً عن السب والشتم والتجريح والطعن بقضية الوحدة لأنها راسخة رسوخ الجبال..فالأخطاء موجودة في أي نظام سياسي حتى في الولايات المتحدة الأمريكية لكن الأخطاء تعالج وهذا ما طرحه الأخ الرئيس ونائبه الفريق عبد ربه منصور هادي في لقائه مع القيادات في محافظة عدن إذ أشار إلى نزول خمس لجان تفقدية مسلطة الضوء على أهم السلبيات في كل محافظة على حدة،فهذا ما نتمناه جميعاً من قيادتنا السياسية وهي معالجة جوانب القصور مما سيؤدي إلى إسكات تلك الأفواه الممغنطة ألسنتهم من دول الكل يعلم مصالحها في اليمن.
الوحدة اليمنية أفق المستقبل..وليست حراكاً للهاوية
أخبار متعلقة