فلسطين المحتلة/14 أكتوبر/ادم انتوس: يكثف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ايهود اولمرت جهود اللحظة الأخيرة للإفراج عن جندي للاحتلال أسير بسد الطريق أمام أي هدنة تتوسط فيها مصر في قطاع غزة حتى توافق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الإفراج عنه. ويتوقف احتمال أن تثمر سياسة حافة الهاوية التي ينتهجها اولمرت عن انفراجة في الأسابيع القليلة المتبقية له في السلطة على تقديم إسرائيل لتنازلات صعبة يمكن أن تعزز حماس وعلى دخول الحركة الإسلامية في مقامرة وفاء إسرائيل بوعودها. ويشكك دبلوماسيون كثيرون في أن تسير الأمور على ما يرام. ولا تثق حماس في أن إسرائيل التي اقترب موعد تغيير الحكومة فيها ستلتزم بتعهداتها في الهدنة المقترحة وخصوصا ما يتعلق بفتح معابر قطاع غزة الحدودية في حالة الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط. وقال دبلوماسيون طلبوا عدم نشر أسمائهم إن إسرائيل ترفض تقديم ضمانات وترفض اقتراحا بتكليف الأمم المتحدة بمراقبة امتثال الجانبين للاتفاق لقلقها من اتخاذ خطوات تعتقد أنها ستضفي شرعية على حماس. وقال اولمرت يوم الأحد في نبرة متشددة لا تترك أمام حماس مساحة لتحقيق مكاسب «لن نسمح بفتح معابر غزة.. لن (نسمح بذلك) بالتأكيد قبل أن يعود شليط للوطن.» وتعتمد حماس على مصر في ضمان امتثال إسرائيل وقد لا تجد الحركة الإسلامية أمامها بديلا آخر يذكر. وقال مسئول فلسطيني مشارك في المحادثات «تفهم حماس أن إسرائيل قد لا تلتزم بتعهداتها بعد الإفراج عن شليط.» لكن المسئول أضاف أن حماس ستحقق على الأقل «انجازا كبيرا» من خلال إطلاق سراح سجناء يقضون عقوبات طويلة في السجن في صفقة مبادلة مع الجندي الذي أسره نشطاء من غزة في غارة عبر الحدود في عام 2006 . وتعتقد إسرائيل أن الهجوم العسكري الذي شنته على قطاع غزة في الشهر الماضي زاد تفوقها على حكام القطاع من حماس. وقال مسئولون محليون إن القصف الجوي والبحري والبري الإسرائيلي قتل أكثر من 1300 فلسطيني ودمر نحو 5000 منزل وأصاب جزءا كبيرا من البنية التحتية في غزة بالشلل. ودمر الكثير من أنفاق التهريب على حدود غزة مع مصر مما أدى إلى عرقلة خطوط الإمداد لحماس. ومن أجل إعادة البناء يحتاج سكان غزة لأن تفتح مصر وإسرائيل المعابر الحدودية بشكل دائم. وتساءل مسئول إسرائيلي ملخصا ما يفكر فيه اولمرت « متى نجد فرصة كهذه؟» وفجرت الانتخابات الإسرائيلية غير الحاسمة التي جرت يوم الثلاثاء الماضي ما يمكن أن يكون معركة طويلة بشأن من سيشكل الحكومة القادمة مما يتيح لاولمرت عدة أسابيع للمناورة. وتطالب حماس بالإفراج عن 1400 سجين فلسطيني في مقابل شليط. وقال دبلوماسيون غربيون إن اولمرت سيفرج على الأرجح عما يقترب من 1000 سجين بما في ذلك بعض نشطاء حماس المشاركين في هجمات قاتلة ضد الإسرائيليين. وقال افي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عن عملية اختيار من سيفرج عنهم «هنا بالقطع تكمن الصعوبة.» وقبل التوصل لاتفاق مع حماس قالت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي ومسئولون إسرائيليون إن إسرائيل تدرس الإفراج عن زعيم الانتفاضة الفلسطينية مروان البرغوثي لتعزيز حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال مسئولون إن اولمرت يخطط لتكثيف المفاوضات غير المباشرة مع حماس بشأن صيغة لتبادل السجناء تنفذ على الأرجح على مراحل. ويقول مسئولون إن عاموس جلعاد مسئول وزارة الدفاع الإسرائيلية يعتزم العودة إلى مصر هذا الأسبوع. والسؤال هو هل يستطيع اولمرت مقاومة الضغوط الدولية لفتح معابر غزة بشكل أوسع في حالة عدم التوصل لصفقة تتيح عودة شليط وهل يتدخل الرئيس الأمريكي باراك اوباما. وذكر دبلوماسيون أن مبعوث اوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل يعتزم العودة إلى المنطقة في الأسبوع القادم وتحضر بعده بأسبوع وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون. وخلال زيارته الأخيرة حث ميتشل رئيس الوزراء الإسرائيلي على تخفيف حصار غزة لكن بلا جدوى. وقال دبلوماسيون إن إدارة اوباما يمكن أن تحاول كسر الجمود عبر الاشتراك مع الاتحاد الأوروبي في الإصرار على ضمانات بقاء المعابر مفتوحة وهو مطلب رئيسي لحماس. وتؤيد إدارة اوباما الرئيس الفلسطيني في صراعه مع حماس المدعومة من إيران للسيطرة على المعابر التي تربط غزة بالعالم الخارجي. لكن إسرائيل تؤكد على أن فتح المعابر بشكل كامل سيؤدي فقط إلى تعزيز حماس التي فازت بالانتخابات الفلسطينية في عام 2006 وفرضت بالقوة سيطرتها على القطاع بعد ذلك بعام ونصف العام بعد اقتتال مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وقال دبلوماسي غربي بارز «المشكلة أنه لا أحد منهم يثق في الآخر.» ولا تريد حماس إعطاء عباس موطئ قدم يمكن أن يستخدمه لينسب إلى نفسه الفضل في إعادة البناء. وتساءل دبلوماسي أوروبي بارز قائلا «لماذا تصدق حماس إسرائيل؟» في إشارة إلى هدنة سابقة بوساطة مصرية. وفي ظل اتفاق الهدنة السابق الذي استمر ستة أشهر كان يتعين أن تسمح إسرائيل بزيادة البضائع التي تمر إلى قطاع غزة بنسبة 30 في المائة. واستندت حماس إلى عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها وانسحبت من الاتفاق وأطلقت الصواريخ مجددا عبر الحدود فيما تسبب في نشوب حرب الشهر الماضي.