تمكنت المرأة مع نهاية القرن العشرين ودخول الألفية الثالثة من الجلوس جنباً إلى جنب مع زميلها وشقيقها الرجل في كل المحافل والمناسبات والمجالات.فقد فرضت واقعها وقدرتها على العطاء في المرافق الحكومية وغير الحكومية ،ما جعلها تترأس كثيراً من الإدارات والهيئات وهذا فعلاً ما حصل في بلادنا، فمنذ خمسينات القرن الماضي بدأ تأسيس نواة العمل النسوي والمد التوعوي الذي شهدته عدن في ذلك الوقت عدد من النسوة اللائي فرضن أنفسهن أمام سياسة الاحتلال البريطاني في المجالات الثقافية وحتى صنع القرار نذكر منهن الصحافية ماهية نجيب، وعضوة المجلس التشريعي السيدة نبيهة عزيم التي تعيش حالياً في فرنسا، ايضاً في الحقل الأدبي رضية إحسان الله الكاتبة والمؤلفة إضافة إلى السيدات الفاضلات هانم جرجرة وشفيقة زوقري، وزهراء هبة الله .. وأخريات.تلك الأسماء المتداولة بين الناس دخلت قاموس الكفاح الفكري والسياسي ضد العنصرية الذكورية التي كانت تسود المجتمعات العربية آنذاك، وجعلت من عدن مركزاً للانطلاق نحو تحرير المرأة وتعريفها مالها وما عليها.فكلنا نعرف أن اليمن كان قبل الثاني والعشرين من مايو 1990مجزأ إلى شطرين ففي الشطر الجنوبي كان يدير دفة القيادة مجلس عرف (بمجلس الشعب)،وسحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي أحتوى هذا المجلس على أسماء سيدات استطعن أن ينحتن في الصخر في ظل أيديولوجية ماركسية لا تؤمن سوى بمصلحة الحزب الواحد، إلا أن المرأة برزت في القضايا السياسية والاجتماعية في الشطر الجنوبي ومن هذه الأسماء النسوية اللاتي تحدين الخوف والبطش في ذلك الوقت داخل مجلس الشعب منى باشراحيل وخديجة بلحمر وخولة شرف وألوف باخبيرة، وشفيقة مرشد وأخريات.بينما في شمال الوطن لم يكن هناك إعتراف بكيان المرأة ولا العمل النسوي، فقليل جداً ما كنا نسمع أن المرأة دخلت معترك العمل في هيئات ومؤسسات الدولة، لكنها الآن حجزت كرسياً في مجلس الشورى بعد الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990م .اليوم ومع دخول اليمن الموحد الألفية الثالثة أصبح للمرأة درع وسيف فقد تمكنت من أن تصبح أكاديمية في الجامعات ووزيرة في الحكومة ونائبة في البرلمان بنسبة كبيرة وباتت تتخذ القرارات أو تشجعها وتتظاهر في الشوارع معارضة للرأي الآخر ؛ ومع هذا كله لا تزال تصطدم في كثير من الأحيان بحائط العادات و الفهم الخاطئ حيث مع الأسف يرى بعض الشيوخ بأن المرأة لا تصلح إلا للعمل في المطبخ وعلى فراش الزوجية، كما تهددها تقاليد أسرية موروثة حيث يعمد بعض الآباء إلى تزويجهن وهن صغيرات.كثيرون ممن عاشوا عصر ازدهار المرأة في اليمن وبالتحديد في محافظة عدن يؤكدون أن الوحدة اليمنية أتت معها بنعم كثيرة من بينها (الديمقراطية) المحجبة والتعددية المخبئة ؛ والاختلاف في الرأي، مهيأ للمرأة أرضية خصبة ينبغي أن تنمو وتزدهر، إلا أنها تقوقعت لأسباب البطالة والفقر والدين الذي يفرض عليها ان تكون زوجة فقط وليست عاملة كما يقول بعض المفكرين المغلوطين ؛ فاين هيا من ذلك الزمن الجميل .
المرأة اليمنية حديث تتناقله الأجيال !!!
أخبار متعلقة