فهد الشهري من جمعية المعاق السعودية
لندن/ فيصل عباس: رغم فقدانه لنعمة السمع.. درس وعمل مع أكبر الأسماء ويسعى حاليا لتأسيس جمعية خيرية وعندما تتعرف إلى فراس المبيض، تكاد لا تنتبه إطلاقا في الوهلة الأولى للتحدي الذي عليه أن يعايشه هذا الشاب، العربي السوري الأصل، يوميا. ففراس يتواصل مع محيطه بشكل شبه طبيعي، رغم الحواجز التي توضع أمامه من قبل فقدانه لنعمة السمع. لكن المبيض يبرع في القفز فوق الحواجز، وأحيانا يفعل ذلك بشكل فوق طبيعي... فهو متمرس على سبيل المثال في القدرة على قراءة الشفاه، فيستطيع أن يخبرك عما يتحدث الحبيبان الجالسان حول مائدة في الجهة الأخرى من المطعم مثلا، ويخبرك ما اذا كانا سعيدان أم انهما يتحدثان في مشكلة ما... وهنا يبتسم ويقول انه إذا تصادف وجود شابة معينة تعجبه في مكان ما، فهو يقرأ شفتيها عن بعد، ومن ثم يفاتحها في موضوع كانت تتحدث به، كوجهتها المفضلة للسفر أو آخر فيلم شاهدته، ويضحك قائلا: «تلك حيلة تنجح في إثارة إعجاب الجنس اللطيف في كل مرة». فراس، البالغ من العمل 38 عاما، يستعين كذلك بزوج من السماعات الخفية خلف أذنيه تساعدانه على تمييز الأصوات، وعلى الرغم من أنه يواجه نوعا من الصعوبة في النطق، فهو يصر على التواصل مهما كان التحدي... ومع روح المثابرة التي يتمتع بها، وحبه الواضح للحياة لم يكن مستغربا أن يكون فراس أول شخص أصم يتخرج من جامعة جون مورز بمدينة ليفربول عام 1993 بشهادة بكالوريوس في تصميم الأزياء... الأمر الذي سمح له بالحصول على وظائف عدة مع أكبر ماركات القطاع، كـ«آرماني» و«دونا كارين»، ومتاجر «هارودز» الشهيرة في منطقة نايتسبريدج الراقية بالعاصمة البريطانية لندن. كذلك، خاض فراس تجربة التمثيل، وكان نجم مسلسل تلفزيوني عرض على «بي.بي.سي» أخيرا تحت اسم «سويتش» Switch، لعب فيه دور شاب أصم في الثلاثين من العمر يعاني من مشاكل عائلية مع زوجته، وقبل ذلك كان أدى دورا صغيرا في مسلسل آخر على القناة البريطانية الرابعة. وقبل فترة غادر فراس عمله في هارودز، وقرر تأسيس عمله الخاص في مجال الأزياء والموضة كذلك، مستفيدا من خبرته التي قاربت 12 عاما، والتي عمل خلالها مع عملاء من وزن نجم الكرة ديفيد بيكام، والمغني روبي ويليامز والممثل بيرس بروسنان.تحديات مماثلة للتي واجهها، فهو يقرأ باستمرار عن مشاكلهم، ويعتبر أنه بالإمكان فعل المزيد في سورية، وبقية البلدان العربية من أجل توعية المجتمعات بأن الفاقدين لحاستي السمع والنطق يمكن أن يكونوا عناصر فاعلة ومفيدة في المجتمع، ويمكن مساعدتهم وتحويلهم إلى مبدعين كذلك، مضيفا أنه يعتبر أن الخطأ الأكبر الذي يقع فيه كثيرون هو عزل الصم والبكم. لأجل ذلك فإن فراس مصمم على تأسيس جمعية خيرية لمساعدة الأطفال الصم في سوريا، وهو حاليا يدرس أفضل سبل المساعدة.