وساطة مصرية لتبادل للأسرى ورايس تأمل بوقف إطلا ق النار
فلسطين المحتلة / وكالات :قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الخميس إن المحادثات المتعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة حماس وصلت الى طريق مسدود. مشددا على أن خيار الحرب الأهلية غير وارد.. جاء ذلك عقب اجتماع عباس في مدينة أريحا بالضفة الغربية مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.وقال عباس إن من المؤسف أنه لم يتسن التوصل لاتفاق بينما يعيش الشعب الفلسطيني بلا رواتب منذ ثمانية أو تسعة شهور. واكد عباس ورايس في ختام مباحثاتهما على رغبتهما في ان يشمل وقف الاعمال العسكرية بين اسرائيل والفلسطينيين الضفة الغربية وقطاع غزة معا.. وقالت رايس "نأمل في اقرار وقف شامل لاطلاق النار".وقال عباس من جانبه "تحدثنا عن الهدنة في غزة ونتمنى ايضا ان تشمل الضفة الغربية بشكل متبادل".واشادت رايس من جهة ثانية بجهود عباس لتطبيق التهدئة في قطاع غزة والتي تم الاتفاق عليها بين اسرائيل والفلسطينيين الاحد بعد اشهر من العمليات الدامية. وقالت خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الفلسطيني "اعتقد انكم بذلتم جهودا كبيرة وانا اشكركم على ذلك". واضافت "شكرا لكم على الجهود التي بذلتموها للتوصل الى وقف اطلاق النار الذي بات مطبقا في غزة, ونأمل ان يتم تعزيزه بهدف توسيعه".وبموجب التهدئة المتفق عليها, التزمت المجموعات الفلسطينية بوقف اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل, على ان تسحب اسرائيل قواتها من قطاع غزة بعد اشهر من عمليات التوغل والقصف والاقتحامات التي خلفت الكثير من الدمار واكثر من 300 قتيل في الجانب الفلسطيني.وشجب عباس مواصلة الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا ان " الاستيطان يواصل قضم اراضينا يوما بعد يوما"..وبعد لقائها مع عباس, توجهت رايس الى القدس للقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت.. ووصفت رايس الخطاب الذي القاه اولمرت الاثنين بانه "تطور ايجابي جدا". واعلن اولمرت في الخطاب استعداده للانسحاب من اراض فلسطينية ومن مستوطنات اقيمت عليها, حتى يتسنى اقامة "دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة".وقالت رايس ان "اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة, مستقلة وديموقراطية وتعيش في سلام الى جانب اسرائيل لن يكون فقط انجازا مشهودا وانما انجازا عادلا". ووصلت رايس الى اريحا قادمة من عمان حيث اكد الرئيس الامريكي جورج بوش في ختام لقاء مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مجددا تمسكه بتسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على اساس قيام دولتين ودعا الاسرة الدولية الى دعم محمود عباس.وقال بوش "لا شك ان تسوية النزاع الاسرائيلي الفلسطيني سيساهم في ارساء السلام في الشرق الاوسط وحكومتنا مصممة على تأييد الحل الداعي الى قيام دولتين". وقال "اعتقد ان ابو مازن يريد دولة فلسطينية تعيش بسلام الى جانب اسرائيل وهو يستحق لذلك ان يحصل على تاييد العالم ومساعدته ليخرج من حكومته اولئك الذين لا يعترفون بحق اسرائيل في الوجود", في اشارة الى حركة حماس.وكان مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان قد اجرى محادثات في تل أبيب مع رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس. . وتركزت المباحثات التي شملت أيضا رئيس جهاز الموساد مائير دغان حول صفقة تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل ووقف تهريب الأسلحة والذخائر من مصر إلى قطاع غزة.ولم تصدر عن اللقاءات تصريحات حول النتائج التي تم التوصل لها في هذه القضايا، ولكن إذاعة الجيش الإسرائيلي أفادت بأن إسرائيل وحماس اختلفتا حول شروط الإفراج عن المعتقلين.وقالت إن حماس تطالب بالإفراج عن 1400 أسير فلسطيني بشكل متزامن مع الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط، في حين تريد إسرائيل الإفراج عن ألف فلسطيني فقط، وذلك بعد عودة الجندي الأسير لمنزله. وقد أعرب رئيس الوزراء إسماعيل هنية عن أمله في أن تنجح مهمة سليمان في إسرائيل، خاصة أنه يحمل ملفات من بينها موضوع تبادل الأسرى وإفراج إسرائيل عن 550 مليون دولار تحتجزها من مستحقات الشعب الفلسطيني.وجاءت لقاءات سليمان مع المسؤولين الإسرائيليين عقب التقائه في القاهرة برئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وكان قد سبقه لقاء آخر مع رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.وأجرى هنية الذي يقوم بجولة هي الأولى له منذ تعيينه رئيسا للوزراء محادثات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قبل أن ينتقل للدوحة المحطة الثانية في جولته..وفيما يخص حكومة الوحدة قال رئيس الوزراء الفلسطيني إن إعلانها سيتم في غضون أيام من القاهرة بحضور أطراف عربية ودولية وأوروبية، للتأكد من توفر الضمانات اللازمة لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والتعامل السياسي الدولي مع الحكومة الجديدة.وعن السلام أوضح هنية أن هناك موقفا عربيا وفلسطينيا موحدا يركز على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس في حدود الرابع من يونيو 1967. وأكد أن حق العودة للفلسطينيين حق مقدس ولا يمكن لأي فلسطيني التنازل عنه.. من ناحية ثانية أطلقت إسرائيل أمس سراح وزير الأشغال العامة الفلسطيني عبد الرحمن زيدان الذي كان معتقلا في سجن الجلمة. وأفاد أسامة السعدي وهو أحد المحامين عن الوزير بأن إطلاق سراحه بكفالة تم بعد أن تخلت النيابة العسكرية عن استئناف قرار صادر عن محكمة عسكرية إسرائيلية أمرت الثلاثاء بالإفراج عنه.واعتقل زيدان في الثالث من الشهر الجاري من منزله في مدينة رام الله بتهمة الانتماء لحركة حماس.