[c1]خلفية تاريخية[/c]لم تكن في سلطنة عمان قبل تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الأمور في البلاد في يوم 23 يوليو 1970 أية وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيرية، وكانت الكلمة في عمان تنشر عبر اللسان فقط .وانطلاقا من الإيمان بأهمية دور الإعلام كواجهة للبلاد تعكس نهضتها وتعرف شعوب العالم بها ، وحرصا على اللحاق بركب الحضارة والتقدم ، والخروج من العزلة التي خيمت على البلاد أولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد منذ فجر النهضة قطاع الإعلام اهتماما كبيرا وأصدر توجيهاته تباعا بإنشاء جميع المؤسسات الإعلامية المعروفة بالعالم المتحضر.فبعد أسبوع واحد من تولي جلالته مقاليد الحكم في عمان أقيمت محطة إذاعية صغيرة لأول مرة في سلطنة عمان حيث بدأت إرسالها يوم 30 يوليو 1970 لمدة خمس ساعات يوميا بقوة كيلووات واحد في منطقة بيت الفلج مما مكن سكان العاصمة ( مسقط ) من الاستماع إلى إذاعتهم الوطنية لأول مرة، وفي ديسمبر عام 1970 بدأ الإرسال الإذاعي من صلالة على الموجة المتوسطة بقدرة كيلووات واحد ولمدة خمس ساعات يوميا، وفي عام 1971 ارتفعت قدرة الإرسال في مسقط إلى اثنين كيلووات وزادت فترة البث اليومي إلى سبع ساعات، وفي أغسطس عام 1972 زيدت قوة الإرسال الإذاعي في مسقط إلى 10 كيلووات ولمدة 12 ساعة يوميا و18 ساعة في المناسبات والعطلات الرسمية وارتفعت قوة الإرسال في صلالة في مايو 1973 إلى 10 كيلووات ، وتم في عام 1974 تعزيز قدرة الإرسال الإذاعي في مسقط إلى 100 كيلووات وزادت فترة البث إلى 14,5 ساعة يوميا وفي 25 نوفمبر 1975 تم افتتاح المبنى الجديد للإذاعة في صلالة بما في ذلك تعزيز قدرة الإرسال الإذاعي إلى 100 كيلووات تحت رعاية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، وفي عام 1979 جرى الربط بين إذاعتي مسقط وصلالة عن طريق القمر الصناعي، وفي عام 1981 زادت قدرة البث الإذاعي إلى 19,5 ساعة يوميا حيث يبدأ الإرسال من الساعة السادسة صباحا وحتى الواحدة والنصف من صباح اليوم التالي، وفي عام 1985 ارتفعت قدرة البث الإذاعي على الموجة المتوسطة لتصل إلى 200 كيلووات، وأقيمت أجهزة إرسال إضافية في معظم أنحاء البلاد لتغطية أنحاء السلطنة.وبدأ الإرسال على الموجة القصيرة لأول مرة عام 1975 من مسقط بقدرة 50 كيلووات لتغطية المناطق البعيدة التي لا يصلها إرسال الموجة المتوسطة، وفي عام 1981 زادت قدرة الإرسال الإذاعي على الموجة القصيرة إلى 100 كيلووات، وفي عام 1986 بدأ الإرسال الإذاعي على الموجة القصيرة من ثمريت في محافظة ظفار بقوة 100 كيلووات.وقد كانت الإذاعة سابقا تبدأ إرسالها من مسقط ابتداء من الساعة السادسة صباحا حتى الخامسة مساء حيث كان الإرسال ينتقل إلى صلالة حتى الواحدة والنصف من صباح اليوم التالي.أما الآن فان البث الإذاعي مستمر لأربع وعشرين ساعة، وعادة ينتقل الإرسال إلى صلالة من الساعة الرابعة والنصف عصرا ويستمر حتى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي، حيث يعود الإرسال الى مسقط، ويعتبر هذا فترة الانتقال الرئيسية من السبت الى الجمعة، ولكن تختلف احيانا فترات الانتقال خلال ايام الأسبوع على النحو التالي:الأحد من الساعة 21 مساء الى 22 مساء من مسقط، والثلاثاء من الساعة 16,30 مساء إلى 18 مساء في مسقط، والأربعاء من 23,30 مساء الى الساعة الواحدة صباح الخميس من مسقط، ويوم الجمعة من الساعة الثانية عشر مساء الى الواحدة صباحا من مسقط.وهذا الانتقال لا يستلزم تحريك مؤشر جهاز الاستقبال، فإذاعة سلطنة عمان كيان هندسي واحد يصب في نفس المكان وإن بودلت مواقع الإرسال بين مسقط وصلالة.وتنقسم دورات الإذاعة إلى أربع دورات في السنة، والدورة الواحدة تمتد لمدة ثلاثة أشهر، وهناك دورات استثنائية خلال فترة الأعياد (العيد الوطني، وشهر رمضان ، وعيد الفطر، وعيد الأضحى) .هذا وقد قدمت إذاعة السلطنة العديد من البرامج التي تخدم خطة التنمية منها برامج: صباح الخير يابلادي، عمان موعد مع الغد، البلدية والمجتمع، أرضنا الطيبة، المجلة الاجتماعية، العين الساهرة، سياحة في ربوع بلادي، القوى العاملة، دعوة للتفوق، البث المباشر، ملتقى التربية، خاص جدا، ركن القوات المسلحة، مال وأعمال، البيئة من حولنا، مساء الخير، عالم الأسرة، مدن عمانية، اعرف بلادك، سوق المال.بالإضافة الى ذلك تقدم إذاعة سلطنة عمان اليوم مجموعة كبيرة ومتنوعة ومتكاملة من البرامج، وتمثل البرامج المحلية ركيزتها الأساسية وتشكل نحو 90٪ من برنامج البث اليومي ويتم فيها تناول مختلف القضايا الاجتماعية والثقافية والفكرية والحياتية وغيرها التي تهم المواطن العماني وتزيد من فرص مشاركته في مجالات التنمية الوطنية والتفاعل مع ما يشهده المجتمع من تطورات بالإضافة إلى البرامج الجماهيرية المباشرة التي تحظى باهتمام كبير من جانب المواطن العماني.تتعدد قصص النجاح لإذاعة سلطنة عمان خلال مسيرتها المتنامية؛ وذلك تماشيا مع مختلف التطورات التي يشهدها المجتمع من ناحية، وتواكبا مع المستجدات الإعلامية التي يشهدها العالم اليوم، حيث تتمثل هذه القصص في الكثير من البرامج التي ولدت وتربت بين احضان الإذاعة، وبإعداد كوادر عمانية شابة، تستلهم من الفكر النير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله تعالى - نبراسا لهذه المسيرة، ودعما لهذه النجاحات، من خلال الخطاب المعتدل، والفكر المتوازن، والرؤية التي تخاطب المستقبل.لم تكن الرسالة الإعلامية لإذاعة سلطنة عمان محصورة في برامج محدودة؛ لا تتجاوز النشرات الإخبارية فقط بل هناك مساحة واسعة يلعب فيها المذيع العماني أدوارا متعددة من خلال مجموعة كبيرة من البرامج، سواء البرامج التي تعد من داخل الاستوديوهات الحديثة في مبنى إذاعة سلطنة عمان، او من خلال البرامج الحية المباشرة التي تتعاطى مع الأحداث في صورتها الآنية، مسجلة بذلك سبقا إعلاميا نظرا للظرفية التي تتعامل بها الإذاعة بخلاف الوسائل الإعلامية الأخرى، ويأتي في مقدمة هذه البرامج كلها النشرة الإخبارية المتكاملة التي تنقل الحدث المحلي والإقليمي والعالمي في آنيته، يتضح ذلك من خلال شبكة المراسلين المحليين الذين يغطون الأحداث في مختلف مناطق وولايات السلطنة ويبلغ عددهم أكثر من خمسة وثلاثين مراسلا، وشبكة أخرى من المراسلين في الخارج ينقلون صورة صوتية بموضوعية للأحداث من مواقع مختلفة من العالم لأجل ربط المستمع بآخر التطورات والمستجدات، وتضم هذه الشبكة أكثر من «35» مراسلا إذاعيا ــ وهذا الرقم في تزايد ــ منتشرين في بلدان ومناطق مهمة من العالم مثل واشنطن ونيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وأسبانيا والبرتغال وروسيا وبلجيكا وسويسرا والتشيك واستراليا ونيوزلندا وتركيا والصين واليابان وفلسطين والعراق ومصر وسوريا ولبنان والأردن والسودان واليمن والمغرب والجزائر وتونس وإيران وباكستان والهندي وأفغانستان وماليزيا واندونيسيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وتنزانيا وغيرها. وتسعى إذاعة سلطنة عمان من خلال مجموعة كبيرة من المحللين السياسيين والاقتصاديين لإعطاء المستمع صورة خبرية متكاملة للأحداث ولذلك فالإذاعة تكتسب أهميتها وموقعها في وجدان المستمع من خلال هذه الميزة المتميزة.لن تحصي إذاعة سلطنة عمان كل جهودها- في هذه العجالة- لا من خلال برامجها المتعددة والمتنوعة، ولا من خلال جهود القائمين على إعداد هذه البرامج وتجديدها، ويكفي هذا المعلم فخرا أن تديره أياد عمانية الهوية والانتماء، معبرة من خلالها عن الهوية العمانية المتميزة، وعن صدق الانتماء لهذا البلد الحبيب سلطنة عمان، وعن صدق الولاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم - حفظه الله- الذي أنار الدرب، وحدد المعالم الواضحة لهذه المنابر الإعلامية كلها المعبرة عن هويتها العمانية، والمتعاطية مع المتلقي بالرؤية الواضحة، والصدق.
نشأة وتطور إذاعة سلطنة عمان
أخبار متعلقة