خواطر شبابية
كثر الحديث هذه الأيام عن تقليد شبابنا العربي للغرب وربطوا ذلك بظاهرة "الجينز" وارتياد مطاعم الهامبرغر والبيتزا والاستماع إلى الأغاني الصاخبة..وأعتقد بأن هذا ليس تقليداً مضراً للعرب بقدر ما هو أسلوب حياة اختار أصحابه الطريقة الغريبة وهم أحرار وعندما نرى أي شاب عربي يرتدي الجينز ويطلق لجدائل شعره العنان سرعان ما نتهمه بالخواء الفكري وخيانة الإرث الحضاري.. ولو افترضنا أن ذلك الشاب بنفسه ارتدى عباءة وأطال لحيته لوضعناه أيضاً في موقف "فيش وتشبيه" لا يحسد عليه ولو كان داخل حدود وطنه!!فلماذا إذن نحكم دائماً على المظاهر ولا نبحث وراء صلب الموضوع عملاً بالمثل الشعبي القائل " الجواب يكفي عنوانه" فالتقليد الضار هو أن نستورد من الغرب أفكار تقوض كيان الأسرة وأمن المجتمع وأن نطبق ما نشاهده من أفلام "الأكشن" على أرض واقعنا العربي من مشاهد قتل جماعي ومطاردات مميتة بالسيارات وتعاطي علني للمخدرات وشيوع للفجور بوصفه نوعاً من البطولة.[c1]نعمة النسيان [/c]كل مشكلة تواجه الإنسان مهما كانت درجة صعوبتها تكون مؤلمة جداً فهي تقلب الموازين وتحطم القلوب وتجلعنا نقف مكتو في الأيدي حيال ما يجري أمامنا.. قد نهمل أموراً تهمنا أو ننسى الناس من حولنا.. نقف أمام مشكلتنا كورقة خريف تحركها الريح كيفما تشاء وقد نسقط فريسة لكربنا حتى نكتشف نعمة رائعة وهي نعمة النسيان الذي ينتشلنا من الهم والعذاب ويعطينا فرصة جديدة لنعيد شق طريقنا في هذه الحياة وعادة فأنني لا أنسى أن الليالي تمضي والأيام تجري مسرعة.. أشعر بأن حالي سيتغير في زمناً ما وفي مكاناً أخر ويزداد يقيني أن أية مشكلة لابد وأن ننساها ونبدأ حياتنا من جديد.نعمة من الخالق.. أفليس الألم نعمة أخرى؟!!أجل إنها كذلك فلو لا الألم لما استطعنا أن نتعلم من هذه الحياة.. ولو لا الألم لما عرفنا طعم السعادة الحقيقية فلو كانت حياتنا كلها سعادة لما كان للسعادة معنى أو نكهة مميزة لكانت الحياة رتيبة ومملة.. فسبحان الله!!خلق الألم الذي يعذبنا ووهبنا بعده النسيان ليريحنا ثم رزقنا السعادة لنبتهج بطعمها الحقيقي فحمداً لك يا واهب النعم!!