زرداري وكاميرون اتفقا على تعزيز التعاون في الحرب على الإرهاب زرداري وكاميرون
باكستان/ متابعات: قال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إنه مستعد لفتح باب المفاوضات مجددا مع طالبان باكستان، في وقت التقى فيه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون لتجاوز أزمة فجرتها اتهامات لبلاده بـ”تصدير الإرهاب”. وقال لأسوشيتد برس الجمعة إن المحادثات ستستأنف “عندما يشعرون (طالبان باكستان) بأننا أقوياء بما فيه الكفاية وبأنهم لا يمكن أن ينتصروا، لأنهم لن ينتصروا”. لكنه تحاشى الإجابة عن سؤال عن موعد استئناف المفاوضات التي أفضت العام الماضي إلى اتفاق مع التنظيم في وادي سوات لكنه سرعان ما انهار. وكانت محاربة ما يسمى الإرهاب في صلب محادثات زرداري أمس مع كاميرون في منتجع تشيكرز شمال غرب لندن، بحثت أيضا تعزيز التجارة وملف أفغانستان وكيفية مساعدة المتضررين من فيضانات باكستان. وجاء اللقاء بعد أسبوع تقريبا من تصريحات لكاميرون قال فيها إن باكستان “تصدر الإرهاب”، وهي تصريحات أكد مرارا تمسكه بها رغم الانتقادات التي قوبلت بها في كل من باكستان وبريطانيا. وتحدث زرداري بعد اللقاء عن صداقة بين البلدين “لن تنفصم عراها مهما حدث”. وقال المسؤولان إن حكومتيهما “ستكثفان تعاونهما لمكافحة الإرهاب” في بيان مشترك توج اللقاء الذي أسفر أيضا عن برمجة زيارة يقوم بها قريبا كاميرون إلى باكستان. لكن زرداري قال (بي بي سي )لاحقا إن تصريحات كاميرون أساءت إليه، تحديدا لأن زوجته رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو اغتيلت في 2007، وأضاف أنه وكاميرون بحثا كـ”رجلين بالغين”، الاتهامات الموجهة إلى بلاده. ووصف في لقائه مع أسوشيتد برس الاتهامات بالمبالغ فيها وقال إن الجيش يبذل قصارى جهده في محاربة المسلحين، لكنه يفتقر إلى العتاد اللازم. وعندما سئل لمَ لم يحاكم إلا عدد قليل من “المتشددين” أجاب أغلبهم لا نلقي عليهم القبض وهم أحياء”. ولم تقتصر الانتقادات الموجهة إلى كاميرون على باكستان بل جاءت من مسؤولين بريطانيين أيضا، كشاهد مالك وزير العدل السابق الذي قال “نحتاج للباكستانيين أكثر مما يحتاجوننا في المجال الأمني”، ووصف سياسة كاميرون بأنها تفتقر إلى بعد النظر، و”تترك بريطانيا مكشوفة على المدى البعيد”. ويعتقد أن باكستان لعبت دورا كبيرا في التحقيق في تفجيرات لندن في 2005 وفي إحباط خطة لتفجير طائرات ركاب العام التالي. وانتقدت زيارة زرداري في باكستان وقال البعض إنه كان يجب أن يقاطع لندن احتجاجا على تصريحات كاميرون، وأيضا لأنه كان حريا به البقاء في باكستان التي تواجه فيضانات أضرت بـ12 مليون إنسان وهي الأسوأ منذ ثمانية عقود. لكن زرداري -الذي دخلت جولته الخارجية يومها السابع- دافع عن نفسه وقال لـ”بي بي سي : إن البرلمان مجتمع. وهذه (مواجهة الأزمة) مسؤولية رئيس الوزراء الذي يؤدي مهامه”. ويتوقع مراقبون أن يجد حزب الشعب مصاعب في انتخابات 2013 بسبب تدني شعبية زرداري الذي يترأسه مشاركة مع ابنه بلاول (21 عاما). وشارك زرداري أمس في تجمع سياسي في برمنغهام ثاني أكبر مدينة في بريطانيا التي تضم مليون ساكن من أصل باكستاني. لكن بلاول تراجع عن المشاركة في التجمع، وقال إنه سيبقى في لندن لجمع التبرعات لصالح المتضررين من الفيضانات. ودرس بلاول التاريخ في جامعة أوكسفورد وقال في بيان له إنه يعتزم مواصلة تعليمه الأكاديمي والسياسي ويفكر في دراسة القانون.