عندما قلنا إن إسرائيل هي المستفيدة الوحيدة من الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني، لم يسمعنا أحد، وعندما قلنا إن التنازلات للكيان الصهيوني تفتح شهيته منها أيضاً لم يسمعنا أحد وعندما قلنا أن موازين القوى لا تسمح لنا بتسوية عادلة نسترد فيها حقوقنا الوطنية اتهمونا بالتنظير، وعندما قلنا إن الإستراتيجية الصهيونية لا تسمح بقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على كامل الأراضي المحتلة عام 1967م، خطئونا وعندما دعونا للوحدة الوطنية الحقيقية في الساحة الفلسطينية لنحمي قضيتنا الوطنية حصروها بين فصيلين واعتبروها قد تحققت، وعندما قلنا لهم لا تراهنوا على الأمريكان والرباعية اعتبروها مزايدة، وعندما وقعت الواقعة بالأمس أخذوا يتبادلون التهم وكأنهم براء، والأكثر من هذا أصبحنا أمام حكومتين ووزارتين واليوم رئيس ولا نعرف غداً، والأكثر من هذا نطلب قوات دولية لنستقوي بها على بعضنا البعض، وطبعاً أهل الخير لن يبخلوا بتقديم كل ما هو لازم لاستمرار القتال الفلسطيني، والشيء الذي لا نستطيع أن نستوعبه أن يرى المتقاتلون إسرائيل تشن الغارة تلو الغارة على غزة وتغتال القيادات المناضلة المقاتلة في القطاع من الجهاد الإسلامي، وتواصل عدوانها في نابلس في مخيم بلاطة تقتل المناضلين وتعتقلهم، ثم تجتاح مخيم جنين وتلاحق المناضل القائد محمد أبو الهيجاء قائد كتائب الأقصى وتقتله وما زال عدوانها متواصل على الضفة، ونحن نتمترس حول موقف رافض للحوار الفلسطيني لحل الخلافات، ونقوم بإجراءات يومية في الضفة الغربية منها جمع سلاح المليشيات لا تخدم توجهاتنا الوطنية.الشيء الذي لا نستوعبه أن نصر على التواصل مع الإسرائيليين واللقاء معهم في ظل هذا العدوان، الشيء الذي لا نستوعبه أن تستمر الحرب الإعلامية ونشر غسيلنا على الحبل الإسرائيلي الأمريكي، الشيء الذي لا نستوعبه غياب الموقف العربي المسؤول الصارم والحازم والملزم للإخوة في فتح وحماس على البدء بالحوار فوراً وهم قادرين على ذلك دون شك.هناك أخطاء في الساحة الفلسطينية آن الأوان للوقوف أمامها بعيداً عن بوس اللحى، محاسبة الخارجين عن القانون، محاسبة المسؤولين عن الفساد، وضع حد للعملاء، إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أساس وطني، وهذه ليست مسؤولية حماس وفتح وحسب، لأن حصرها في الفصيلين زاد من استفحالها وشراستها.ساحة المعالجة منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن يعاد الاعتبار لها ولمؤسساتها بحيث تصبح هي المرجعية الأولى والأخيرة لكل الشعب الفلسطيني.لا يجوز أن نضع رأسنا كالنعام في الرمال ونقول لا توجد أخطاء أو نقلل من حجمها لأنها أخطاء قاتلة وجعلت المواطن لا يعيش في أمان واستقرار.المسؤولية جماعية ولا يجوز لأحد التهرب منها مهما كانت النتائج والاعتراف بالأخطاء ستكون نقطة البداية للتصحيح، وشئنا أم أبينا سنفعل هذا يوماً، ولكننا نريده قريباً.
|
آراء حرة
إسرائيل تنتهز الفرص وتغتال المناضلين
أخبار متعلقة